يَـــا ســيّـدي قــدرٌ هـواكَ

مبروك بالنوي

قدرٌ هواكَ وحيرةٌ ومدى انذهالْ
لا تأمن الماويّتين على ارتحال
بعد انفراج قصيدة ثمّ انعراج
إجابةٍ تأتيكَ أحوال السّؤالْ
لا تأمننْ ليل القصائد كيفما
قالتْ تقول فأنْتَ عنها في اهتبالْ
الحبُّ خارطة الجهات بلا جنوبٍ
زهو بوصلةٍ يُراوغها الشَّمالْ
لا تأمن الأحلام في الجهتين إذْ
كلتاهما وجعا محاقٍ للهلالْ
كبرى القلوب بكبرنا من صبرنا
حتماً يطول ولا يؤول إلى الزًّوالْ
مازلتَ تُشْعِلُ في مداك جراحنا
حتّى تضيء هناك أسئلة الرِّمَالْ
من كلّ باديةٍ تعتّق رسمها
مشبوبةٍ قد جئتَ متّقدَ النِّعَالْ
**
الوقت فوضى خلفنا نمضي إلى
أعتاب أمكنةٍ بأزمنةِ الخَبَالْ
لا شيء يقتل حيرةً فيك انتشتْ
إلاّ الّذي قد يُقْتَفَى خلف المجالْ
ذاك اغترابٌ يستحيل توجّساً
لا منه يجمعنا اشتهاءٌ للوصالْ
أضغاث أحلامٍ يقول ربيعنا
فهو اعوِجَاجٌ راغبٌ في الاعتدال
يا أيّها الممتدُّ من زمن الرؤى
تاهتْ مرائي مُثْقَلٍ بدم الظِّلالْ
تلقاكَ ألفُ قصيدةٍ بجراحها
علّ الجراح تعيد تاريخاً مُقَالْ
بلْ علّها لا تنكر الأصوات من
بعد التباس الشدو في ناي اكتهالْ
لا منطقاً للقلب حين تصيده
ماويّتان على معاقرة الخيالْ
ماذا ستشعلُ في رؤاك وعمرنا
ليلان يتّخذان منعطف السِّجالْ
^^^
لا تأمن الماويّتين، رؤاهما
فالقلب متّهمٌ وذا العقل اختبالْ
في كلّ باديةٍ جنوبُ غوايةٍ
ماذا ستفعل عندما يغوي الشَّمالْ
عيناكَ لا تمددهما شوقاً إلى
مُتَعِ المرايا فالهوى محضُ افتعال
يا أيّها الطَّللُ المرابض في دمي
ماذا تَبَقّى من مراسيم الزَّوالْ
بين البداية والنَّهاية غربةٌ
نّي مضيعٌ ضائعٌ خلف الظِّلالْ
مازلتُ أنتعلُ الصحارى  قيظَهَا
لو يستظلُّ بجرحنا أسف المآل
أمضي من البلد الحرام مغاضباً
أمضي بيقطيني إلى البلد الحلالْ
ما العمر إلاّ ما نراه وما ترى
هل ذا أنايَ أمِ اغترابٌ في المجالْ
كلّ الكؤوس تظلُّ مُفْرَغَةً الشَّذَى
طاشتْ بأسئلة الغياب على الرحالْ
يا دائم الترحال يا جمل الرؤى
إنّ الجهات تعيد ما في الاحتمال
هل للرَّصاص دمي المراق محجّةٌ
ما بين قلبين انتخت حجج النِّكالْ
^^^  
جاءوا مرايا البوح حيث جراحنا
ها يملؤون الشدو منها في اهتبالْ
من أوّل الحجّ القديم تناوشوا
حتّى تكسّرتْ النِّصال على النِّصَالْ
يا أيُّها الطللُ المرابطُ وصلنا
جُمَلُ يُتَمِّمُهَا اعتصار مُقَامِ حالْ
العشق فينا رائعٌ ومُروِّعٌ
لكنّنا خفْنَا لو انفرط العِقَالْ
يَا سيّدي لُغَتِي مَفَازُ غِوَايَةٍ
كُلُّ المجَازَاتِ القديمةِ في انْتِحَالْ
لاَ شَيْء يسْكُنُنَا سِوى حَرْفٍ نَشَى
مِنْ عِلَّةٍ حَلّتْ بِهِ وَرُؤَى اعْتِلاَلْ
الغَيْمُ يُوري مِحْنَةَ المَعْنَى، مَدى
تأويله جَلَبَ الهَوَى دُونَ اكْتِمَالْ
