تبييض الأسنان مرة في السنة لا يشكل خطرا على سلامتها
أكدت طبيبة الأسنان بعيادة بئر خادم “فيروز قطيش” في حوارها مع “الشعب” أن الإهمال في علاج تسوّس الأسنان في وقت مبكر يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى حدّ الإصابة بأمراض القلب والكلى، وبالتالي يصبح المريض معرضا إلى الوفاة داعية إلى ضرورة القيام بالتشخيص مرّة كل ستة أشهر للوقاية من مختلف المخاطر.
«الشعب”: ما مدى خطورة تسوّس الأسنان في حال عدم معالجتها في وقت مبكّر؟
فيروز قطيش: تسوّس الأسنان يشكّل خطرا منذ اليوم الأول من ظهور علاماته إلى غاية شعور الشخص بالآلام ،لأن تسوس الأسنان يتطور بطريقة صامتة ولا تظهر أعراضه غالبا إلا في وقت متأخر كون التسوّس عبارة عن ميكروبات تحارب الأسنان وتتوغل داخلها.
يمكن أن تكون الأسنان فيها تسوّس لكن لا تألم الشخص لأنها لم تصل إلى العرق فيضطر الطبيب إلى علاجه أولا قبل الانتقال إلى المنطقة الأمامية للضرس بالرغم من أنه من المستحسن علاج الأسنان مبكرا قبل الوصول إلى هذه المرحلة لأن الأغلبية يجهلون أهمية الحفاظ على العرق باعتباره يساهم في تغذية الضرس.
كما أن عدم علاج التسوّس في مرحلة مبكرة والإهمال في الاعتناء بالأسنان يؤدي إلى ظهور مضاعفات كالسيلوليت والخراج، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر إلى حدّ الإصابة بأمراض القلب والكلى، وهو ما يشكّل خطرا كبيرا على صحة الإنسان وقد يؤذي إلى حدّ الموت لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة بسبب إصابتهم بأمراض أخرى مزمنة الذين هم أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة لتسوّس الأسنان.
الكثيرون يعتنون بصحة أسنانهم إلا أنهم لم يسلموا من التسوّس، في رأيك ما هو السبب؟
إن أغلبية الأشخاص يصابون بتسوّس الأسنان رغم اعتنائهم الدائم ناتج عن الطريقة غير الصحيحة التي يستخدمونها في تنظيف الأسنان كون الحفاظ على سلامة الأسنان يجب أن يتم منذ الصغر من خلال تنظيف الأسنان بشكل أفقي ولمدة طويلة بدون الإسراع، كما أن نوعية الأكل تؤثر بشكل كبير على صحة الأسنان لذلك من الضروري تفادي المأكولات الغنية بالسكريات كالحلويات والمشروبات الغازية واستبدالها بأخرى تحتوي على السكر الطبيعي كالفواكه.
من جهة أخرى، لاحظنا أن جيل الحاضر لا يتوفر على أسنان صحية وإنما أغلبية هشّة مقارنة بالجيل السابق بسبب تغيّر النمط المعيشي، لا سيما نوعية الأكل غير الصحي المتناول في السنوات الأخير والذي يحتوي على نسبة كبيرة من السكريات، ولهذا نجد عددا كبيرا من الأطفال والراشدين يعانون من تسوّس في الأسنان.
ماهي أسباب التهاب اللثة الذي يعاني منها الكثير، وكيف يتمّ علاجها؟
التهاب اللثة يمكن أن تكون أسبابها متعددة من بينها تراكم الرواسب بسبب عدم الحفاظ على نظافة الأسنان وممكن أن تكون وراثية، حيث يصبح علاجها في هذه الحالة صعبا وإنما يحاول الطبيب التخفيف على قدر الإمكان من أعراض التهاب اللثة المتمثلة في الانتفاخ والاحمرار وسيلان الدم، وفي حال كان التهاب اللثة سببه الإهمال وعدم العناية بالفم هنا يمكن أن يعالجها المختص ببساطة، لكن المريض مطالب بتنظيف الأسنان بطريقة صحيحة بعد العلاج، لأن الالتهاب يمكن أن يتكرّر في كل مرة .
هل استعمال الوسائل الحديثة في العلاج يقدم نتائج جيدة أكثر فعالية؟
أكيد، استعمال الآلات الحديثة في علاج أمراض تسوس الأسنان يقدم نتائج جيدة أكثر فعالية مقارنة بالوسائل التقليدية، كما يسهّل أكثر عملية العلاج بالنسبة للطبيب ويخفف آلام المريض خلال لحظة العلاج.
كما أن العديد من أطباء الأسنان في الجزائر أصبحوا يوفرون آلات جديدة للتشخيص تساهم في ربح الوقت، لا سيما جهاز التصوير الإشعاعي الذي يمنح الطبيب فرصة لفحص فم المريض بشكل دقيق وبسرعة، إلا أن غلاء أسعار هذه الأجهزة جعل بعض المختصين يترددون في استعمالها في حين يضطر آخرون إلى زيادة مبلغ العلاج لتعويض النفقات الباهظة على شراء هذه الآلات.
ماهي أهم الأساليب الوقائية لتفادي الإصابة بتسوس الأسنان ومضاعفاته؟
أحسن طريقة للوقاية من الإصابة بتسوّس الأسنان الحفاظ على نظافة الأسنان يوميا وبطريقة سليمة وعدم الإفراط في تناول السكريات كالحلويات والمشروبات الغازية والعصير، وإنما ينصح بتناول الفواكه التي تحتوي على السكريات الطبيعية وتساهم في تقوية الأسنان وتغديتها.
ومن بين أهم الأساليب الوقائية من المضاعفات إجراء الفحص لدى الطبيب كل ستة أشهر للحفاظ على الأسنان الطبيعية التي لا يمكن تعويضها، فالمختص في علاج الأسنان يلجأ إلى قلع الضرس كحل أخير بعد محاولات عديدة لإنقاذه.
هل صحيح أن تبييض الأسنان يجعلها هشّة مع مرور الوقت؟
لا، ليس صحيحا أن تبييض الأسنان يؤدي إلى تكسيرها وجعلها هشّة كون المادة التي تستعمل لتبييضها لا تشكل أي خطر على صحة الأسنان وهذا ما أثبته النتائج، كما لا يجب الخلط بين تنظيف الأسنان “ديتاتراج” والتبييض، لأن هذا الأخير يتم عبر 3 مراحل ولا يمكن استخدامه دون تنظيف الأسنان، وهو أكثر دقة يستعمل فيه ضوء الليزر ويتم لمدة 20 دقيقة لكي يعطي نتائجه.
كما أن تبييض الأسنان ينصح بالقيام به مرة في السنة حسب اللون الذي يريده الشخص، كما لا يجب إهمال نظافة الأسنان لأن التبييض يفقد مفعوله في حال عدم العناية بالأسنان، وبالتالي يصبح التبييض خطرا على سلامة الأسنان في حال تكراره أكثر من مرة في السنة.