دعا مختصون الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة بداء السكري، إلى ضرورة القيام بالتشخيص المبكر للكشف عن إمكانية الإصابة بالداء قبل الوصول إلى مرحلة المضاعفات الخطيرة، مؤكدين أن أزيد من 14٪ من مجموع السكان معرضون للإصابة بهذا المرض المزمن كونهم يعانون من مقاومة الأنسولين.
أكد الأخصائيون في ندوة نظمتها جمعية مرضى السكري، أمس، بمنتدى جريدة «المجاهد»، أن ظهور الإصابة بداء السكري على الأشخاص الذين لديهم أكثر قابلية للمرض تكون مع الإفراط في استهلاك السكريات والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى إصابة المرضى بمضاعفات صحية خطيرة تصل إلى فقدان البصر والفشل الكلوي وبتر الأرجل والعديد من الأمراض المزمنة الخطيرة كأمراض القلب والشرايين، محذرين من العادات الغذائية السيئة في رمضان وأضرارها الوخيمة على صحة الفرد.
من جانبها أوضحت المكلفة بالأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة الدكتورة جميلة ندير، أن عدم اتباع نمط غذائي صحي والإفراط في تناول الحلويات الرمضانية كالزلابية وقلب اللوز، يشكل تهديدا كبيرا على صحة مرضى السكري وكذا المصابين بأمراض مزمنة أخرى، مشددة على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة واتباع نصائح وإرشادات الأطباء من أجل ضمان صيام صحي آمن خالٍ من التعقيدات الصحية.
وأضافت المكلفة بالأمراض غير المتنقلة بوزارة الصحة، أن تكثيف الجانب الوقائي لتفادي بلوغ مرحلة المضاعفات الصحية، يعد الحل الأمثل على جميع المستويات، سواء فيما يتعلق بصحة المريض أو تكاليف العلاج، مشيرة إلى أن التكفل بضحايا مضاعفات الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب والضغط الدموي يكلف الدولة أموالا كبيرة.
كما حملت مسؤولية زيادة الإقبال على منتجات غير صحية، وهي ضارة بالصحة إلى الترويج لها عبر مختلف وسائل الإعلام والإعلانات التي تظهر هذه المنتجات بصورة جيدة لا تعكس الحقيقة، مبرزة الحاجة إلى تكثيف الجهود في مجال تحسيس وتوعية المواطنين بخطورتها وعدم الانسياق إلى ما يتم الترويج له.
وتحدثت عن مشكل يهدد الصحة العمومية في الجزائر، يتعلق الأمر بالسمنة التي تفوق نسبة انتشارها 66٪ عند النساء و50٪ بالنسبة للرجال وتعد من عوامل الخطر للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما تؤدي إلى أمراض أخرى خطيرة كالضغط الدموي والقلب.
من جهته شدد رئيس جمعية مرضى السكري، على ضرورة أخذ مرضى السكري رأي الطبيب حول إمكانية أداء فريضة الصيام من عدمها دون حرج حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر، مضيفا أن المرضى المسموح لهم بالصيام عليهم التقيد بنصائح وإرشادات الأطباء مع المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم لتجنب خطر الإصابة بتعقيدات صحية.
وقدم الإمام الحاج محمد عبد النور، بعض النصائح الدينية لمرضى السكري في شهر رمضان، موضحا أن صيام هذا الشهر مبني على قدرة الشخص وعدم إصابته بأمراض تجعله غير قادر على الصوم، مؤكدا أن الإمام ليس من مهامه أخذ قرار صوم أي شخص من عدمه، بل يقوم بالنصح والإرشاد الديني فقط وعلى المريض التقيد بنصائح الطبيب الذي وحده من إمكانية صوم المريض.