الحياة في غزّة.. معجزة

بقلم حسن القطراوي - غزّة

الحياة في غزّة مُعجزة..
كل ما يفعله الناس ببساطة نحتاج في غزّة إلى معجزة لنفعله، وأنت تنتقي وجبتك اليومية من “المنيو” تذكّر أننا نحتاج وقتا طويلا كي نتأكد من أننا سنأكل أصلاً.
حين تصلك الوجبة في ظرف دقائق، تذكّر أننا نحتاج ساعات طويلة لنصنع وجبة واحدة مليئة بالغُبار والدخان، نشتري الحطب بمعجزة، ونُشعل النار بمعجزة، ونحصل على الخبز بمعجزة.
وأنت تشرب الشاي حلو المذاق، تذكر أننا نشربه علقمًا فالسُكر تبخّر في المدينة كلها.
وأنت تركب السيارة مرتاحًا تذكّر أن بعض الجرحى لا يجدون سيارة إسعاف واحدة.
وأنت تتجهّز للتضحية، تذكّر أن البعض في غزّة ضحّي بكل أبنائه.
وأنت تهرب من حرارة الشمس إلى مكيّفك، تذكّر أن الشمس تجلس معنا في الخيمة.
وأنت تقرأ هذه الكلمات البسيطة تذكّر أننا نمشي مسافة حتى تصل إليك وتعرف حالنا، لا نريد بعد كل هذا سوى احترام صبرنا، أو غضبنا، أو حتى تعبنا إن تعبنا يومًا.
نريد العيش بكرامة، أو الموت باحترام،
وتذكّر ما قلته لك، الحياة في غزّة معجزة.
لأننا تُركنا وحدنا، تُركنا بكل هذا البكاء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025