أخصائيون يحذرون:

الإدمـان.. يبدأ بلعبة.. ينتهي بالموت

جمعتها: نضيرة نسيب

الإدمان على المخدرات أو اضطراب تعاطي المخدرات، هو إصابة مرضية تعرّض مخّ الشخص وسلوكه إلى عدم القدرة على التحكم أمام استخدام أي عقار أو دواء مسموح أو غير مسموح طبيا، ويتعلق الأمر بكل من المشروبات الكحولية أو الأعشاب المخدرة مثل الماريخوانا والنيكوتين التي تصنف تحت فئة المخدرات فمتى نقول عن الشخص أنه مدمنًا؟ سؤال يجيب عنه مجموعة أخصائيون يحدّدون بذلك معالم الإصابة بالإدمان عندما يواصل المدمن تعاطي المخدرات دون الاكتراث إلى الأضرار التي تمسّ صحته وكل جوانب حياته النفسية والاجتماعية.

يعتبر هؤلاء الأخصائيون وقوع الشخص في الإدمان انطلاقا من مواقف اجتماعية معينة شبيهة باللعبة فيبدأ إدمان بعضهم على المواد المخدرة -خاصة عند الأشخاص المراهقين- في حالات كثيرة بتناولها لتجربة المخدر كتمضية للوقت والترفيه، حينها يعتاد على استهلاكها بعض الأشخاص مع التكرار أما عند فئة أخرى من بين الذين يجربون تناول الأدوية المخدرة يحدث باستعمال تلك التي تتوفر لديهم  من خلال اللجوء إلى وصفة طبية قد يأخذونها من أشخاص آخرين تقتنى من الصيدليات ففي هذه الحالة تتفاوت نسبة الإدمان وسرعة تحوّل الشخص السليم لمدمن على حسب نوعية الدواء المتوفر، علما أن هناك أدوية تتكون من نسب عالية للمادة المخدرة، مثل المسكنات الأفيونية المفعول، وتشكل خطورتها معدلا أعلى حيث تُحدث الإدمان بسرعة أكبر من غيرها.

 رغبة قوّية يرافقها تعب بدني شديد

 يقول الأطباء إن مع مرور الوقت، قد يحتاج الشخص المدمن إلى جرعات أكبر من المادة الكيميائية ليصل إلى الشعور بالنشوة، ومع توفرها واستهلاكه لها سرعان ما يشعر في وقت قصير فقط بأن حالته جيدة مع مفعول المادة المستهلكة عليه، وكلما زاد استخدامه لها ازداد تعلقه بها وهذا ما يجعله في حلقة مفرغة يصعب عليه فيها مواصلة الحياة إذا تخلى عنها مما يفسر حالات الانتحار المختلفة التي تحدث نتيجة ضعف نفسيته وعدم استقرار الشخص المدمن إجتماعيا. في معظم الحالات قد تؤدي محاولات التوقف عن استخدام المواد المخدرة إلى شعور برغبة قوية يرافقه تعب بدني شديد وتصبح طلبا ملحا للحصول عليه ويمكن فعل أي شيء للحصول عليه. وهذا ما يمكن أن يحدث للأشخاص الذين يحاولون التوقف عن الادمان، وهذا ما ذكره الأطباء حيث يشخصون هذه الحالات بأعراض الامتناع عن التعاطي، في ذلك الوقت سيحتاج المدمن إلى مساعدة الطبيب أو العائلة أو الأصدقاء أو مراكز خاصة بالعلاج أو برنامج علاجي منظم للتغلب على الإدمان أيا كان نوعه  من أجل مواصلة الحياة بدونه.

