عذرا مدينتي
بتنا فيك مغيّبون في اللاّمعنى
كأنّا جاهليّة أولى
لماذا مدينتي؟؟
لماذا تَفرِّين من قبضة الذّاكرة؟؟
لماذا لا تؤمنين بالحُبّ..
بالخبز والماء للجميع؟؟
بالملح.. بالثلج
بالشمس والمدن الماطرة؟؟
لماذا تُنكِرينَ الياسمين...
لعب الأطفال والغابة السّاحرة ؟؟؟
لماذا تَكفُرين بآلاء الشّعر..
واللغة...
وتمجّدين الرّهانات الخاسرة؟؟؟
متعب أنا
في مدينتي
من كل الذين أعرفهم
والذين لا أعرفهم
مثقل ليلي بالسّشتا
كأوراق الخريف تتهاوى أشلائي
تترنّح الرّؤى الشَّهْوَاءُ في مخيّلتي
تصفعني يد الرّيح
ثم تجمعني من شتات
يعاكسني الكلّ
حتى ظلّي
أقاوم وحدي يأس مدينة
يلفّها الموت الزّؤام
أكْسَفَ الحُزنُ النّجْمات
أعلم أني
منبوذٌ هنا
ومصلوبٌ
على جذع أفكاري الثّائرة
وها هو العمر يمرّ سريعا
قد خطّ أثلامه بالجباه
كمرّ الغيم
دون انتباه
وأنا هنا
بَقِيتُ بلا طَلاَلة
سَاهِمُ الطَّرف
متعبٌ من اللّأْوَاء
من تعبي
أحلم بسنا معجزةٍ من السّماء
وقلب نبيّ
لنحْطِم اللّات والعزّى
ونحارب أبا جهل
وحمّالة الحطب
أترقّب زَهوَ أُمنيةٍ
يهزّها جذع الدعاء
عساها تسَّاقَطُ
رُطَب النّعِيم
كي يكتمل المعْنى
لقصيدةٍ متعبة من دياجير الأصداء.