كُلُّ المَسَافَاتِ المُضِيْئَةِ ثَاكِلٌ
تُسْبِي فَوَاصِلُهَا رُؤَانَا في اقْتِبَالْ
يَا سيّدي كُلُّ الوُجُودِ وُجُودُنَا
مَأْوَى جَحِيْمٍ لاَ يُطَاقُ عَلَى اشْتِعَالْ
هَا شَمْسُنَا قَدْ كُوِّرَتْ وَبِحَارُنَا قَدْ سُجِّرَتْ
مَا عُدْتَ تَسْكُنُنَا وَذَا الجُرْحُ اسْتَقَالْ
^^^
هَذِي السَّمَاءُ قَدِ انْفَطَرَتْ وَدَانَ بُرُوجَهَا
إِزْمِيْلُ أَزْمِنَةِ المَرَايَا فِي انْتِقَالْ
هَلْ كُلُّ مَبْنَى مِنْكَ مَعْنَى ظَاهِرٌ
أَمْ مُبْهَمٌ فِي مُشْتَهَانَا لاَ يُطَالْ
مَازِلْتَ فِيْهُمْ صَيَّبا، بَرْقاً مُضيءً
كُلَّمَا فِيْهِ مَشَوا ضَاءوا ابْتِهَالْ
يَا سيّدي وَحْدِي أُرَوِّضُ جُرحِنَا
عَبَثاً أحَاولُ سَبْرَه حَيْثُ اسْتَمَالْ
عَبَثاً أحَاولُ أَنْ أُعِيْدَ تَشَكُّلِي
فِيْ مِحْنَةِ الزَّمَنِ العَصِيِّ فَلاَ أُدَالْ
هِيَ غُمَّةٌ أَخْنَتْ عَلَى أوْطَانِنَا
لا النَّخْلُ يُسْعِفُهُ هُنَا سَعَفُ النِّضَالْ
كُلُّ المَرائِي مِنْ مَرايَاهَا انْتَفَتْ
شَاهَتْ وَهَذَا المُنْتَهَى رَهْنُ اعْتِقَالْ
لاَ مَا أُبَرِّئُ خَافِقِي فِي دُكْنَتِي
أَمَّارَتِي يَغْزُو إِمَارَتُهَا الوَبَالْ
فالآنَ حَصْحَصَتِ المُعَانَاة ارْتَخَتْ
أَعْيَانُهَا فالكَونُ شَاخَ مِنَ العُضَالْ
نَمْشِي عَلَى جُرُفِ الأَسَى هَارٍ بِلاَ
مِشْكَاتِنَا فانْهَار مَعْنَىً  يُسْتَطَالْ
يَا سيّدَ الرُّؤْيَا العَتِيْقَةِ فِي دَمِي
كَيْفَ الطَّرِيْقُ إِلَيْكَ ولخَطْوُ اغْتِيَالْ
مَا العُمْرُ إلاّ مَا تُنَازِعُهُ فُصُولُ
رِوَايَةٍ فَطَوِيْتُ فَصْلاً فِي اعْتِمَالْ
لاَ أَنْتَمِي أَنَا مِنْ نَخَيْلِ فَوَاصِلِي
أَسْتَفُّ مِنْ رُطَبِ الفِطَامِ رُؤَى الجَلاَلْ
البَدْءُ سَارٍ مِنْ هُنَا، مِنْ بِيْدِنَا
يَسْتَقْرِئُ الأَلْوَاحَ فِي صُبْحِ الكَمَالْ
فالنُّورُ يَنْبُعُ نَهْرُهُ مِنْ ذَاتِنَا
مَاذَا يَحُثُّ العَارِفِيْنَ إِلَى انْعِزَالْ
مَا لِي وَلِلْغَيْمَات أُسْبِرُ غَوْرَهَا
وَالمَاءُ مَحْضُ تَبَخُّرٍ بَعْدَ انْحِلاَلْ
لا يَنْحَنِي هَذَا النَّخَيْلُ بِكِبْرِه
إِلاّ ذَوائِبُهُ إِلَى رَيْحِ المَجَالْ
لاَ تَنْبُشَنَّ الجُرْحَ فِي لَيْلِ الأَسَى
هُوَ نَازِفٌ فِي الوَجْهَتَيْنِ بِلاَ انْدِمَالْ
تَاهتْ بِهِ سَبْعٌ عِجَافٌ تَنْتَشِي
مِنْ بَدْئِنَا عُمْراً عَلَى سَبْعٍ عِجَالْ
هذَا مَدَى تَأْوِبلُ مَا أَوْصَيْتَنِي
مِنْ قَبْلُ أَلاَّ يُسْتَبَانَ وَلاَ يُقَالْ
^^^  
رُؤْيَاكَ فِي زَمَنِي مَوَاوِيْلَ الهَوَى
شَرِقَتْ بِنَايِ البَوحِ مِنْ غُصَصِ السُّؤَالْ
يَا سيّدي عُذْراً لِفَرْطِ تَحَيُّرِي
قَدَرٌ هَوَاكَ وَحَيْرَةٌ وَمَدَى انْذِهَالْ

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024