وطَني مَا فِيكَ كُلِّي
ومَا يُغْرِيكَ يُغْرِيني
يَا عِزَّةَ الكرامةِ يَا جزائرُ
يَا موطنَ البطولاتِ
بشعبِكِ الثَّوْرِيّ
هزمتِ بالأمس عدوًا جائرًا
سُلِبَتْ مِنْكِ الحياةُ
ولَمْ تأبهِ بالركوعِ
رغمَ الخسائرِ!!
ثورة «نوفمبر» خَطَّطَ لها شعبٌ ثائرٌ
استمَدَّ القوة مِنْ «الأمير عبد القادر»
و»جميلات» الجزائر
نوفمبريات القلبِ
جميلاتُ القَدِّ
قوياتُ الفِكْرِ
صامداتُ كالجبلِ
اهتزَّ لَهُنَّ العَالَمُ
وكسرْنَ حاجزَ الإناثِ الفاتناتِ
وأصبحْنَ رمزًا للبطولاتِ
جزائرُ يَا روعةَ الخالقِ!
ويَا ثورةً أشعلتْ فجرًا
تغَنَّى بها الشاعرُ
قصائدُ صارتْ شمعةَ الخاطرِ
جزائرُ يَا جَنَّةَ اللهِ في أرضِهِ!!
وبديع الجبالِ الشامخاتِ
وشواطِئ مِنْ لؤلؤٍ ومَرْجَانِ
وثلوجُ سقتْ مروجًا
وأنبتتْ ورودًا، وزنبقًا، ورُمَّانًا
وهيهاتَ على جمالِكِ الفَتَّانِ!!
غَنَّى لَهُ كُلُّ فَنَّانْ
ويَا حُبَّكِ الساكنَ في وِجْدَانِي!!
جزائرُ يا وردةً أشرقتِ كالدِّهَانِ
وطني حكايةُ عشقٍ أَبَدِي
أيُّتها الأيَادِي الخَفِيَّةُ
ارفَعِي ظُلْمَكِ الطَّاغِي عَنْ وَطَنِي
الجزائُر ليستِ للبيع، ولا للهدم؟!
ليستِ للمساومة، ولا للكسر
وطني حكايةُ عشقٍ أَبَدِي
وحَمَّامُ غَرَّدَ على حدائقِ الياسمينِ
هُنَا رائحةُ الفجرِ
تلملمُ أشلاءَ المَاضِي
ومآذنُ تدعُو للصلاةِ
آيادٍ طاهرةُ تعيدُ ذِكْرَى الشُّهَدَاءِ
وترسمُ وَجْهَ وَطَنِي، بدماء زكية
هُنَا صرحُ «بابا عروج»
وهناك مِنْ رَحَمِ ثورة نوفمبر
صيحة «حسيبة الشهيدة»
يومًا قالتْ: «لا للعبوديَّةِ»
هناك صرخةُ أَبِي في الجبال
هنا جُذُورِي وبركةُ الأنبياءِ
كيف أنسى؟؟..لا..لا
وقَلْبِي مُعَلَّقٌ بشوارعِ «البيضاء»
طفولُتِي رسمتُها على جدران الأحياء
ها هي اليوم تنزفُ ألمًا
وترسمُ على وجنتِيكَ دمعةً
وصرخةَ طفلٍ في المهدِ
وَطَنِي ليس شواردُ
تُعَلَّقُ عليه مصائبُ قومٍ
باعُوا ضمائرَهم للأعداءِ
وطَنِي حكايةُ شعبٍ
نهضَ وحطَّمَ الأغلالَ
وَطَنِي جرحٌ ينزفُ؛
فكَفُّوا عنه الخناقَ
رفع رايةَ النصرِ
فلا مَفَرَّ مِنْ عزيمتِهِ
جيلٌ لا يعرفُ الأخطاءَ، ولا الاستسلامَ
يفُكُّ الأغلالَ بالصمودِ،
ويهزمُ التمرُّدَ، حَتَّى النصرِ.
