رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر فيصل أوحادة لـ «الشعب»: رمضان.. فرصة المرضى المزمنين لمراجعة النظام الغذائي

حوار: نضيرة نسيب

 في إطار تنظيم مستمر لحملات التوعية الصحية المتواصلة في شهر الصيام، يسعى كل الناشطون بجمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، وعلى رأسهم رئيس الجمعية والمرشد الصحي فيصل أوحادة، للعمل يوميا على كل مستويات التواصل الإعلامي المتاحة لاسيما من خلال عدة منابر أهمها المساجد والساحات العمومية، إلى بث الوعي والثقافة الصحية وإبراز دورهما في الحفاظ على صحة المواطنين، حتى يتسنى لأكبر عدد ممكن معرفة خيار الوقاية عن طريق الاهتمام بالغذاء الصحي المتاح للجميع، كبديل فعّال تجنبًا لمرحلة العلاج من عدة أمراض مزمنة وبمختلف تعقيداتها. في هذا السياق، إليكم أهم الإرشادات الصحية المقترحة حول صيام المرضى المزمنين وبعض الحالات الخاصة في حوار أجرته «الشعب» مع فيصل أوحادة..
 
-  جريدة «الشعب»: الملاحظ أن حملات الجمعية الخاصة بالتوعية الصحية متواصلة بكثافة وترتكز جلّها على عامل الوقاية، ما الغرض من هذا التوجه؟
 فيصل أوحادة: صحيح، بعدما تحدثنا لسنوات على الأرقام الدالة على ارتفاع الإصابات بمرض السكري الذي بلغ  5 ملايين مصاب، من مجمل الإصابات على المستوى الوطني، و9 ملايين مصاب بالضغط الدموي، ومليوني مصاب بالأمراض السرطانية، لحد الساعة، تعتبر هذه المؤشرات مرتفعة ومخيفة، لكن إبرازها أصبح لا يكفي؛ لأن الوقت حان للاتجاه نحو الوقاية التي تعتبر أساسا إجابة على سؤال يعنى بكيفية حماية الأشخاص من الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض، وهذا ما دفع بجمعيتنا لاختيار التركيز على التوعية بأهمية الوقاية وجعلها خيار اتصالي استراتيجي، لأن العمل على مستوى كيفية علاج المرض مهم في حالة ظهور الإصابة بالسكري بصفة خاصة حتى يتجنب المصاب التعقيدات الصحية التي يمكنها أن تحدث جراء التهاون في إتباع توجيهات المختصين في العلاج على كل المستويات. لكن اليوم ندرك جميعنا جيدا أن الوعي الصحي أصبح بالضرورة يتجه نحو الاهتمام بعامل الوقاية قبل الإصابة بأي مرض على غرار مرض السكري فالمحافظة على الصحة أصبح توجه عام على كل المستويات خاصة فيما يخص التغذية الصحية بالنظر لأهميتها في تجنيب الأصحاء والمرضى المزمنين خاصة من بينهم المصابين بمرض السكري حيث تقيهم من أخطار الإصابة بتعقيدات المرض، كما سبق وأن ذكرت.
-   تهتمون بالغذاء الصحي وتبرزون أهميته في شهر الصيام. ما الهدف من وراء ذلك؟
 طبعا، نواصل تركيز كل حملاتنا على غرار باقي أيام السنة ونغتنم شهر رمضان الذي يعد فرصة المرضى المزمنين لمراجعة نظامهم الغذائي ولذلك جل النشاطات المختلفة للجمعية المبرمجة طيلة الشهر الكريم تصب في اتجاه الوقاية من خلال العمل على إبراز أهمية الغذاء الصحي لدى الأشخاص بصفة عامة ومرضى السكري بصفة خاصة وانطلاقا من ذلك نتحدث عن فوائده الصحية لأنه أصبح يعرف عالميا أنه سبب رئيس في الوقاية من كل أمراض العصر مثلا نجد فئة من الأشخاص لديهم قابلية للإصابة بالسكري، نذكر من بينهم من لديهم السكري في العائلة أو مصابين بالسمنة أو البدانة أو مقاومة الأنسولين كلها حالات قد تؤدي لا محالة للإصابة بمرض السكري إذا لم نتوخ الحذر لذلك كجمعية نعمل أيضا على توعية هؤلاء الأشخاص بأهمية إتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني والرياضة خاصة أنه أصبح من المعروف في بلادنا انتشار مشكل البدانة، كما أنه في تزايد مستمر حتى أننا أصبحنا نسجل انتشارها لدى الأطفال المتمدرسين والشباب في مقتبل العمر عكس ما كنا نعرفه في الماضي كانت تسجل لدى الكبار فقط وتعتبر السمنة باب مفتوح على مصراعيه، لأن الواقع يوصلنا إلى نتيجة أن الوقاية عن طريق تناول الغذاء الصحي عامل مهم وضروري حتى أنه أصبح المتسبب في عدد كبير من الأمراض لاسيما الأمراض السرطانية مثل سرطان البروستاتة وسرطان الثدي وسرطان القولون مما يجعل الغذاء الصحي عامل من عوامل الوقاية ضد مختلف الأمراض التي يمكن أن يكون الأشخاص عرضة لها.
-  فيما يخص صيام المرضى المصابين بأمراض مزمنة على غرار مرض السكري. ما هي أهم توجيهاتكم ؟   
عندما نتكلم عن صيام رمضان لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، هناك مرضى منصوح وملزوم عليهم الصيام وهناك مرضى ممنوع عنهم الصيام نخص بالذكر المصابين بمرض السكري المصنف في نوعين: السكري من النوع الأول أو السكري من النوع الثاني والمعروف أن الفئة الأولى من السكري تعالج بالأنسولين وأغلبيتها من الأطفال الصغار وهم ممنوع عليهم الصيام بالنظر لإمكانية تعرضهم لخطر الدخول في غيبوبة نتيجة هبوط مفاجئ لنسبة السكر في الدم أما بالنسبة للفئة الثانية  التي تخص المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني والذين يعالجون بالأقراص فمنصوح لهم بالصيام بما أنه يسمح للمريض بإنقاص استهلاك كميات كبيرة من الغذاء حيث قد يساعده ذلك على مراقبة نوعية غذائه لاسيما الحرص على الابتعاد عن كل المأكولات الغنية بالسكريات والدهون فمن الجانب الصحي يساعده الصيام على ضبط معدلات السكر في الدم لديه وهذا ما أثبتته دراسة قمنا بها في السنوات الماضية أثبتت أن الصيام يساعد في تحسين الحالة الصحية للمرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني بعد انتهاء شهر الصيام وهذا ما سجلته ذات الدراسة بنسبة كبيرة جدا وإن شاء الله ستقوم جمعيتنا بإنجاز دراسة  مماثلة هذه السنة أيضا لإظهار الفوائد الصحية للصيام مما يبرز أهمية اختيار الغذاء الصحي لاسيما لدى الأصحاء والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024