كانت أمي

محمد ضباشه ـ مصر

كانت أمي قبل صياح الديك
توقظ عين النوم الهارب من عنت الأيام
تندح نحو النار، تنفخ فيها كي تدفئها
ويشم رائحة الخبز
أنف الحلم الجائع في عين الأطفال
تملأ أركان البيت الساكن
خلف مجيء الشمس، عطر البركة
ثم تنادي، نخرج من أعشاش الظلمة نجري
نحو شعاع الحب القادم من عينيها
فينام النوم على يدها
ونهلل فرحا بالإبكار
لم ندرك في المهد ولو برهة
أن الأم حياة، نبع الحب الصافي
وأن الهرم الشامخ فينا
لا يظمأ من هجر النيل
أو يشعر بالجوع
وإن كان الجوع لا يهدأ يوما
لكن يخشى أن يجد الدمع
فى عين صغار، تشتاق إلى قلب
لا يمد للذل يداه
ترفض أن تحفر بئر أعمى
ينضح دمع وبكاء
كانت تسقى جذور العمر بماء الصبر
كي تتنفس طعم الفرحة
بعد صلاة الظهر حين أعود
 أجد الحضن بطعم التوت
وتمر سنوات كالأيام
قبل مجيء الريح العابر للقارات
الآن الآن قد أدركت أنى كبرت
وغابت رائحة الخبز
من أنف الحلم الرافض
أن يجد في الموت نجاة

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024