في كأس هجره يذوب عمري، فلا عليه أن يشرب الكأس كله حتى لا ينتهي عمري ولا أراه، فيا ليتني عرفته بعد مئات الأعوام لأتعلّم منه الذبح على الطريقة الأبجدية، فعليه أن يحترس من غضب حروفي التي سيجدها مغلفة بأسرار الحرير وكتمان الزمرد وخجل اللآلئ لأتجرح وأتدمى لكنها تحترق كجحيم مستعر لا يبقى ولا يذر.
وإن كان لا يزال يتعلّمني فواجبه الحذر لا اختيار مسارات شائكة وشن هجوم فاشل بأسلحة صدئة تورث خدوشا مشوهة لا نزيفا يـمجدها أو جرحا يشرفها وخدشه لا يبرر أعذاره.