عــروج إلــى ســدرة المعنـى

عائشة جلاب

صَــه أیھا المعنــى فلستَ ببَــــاد واطفئْ مَجـازك لن تُضِيءَ مِدادي
أسرجْتُ صَوْبَ الضـوءِ موْكبَ غایتي فیجُرُّنـي نحْـــــــو الھبَــاء جَوادي
لأغُوصَ في ذاتي لعَلـــي أسْتقِـــي مَدَدَ الوُصُـــــول لشھْقـــةِ العُبّــــاد
یصّعّدُ التّأویــل أسحلُه سُــدى والحَرْفُ في شفتيّ محضُ قتَـــــاد
شوْقي شفِیعي إذ تلعْثـــمُ أحرُفـــي أرْوي حَدیثـِــــي دُونمَــــا إسْنَـــاد
مــــا كُنتُ حَسَّاناً ورُوحُ الحقّ تسْـندُني ولا كعْبـًــــا تبیـــنُ سُعَــادي
أمْشِي عَلى اسْتِحْیَــــاء یشربُني الظّما فعَسَـــاي أسْتسْقِـــي مَعَ الــــــوُرَّاد
صَمْتٌ تھَاطــلَ والسفینةُ أُغْرقَتْ مجْدافُھا عشــقُ الحَبیبِ الھـَـــادي
طه، وأسمُــو في حُروفك سامقـا ألْتفُّ بـي، أنثـــــالُ حین أنـــادي
الكونُ یمْضَــــغُ جُوعَھُ مُتضوّرا شُــحَّ الغمـــامُ متى أوانُ حصَــاد
صَنَمٌ ینضِّدُ بالوَلاءِ و تُـزْھقُ الأرواحُ ینْھشھُا لظَـى الأصْفَـــــــاد
نُـــورٌ مَلا الدّنیا سَنَــا مِیـــــلادِه نَـــارُ المَجُــوسِ توَضَّأتْ برَمَـــاد
طُوبَى لآمِنـــةٍ ھُدیـــتَ برحْمھـا تغفُــــو وتصْحُـــو، تنتشِــي بسُھَاد
وال أرْضَعتك مع الحلیب محبّـةً أنعـــمْ بصدرٍ كـــان خَیْـرَ وِسَـاد!
بدرٌ یُھدھــــدُهُ وشمْــــسٌ دفّـأت قلباً سیُغسَــلُ منــــھُ كُــلُّ سَــــوَادِ
قلبٌ ھنالك یصْطلي متسَـــــائِلا لیمِیطَ عــنْ دنیَـــا دِثــــارَ حِــــدَادِ
في رِحْلةِ الغَــار انبجَاسُ عوَالِمٍ إیقَـــاظُ أرْضٍ منْ رُكَــــامِ رُقــادِ
وأطلَّ قلبُ خَدِیجَةٍ ھِبَـةِ السَّمَـــا بِنْتِ الكِــــــرَامِ ، سَلیلــةِ الأمْجَــادِ
مدّتْ یدًا خضَرَاء أوْرَق فرعُھا بتِجَـــــــارَةِ الدّارین دُون كسَـــــادِ
لكنھُـمْ زھدُوا بقربك وارْتـــــوَوْا إذْ أتخِمُــــــوا بوَلائِــــــــــمِ الأوْرَادِ
وكسَوْتَ بالعَدْلِ البَسِیطةَ فارْتقتْ كُلّ النفُــــوسِ لِرُتبَـــــــةِ الأسْیَــــادِ
ونزعْتَ منْ كفِّ الطغاة سِیَاطھم أمَــدًا تمَـــــزّق حُرْمَــــة الأجْسَـــادِ
الرمْـــل یَجْھشُ رأفة بِصَبیـــــةٍ في جوفـــھ تستفُّ ھَــــــوْل الـــوادِ
الصّدقُ درعُك ، كُل سیف خائرٌ سُمّیت بالصّدیـــــق رغـــــم أعَــادِ
كنت القـويَ وللضعیفِ مُناصرا تسقِي جفَـــــافَ الأرضِ شَھْدَ وِدادِ
لا الفرقدان ولا الإمارةُ غایتـــي یا عــــــمُّ فارجــعْ لیس ھذا مرادي
ورمَیتَ عَرضَ الكِبْرِ عرضَ إمَـارة فقطعــــتَ جھـــرًا دَابِـــــرَ الحُسّادِ
یا مـــن على خُلُق عظیـــمٍ قالھا ربّ الدنـــــا، ھل بَعْدَهُ مِنْ شــــادٍ!
أنا ما سكبتُ سوى بقایا دَھشَـــةٍ منْ بَحْـــــــرِ عِشقٍ باذخِ الأبعــــــاد
أمْ أنـــھ شغفٌ تَضَــــــوّعَ حینمـا اشتـــدّ بــي عطشٌ حلمتُ بـــــــواد
صَلوا على منْ قد بكى شوْقاً لمن عشقـُــــــوه رغمَ تبَـــــــاعُدِ الآمــاد
للمِسْكین یَسْكُــنُ فیْـــــأهُ تعــــوي بُطونُ المُعدمیــــن لـــزادِ

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024