ما تبقّى من بيتي ليس سوى مفتاحٍ صغير،
أُمسكه بيدي كلّما ضاقت بي الدنيا،
فهو الشّاهد الوحيد على بيتٍ كان،
على جدران ضحكتنا، وأحاديث المساء، ولمّة العائلة الدّافئة.
ذلك البيت الذي احتوانا سنين،
هدمه الاحتلال في لحظة،
لم يسقط فقط الحجارة…
بل سقطت معه الذّكريات، الصور، الهدايا القديمة،
سقطت ضحكات أطفالي، وسكون أمي، وسهرات أبي.
وقفتُ فوق الرّكام…
لم أرَ سوى الغبار، لكن قلبي رأى كل شيء.
مرّ شريط الذّكريات أمامي كأنّ الزمن عاد بي للحظات،
كل زاوية كانت تهمس لي بحكاية.
اليوم…لم يعد لي بيت.
الخيمة أصبحت مكاني، كنت أقول بالأمس إنّها مؤقّتة،
لكنّها اليوم تحوّلت إلى بيتٍ دائم،
أعيش فيه أنا وعائلتي، بلا جدران، بلا أمان،
لكن بمفتاح…أحمله أملاً، لا ذكرى فقط.
آلاء
عنوان الرّسالة:
«عتابي للزّمن…وسؤال للحياة»
إلى هذا الزّمن القاسي…
وعلى مسامع الحياة التي لم تُنصت لي يومًا،
أكتب لكم عتابي بصوت موجوع.
لماذا أخذتم منّي مَن أحببت؟
لماذا سرقتم منّي أيامي الحلوة،
وتركتُم لي التعب والخذلان والوجع؟
كنتُ أظن أن الحياة سَتُهديني الراحة ذات يوم،
لكنها كل يوم تأخذ…ولا تُعطي،
تُعلّمني الصبر، ثم تختبرني فيه مرات ومرات.
أعاتبك يا زمن…
كيف مررتَ سريعًا في لحظات الفرح،
وبطيئًا في لحظات الحزن؟
وكيف جعلتَ الذكرى خنجراً في صدري لا يُنتزع؟
ويا حياة…
هل فيكِ متّسعٌ لقلبٍ تعب؟
هل فيكِ لحظة واحدة بلا خوف، بلا خسارة، بلا وجع؟
أكتب لأفرغ ما في داخلي…
فلعل الحرف يُداوي،
ما لم يستطع أن يُداويه الوقت.