دقّ البروفيسور أحسن شيبان رئيس مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى عين طاية ناقوس الخطر حول ارتفاع عدد الإصابات بارتفاع الضغط الدموي، مشيرا إلى نتائج الدراسة التي قامت بها جمعيته على المستوى الوطني والتي أثبتت أنّ ٣ ، ٣٥ بالمائة من السكان في الجزائر يعانون من هذا المرض الصّامت، داعيا إلى ضرورة قياس الضّغط مرة في السنة لغير المصابين.
❊ الشعب: ما مدى انتشار ارتفاع الضّغط الدموي في الجزائر؟
❊❊ البروفيسور أحسن شيبان: ارتفاع الضغط الدموي في تزايد مستمر، حيث يمس ثلث الجزائريين الذين أعمارهم من 20 سنة فما فوق، أي ما يمثل ٣ ، ٣٥ بالمائة من مجموع السكان في الجزائر، علما أنّ هذه الإحصائيات جاءت حسب دراسة قامت بها الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الدموي، وعرف أيضا هذا الداء في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا لدى الشباب المراهقين لعدة أسباب وعوامل.
❊ ما هي أهم العوامل التي تؤدّي إلى الإصابة بارتفاع الضّغط الدّموي؟
❊❊ سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة هما السببان الرئيسيان لارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعيشون حياة مستقرة، ويتناولون الكثير من الدهون ويكثرون من الملح والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، حيث يصبحون عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويمكن للشباب الذين لديهم ارتفاع ضغط الدم مكافحته عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم، واتّباع نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات الطّازجة.
كما تعدّ السمنة الزائدة لا سيما على مستوى البطن من أهم مسبّبات الإصابة بارتفاع الضغط الدموي، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالإصابة بداء السكري والتدخين وتناول الكحول.
للإشارة، فإنّ الجزائريين يتناولون 4 غرامات من الملح في الخبزة الواحدة، في حين أنّ المنظمة العالمية للصحة توصي بضرورة استهلاك 5 غرامات في اليوم فقط، فإذا تمّ تناول خبزتين دون المأكولات الأخرى فهو خطر يداهم الجميع، ويساهم في ارتفاع عدد المصابين.
❊ هل يمكن أن يكون ارتفاع الضغط الدموي سببا في السّكتات الدماغية؟
❊❊ أكيد، يمكن لارتفاع الضغط الدموي أن يكون سببا في الإصابة بالنوبات القلبية والسّكتات الدماغية لأن ضغط الدم المرتفع وغير المراقب يزيد من احتمالات الإصابة بمشاكل صحية خطيرة، لا سيما وأنّ ارتفاع الضغط الدموي من أشهر الأمراض الشّائعة المرتبطة بأمراض القلب والشّرايين، وهو أيضا داء صامت لأن أعراضه في أغلب الحالات لا تظهر إلا في مرحلة متأخرة، كما أنّ أغلبية الإصابات المسجّلة في الجزائر لم يتم اكتشاف المرض لديها إلا بعد ظهور المضاعفات الخطيرة.
❊ كيف يمكن لنا أن نتصدّى لهذا المرض الصّامت؟
❊❊ إذا أردنا أن نغيّر ونحارب هذه الأمراض الخطيرة يجب علينا أن نبذل مجهودات كبيرة في توعية المواطنين بأهمية اتّباع الأساليب الوقائية اللازمة، والقيام بحملات توعوية لا تخص وزارة الصحة والجمعيات فقط، وإنما تتطلب مشاركة الجميع وتظافر الجهود من طرف كل القطاعات مثل السلطات ووسائل الاعلام والأطباء من خلال الردع والتوعية والتكوين على التوالي من أجل وضع حد لهذا الانتشار المخيف، والتقليل من انتشار هذا الداء الخطير.
يوجد نقص كبير فيما يخص الجانب الوقائي في الجزائر، والدليل على ذلك الأكل غير الصحي الذي يستهلك بكثرة من خلال الإفراط في تناول السكريات والأملاح ما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة التي تمس بصفة أكبر فئة الشباب، والتي تؤدي إلى الإصابة بارتفاع الضغط الدموي.
لذلك أدعو إلى ضرورة توعية الشباب المراهقين في الشارع والمدارس التربوية،وتحسيسهم بأهمية الكف عن التدخين، وممارسة الرياضة لمحاربة الوزن الزائد للحصول على حياة صحية خالية من الأمراض.