س. ج.في صحتك

تعرّف على تأخر اللّغة عند الطفل؟

لقاء: ن. نسيب

نتعرف اليوم في س. ج. في صحتك على أسباب  تأخر الكلام وكيفية معالجته مع أخصائية الأرطفونيا عائشة بوقلمون.
-  س. فيما يتمثل التأخر اللّغوي البسيط عند الطفل؟
 ج . يمكن تسجيل التأخر اللغوي عند الطفل في سن الأربع سنوات إلى خمس سنوات عن طريق ملاحظة الوالدين صعوبة لدى طفلهم في تكوين الجمل، نتيجة عدم اكتسابه رصيدا لغويا يساعده على الكلام بمعنى أنه لا يملك بعد أو يعجز عن استخدام مجموعة من الكلمات والمفردات التي تعلمها من قبل، يكون حجم الكلمات وعددها ناقص مقارنة مع عمره حيث لا يستطيع تركيب الكلمات التي تعرّف عليها بطريقة صحيحة في جملة ولا يستطيع سرد ما حدث له، لا يملك أصلا الربط حيث يقوم الطفل أيضا بقلب الحروف أو حذفها في الكلمات أو استبدالها بحروف أخرى مثل نطق «ك» في مكان «ت» و «ق» تنطق «ط» ويختفي حرف الراء، فنجده لا ينطق كلية بهذا الحرف.
كما أن الربط بين الكلمات لا يوجد لدى الطفل مما يجعل الجملة غير مفهومة.  كما أن كلام الطفل يكون غير مصرّف لا يؤنث ولا يذكر ولا يجمع في هذه الحالة فعدم توظيف ذلك في كلامه يجعله غير منسق وغير مفهوم ولا يدخل ضمن إطار زمني معين.
س. ما هي أسباب هذا التأخر البسيط في الكلام؟
ج. ترجع على العموم أسباب هذا التأخر إلى فقر محيط الطفل حيث يكون ليس لديه إخوة ويعيش مع والديه فقط، لا يجد مع من يتحدث معه ومن هم حوله لا يكلمونه، فهو  لا يخرج من البيت كثيرا ولا يوجد من يلعب معه أو يلاعبه ويحاوره ونجده في الغالب يبقى وحده.
ومن أسباب التأخر أيضا ترك الطفل يتكلم بطريقة الطفل الرضيع بالرغم من تقدمه في العمر يقوم الأهل بإظهار إعجابهم بطريقة كلامه دون القيام بتصحيح الكلمات وتعليمه النطق الصحيح، بل يبتهجون لطريقة كلامه، وهذا ما يعبر على لامبالاة الوالدين في تصحيح طريقة كلام الطفل وانعدام التحفيز من طرف أفراد العائلة. يمكن أيضا أن تكون أسباب تأخر الكلام البسيط راجعة إلى عوامل وظيفية بحيث نجد أن الطفل في حد ذاته لا يملك القدرة على اكتساب لغة محيطه بطريقة سليمة، وهذا بدون ما يكون عنده مشكل عضوي لاسيما نقص في السمع أو نقص في البداهة العقلية التي تسهل عليه استيعاب ما يدور في محيطه، وهذا ليس له علاقة بالتأخر اللغوي البسيط، أما التأخر الذي يرجع إلى أسباب وظيفية التي تجعل من الطفل متأخرا في الكلام يشمل نقص إدراك اللغة المتداولة في محيطه ونجده غير قادر على استيعابها واكتسابها، كما يصعب على تعلم سرد ما يحيط به خاصة في حالة محاولة تعليمه أكثر من لغة في الوسط الذي يعيش فيه، هناك أطفال لا يستطيعون إدراك الكلام وتعلمه بالطريقة الصحيحة في حالة فرض ازدواجية اللغة عليهم، وقدراتهم لا تتوافق مع تداول لغتين وهو بالتالي ضعيف الاستيعاب اللغوي.
 س. ما هو الحل؟
ج.  اقتراح المتابعة الأرطفونية انطلاقا من ثلاث سنوات، والحل يتمثل في الابتعاد عن وضع الطفل أمام التلفاز ومشاهدة أفلام الكرتون الصامتة، أو عدم ترك الطفل يشاهد لقطات تلفزيونية متكررة دون نسيان أضرار التلفزيون على تأخير إدراك واستيعاب الطفل وخاصة تأثير ذلك على البناء الذهني للطفل ما يجعله منفصل عن ما يحدث في محيطه.
 ضف إلى ذلك محاولة ادماج الطفل في الوسط الاجتماعي عن طريق ادخاله إلى الروضة ليحتك مع بقية أقرانه من الأطفال كما يجب اللجوء إلى اللعب معه  في البيت أو خارجه ومحاورته وإبعاده عن الانعزال حتى يتمكن من التعبير واستعمال لغة مفهومة تسمح له بالتواصل مع الآخرين كما يمكن أيضا للآباء قراءة القصص والحكايات لتنمية قدرات الطفل اللغوية.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024