في عــدوانـه الـظــّالم

لماذا يستهدف الاحتلال الحقل الأكاديمي الفلسطيني؟

بقلم: رمزي عودة

 منذ السابع من أكتوبر، مارست سلطات الاحتلال الصهيونية عدواناً شاملاً على الحقل الأكاديمي الفلسطيني، ويشير تقرير الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد حول التدمير والقتل تجاه الحقل الأكاديمي الفلسطيني إلى ارتفاع عدد الشهداء الأكاديميين من باحثين ورؤساء جامعات ومحاضرين وعلماء إلى أكثر من 120 شهيدا بينهم 15 أكاديمية.

 وحرمت قوات الاحتلال الصهيوني حوالي 39 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من الالتحاق بامتحان الثانوية العامة لعام 2024، بسبب العدوان وآلة التدمير للاحتلال، واستهدفت قوات الاحتلال أكثر من (278) مبنى للمدارس بتدميرها بشكل كامل أو جزئي، أما المدارس المتبقية فقد أصبحت مراكز إيواء لعشرات آلاف النازحين قسراً، وهذا أدى الى أن أكثر من 630 ألف طالب وطالبة حرموا من العملية التعليمية منذ بداية العدوان.
من جانب آخر، خرجت مؤسسات التعليم العالي وجميع الجامعات عن الخدمة إذ دمرها الاحتلال بشكل كلي أو جزئي، وانقطع أكثر من 88 ألف طالب وطالبة ملتحقين في جامعات قطاع غزة الخاصة أو الحكومية عن الدراسة، وتم تدمير كامل لعشرات المباني لهذه الجامعات (أكثر من 80% منها)، ومنها مبان حديثة جداً مزودة بأحدث التجهيزات والأنظمة التكنولوجية والالكترونية، وتعذر على أكثر من 555 طالبا وطالبة الالتحاق بالمنح الدراسية في الخارج.
في هذا السياق، رصد التقرير أنه ومع نهاية العام 2024 بلغ عدد الشهداء من الطلبة الجامعيين في فلسطين أكثر من 716 شهيدًا، منهم 681 طالبًا وطالبة في قطاع غزة، و35 طالبًا وطالبة في الضفة الغربية، وبلغ عدد الشهداء من طلبة المدارس منذ بدء العدوان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023 حتى ديسمبر 2024 ما مجموعه 12، 820 طالبًا وطالبة، منهم 12، 701 في قطاع غزة و119 في الضفة الغربية، وأُصيب 21، 351 طالبًا وطالبة بجروح خلال نفس الفترة، منهم 20، 702 في قطاع غزة و649 في الضفة الغربية، بينما كان هناك ما يزيد عن 1500 جريح من الطلبة الجامعيين في غزة.
في الواقع، هنالك عدة أسباب وراء استهداف قوات الاحتلال الصهيوني الحقل الأكاديمي الفلسطيني بشكل مقصود وممنهج، ومنها:

1- تعطيل وإيقاف عملية إنتاج المعرفة المنتجة للتنمية المستدامة والتطوير والمقاومة والصمود.
2- تعطيل وإيقاف عملية إعادة إعمار قطاع غزة، حيث تناط عمليات إعادة الإعمار دائما الى الباحثين والخبراء في الجامعات.
3- توسيع دائرة التهجير القسري للخبراء والباحثين من أجل تسهيل استقبال الدول الغربية لهؤلاء كمهاجرين خبراء تستفيد منهم هذه الدول.
4- القضاء على نظرية التعلم كأداة للتحرر وإيقاف الجهود الوطنية الرامية الى تطوير التعليم الأساسي والعالي في سبيل الوصول الى الدولة المستقلة.
إن الأسباب السابقة وغيرها تستوجب علينا جميعاً إعداد خطط سريعة وبديلة لتعويض الفاقد التعليمي وتعزيز العملية التعليمية، ورفدها بنظريات حديثة ومستلهمة من واقع الاحتلال لكي تستطيع هذه النظريات والممارسات الفضلى أن تستنهض التعليم كأداة رئيسية لمواجهة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19764

العدد 19764

الإثنين 05 ماي 2025
العدد 19763

العدد 19763

الأحد 04 ماي 2025
العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025
العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025