حديـــث داخلــي

قصير الرميساء

ها أنا من جديد.. لقد مرت فترة بائسة فقط! أحملها بثقل لحظاتها وساعتها.. هل هو اليوم الرابع الذي لم أغادر فيه غرفتي، أم هو اليوم الأربعين.. لا أتذكر فعلاً !، لقد عدت، لأزيح مرور الوقت المتثاقل عن عمري وبعض الأفكار المتزاحمة مع جدول مذاكرتي، والكثير من السواد الذي أغرق بداخله شيئا فشيئا.. تفكيري مشوش، بل « معقد» إن صح التعبير، لن يقدر أحد منهم على حل شيفرته وفهم ما يحصل هنا.. يحترق قلبي وسط هذه الروح الداخلية، يحترق لتسطع ابتسامتي التي لا يقوى أحد على معرفة زِيفها.. تبدو روحي متوهجة وأبدو بخير، أنا فعلاً بخير نوعاً ما، هل تفهم؟  كنت أبذل كل ما فيّ، لأجعل مني حُرا، أكثر حُبا وسلاما، وأكثر قدرة على الحياة.  
لم أتوقف لحظة للتذمر، كان شعاري واضحا منذ البداية: الاستثنائية في العالم، لكنها كانت لحظات انهيار.. وكأن كل مصاعب العالم ومشاكله العاجلة التي لا حلول لها وقعت فجأةً على رأسي، عاصفة ما قبل الهدوء..» إن كانت هذه التسمية تُريحك أكثر؟! هل أنت مُهتم أصلاً، سمها ما شئت.. ستظل تعكس نفس المشهد الحزين الذي أستعيده في كل مساءٍ.. مع انسدال خيوط الشمس.
أترى في تلك الزاوية تلك الطفلة الصغيرة وكأنها ستبدأ بالبكاء.. فضلا أوفقها! رجاءً فصوتها عالي ومزعج..  المسكينة!  وكأنها بقية وهم، حبيسة حُلم تركها بجناح مكسور... إنها لا شيء لكل من لا يعرفها ولمُعظم من يعرفها، أهمس لها بأن روح الإنسان هي موطن الضعف، لكن لا قوة له عليه أمام قدرات المحاربين في الحياة.. أخبرها أنك قادم من المستقبل، أنك اليوم تراها كما ترى نفسها غيمة حزن باكية، لكن غداً ستُصبح فراشة فرح، وبعد ألف سنة ستصبح بهجة عيد، و شمعة لا تنطفئ…اجعلها ترى انعكاس غد باسم ممتلئ بألوان الحياة، كل ذلك موسوم على وجهها وبين عينيها ! فقط اجعلها ترى ذلك.. مع بعض الشعور بالأمان وأنها تقف أمام أحضان مرحبة  بها دومًا، وستكون بخير.. أَعدُك! ، احمِ شعورها الكبير بقلبك، احملها وسط روحك لتُسخره لمحطات تاريخية قادمة.. أعدك أنها لنْ تبكي من جديد وستكون سعيدةً ..بل أسعد شخص على هذه المعمورة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024