الأسير الصّحفي علي سمودي

صـوت الحقيقة خلـف القضبــان ومعانــاة لا تنتهي

بقلم: سامي إبراهيم فودة

 في الوقت الذي يفاخر فيه الاحتلال الصهيوني بديمقراطيته الزائفة، يُترك الصحفي الفلسطيني علي صادق سليم السمودي، ابن مدينة جنين، يواجه مصيره داخل المعتقلات في ظروف قاسية ولا إنسانية، فقط لأنه حمل قلمه وكاميرته لينقل للعالم رواية شعبه.
 السمودي، البالغ من العمر (60 عامًا)، معتقل إداريًا منذ التاسع من ماي 2025، دون أي تهمة واضحة، ودون محاكمة عادلة، لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين الذين جعلوا من الحقيقة سلاحًا في مواجهة آلة التزوير الصهيونية.
رحلة اعتقال قاسية
 تعرّض السمودي منذ لحظة اعتقاله لمعاملة وحشية؛ إذ جرى احتجازه في ثكنة عسكرية بمخيم جنين لمدة 80 ساعة متواصلة وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، محروم من الماء والطعام والدواء، قبل أن يُنقل إلى سجن مجدو بعد تعرضه للضرب المبرح ومصادرة ملابسه وكسر نظارته الطبية. ومنذ ذلك الوقت وهو يتنقل بين السجون في ظروف اعتقال بالغة القسوة.
معاناة صحية وإهمال متعمّد
 يقبع الأسير السمودي اليوم في قسم (15) بسجن النقب الصحراوي، برفقة 160 أسيرًا يعيشون عزلة كاملة عن العالم الخارجي، وسط سياسة تجويع ممنهجة واعتداءات متكرّرة. وضعه الصحي خطير للغاية؛ فهو يعاني من التهابات حادة في المعدة والقولون والمسالك البولية، إضافة إلى آلام مزمنة في الرأس والعينين، وفقدان للتوازن والوعي، كما فقد نحو 40 كيلوغرامًا من وزنه، بينما ترفض إدارة السجون تقديم العلاج اللازم له، في جريمة إهمال طبي متعمد تهدد حياته.
استهداف الكلمة الحرّة
 رغم كل هذه المعاناة، تحاول سلطات الاحتلال التغطية على حقيقة استهداف السمودي بصفته صحفيًا؛ إذ لم تُوجه له تهم مرتبطة بعمله الإعلامي حتى لا تُواجه الصهاينة بردود فعل دولية، واكتفت بإبقائه رهن الاعتقال الإداري الذي جُدّد له لأربعة أشهر إضافية للمرة الثانية على التوالي.
مسيرة حافلة بالتّضحيات
 السمودي، الذي وُلد في 13 أبريل 1967 في جنين، درس في جامعة النجاح الوطنية، وعمل مراسلًا لجريدة القدس الفلسطينية ومنتجًا لشبكة الجزيرة الإعلامية،حيث كرّس عمله لتغطية الأحداث في محافظة جنين، ميدان المواجهة الدائم. تعرض خلال مسيرته لاعتقالات متكررة وإصابات برصاص الاحتلال، وكان شاهدًا حيًا على جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة عام 2022، حين أصيب بجراح خطيرة خلال تغطيتهما الميدانية.
في ختام سطور مقالي
 إنّ استمرار اعتقال الصحفي علي السمودي وما يرافقه من إهمال طبي وتعذيب جسدي ونفسي، ليس إلا محاولة فاشلة لإسكات الصوت الفلسطيني ، وإخفاء الحقيقة التي تُدين الاحتلال أمام العالم. لكن قضيته اليوم تفرض نفسها كصرخة مدوية، تؤكّد أنّ الكلمة الحرة لا تُعتقل، وأنّ معركة الصحفيين الفلسطينيين مع الاحتلال هي معركة وجود وكرامة وذاكرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025