أعراض خطيرة.. تُصعّب علاج الادمان

ومن بين الأعراض التي يذكرها أيضا الأخصائيون الشعور بضرورة تعاطي المخدّر بشكل منتظم، وقد يكون ذلك على أساس يومي أو حتى عدّة مرات في اليوم وبالحاجة الملحَّة إلى المخدر تنسيه التفكير في الأفكار الأخرى، وتزيد الحاجة إلى تعاطي مزيد من المخدر للحصول على التأثير نفسه مع مرور الوقت ضف إلى ذلك تعاطي كميات أكبر من المخدر خلال فترة زمنية أطول دون دراية مسبقة مع الحرص على الاحتفاظ بكمية إضافية من المخدر والاستمرار في تعاطيه.  ويؤكد هولاء الأخصائيون أنه بالرغم من معرفة المدمن بالمشاكل التي تسببها في حياته أو الأضرار الجسدية أو النفسية التي تصيبه كما يدفعه استهلاكه للمخدرات للقيام بأشياء لا يفعلها الشخص في الأحوال الطبيعية، مثل السرقة، ليحصل عليها مثل القيادة أو القيام بتصرفات خطيرة أخرى ففي أثناء الوقوع تحت تأثيرها نتيجة اعتياده عليها لوقت طويل حيث يصبح هدفه الوحيد الحصول عليه لاسيما في حالات تعاطيه أو التعافي من آثارها وغالبا ما يتغلب عليه الفشل في محاولات الإقلاع وعدم تعاطيه يجعله يشعر بأعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تعاطي المخدرات، وهذا ناتج عن ملاحظة الاستخدام غير الصحي للأدوية بين أفراد الأسرة.
 
تأثيرات المخدرات على صحة المدمن..

  تشير البحوث العلمية إلى أن هناك عدّة تأثيرات تظهر على الأشخاص المدمنين على المواد المخدرة أهمها التقلبات المزاجية لكن يصعب أحيانا التمييز بين التقلب المزاجي أو القلق الطبيعي لأنها تتشابه نوعا ما في مرحلة المراهقة ومؤشرات إدمان المخدرات وتتضمن المؤشرات المحتملة التي تدل على تعاطي المراهق أو غيره من أفراد الأسرة للمخدرات مشكلات في المدرسة أوتكرار الغياب عن المدرسة والعزوف المفاجئ عن الأنشطة المدرسية أوانخفاض النتائج ونقص الأداء في العمل مع مشكلات في الصحة البدنية وقلة النشاط والدافع، أو فقدان الوزن أو ازدياده، أو احمرار العين، كما يسجل لديه إهمال المظهر - وعدم الاهتمام بالملابس.
 ومن بين التغيرات السلوكية الجهود المبالغ فيها من قبل المراهق لمنع أفراد الأسرة من دخول غرفته أو عدم إخبارهم بمكان ذهابه مع الأصدقاء أو التغييرات الكبيرة في السلوك والعلاقات مع الأسرة والأصدقاء لمنعهم من التعرف على علامات تعاطي المخدرات.

 أهم الأدوية المخدرة..

في دراسات علمية واستطلاعات أجريت حديثا تأكد استعمال القنب عن طريق التدخين أو الأكل أو استنشاقه إذا كان من النوع القابل للتبخر، وهو أول عقار عادة ما يكون استخدامه سابقا لاستخدام مواد أخرى مثل الكحوليات أو الأدوية غير المشروعة أو يتزامن مع استخدامها، وعادة ما يكون أوّل عقار يجربه الشخص المدمن. كما يصنف الأخصائيون أدوية الادمان في مجموعتين أولها العلاجات المصنعة نذكر من بينها الكانابينويدات المصنعة والكاثينونات المستبدلة أو المصنعة - غير مشروعتين في معظم بلدان العالم. وقد تكون تأثيرات هذه العقاقير خطيرة ومن غير الممكن التنبؤ بها؛ إذ إنها لا تخضع لمراقبة جودة وقد تكون بعض مكوناتها غير معروفة. وتندرج هذه المواد ضمن تصنيف المركبات الكيميائية وليست منتجات “طبيعية” أو غير ضارة رغم ادعاء الشركات المصنعة خلاف ذلك. يمكن أن تمنح هذه العقاقير مستخدمها شعورا “بالنشوة” -مثلها مثل الماريجوانا- وقد أصبحت بديلا شائعا لها في كثير من البلدان وتعتبر من أخطر مواد الادمان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024