شُرب الأطفال لحليب خالي الدسم يعرّضهم للسمنة
يعتبر الحليب من المشروبات الأساسية للإنسان، كما يمثل وجبة كاملة تقريباً لاحتوائه على المواد الغذائية الضرورية للنمو مثل الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون وغيرها من العناصر الغذائية والأملاح غير العضوية والفيتامينات. وبخصوص هذا الموضوع، يفيدنا الدكتور محمد العيد قرزي من خلال بحث مقدم من طرفه، يشير فيه أن الحليب يمكن تعويضه بمواد غذائية أخرى تحوي كميات من عنصر الكالسيوم المفيد لصحة العظام في الجسم.
ما هو الفرق بين الحليب الطبيعي والمصنّع؟
يقول الدكتور قرزي في موضوع بحثه، إن كوب الحليب الطازج يحتوي على 247 ملغ من الفوسفور أو ما يعادل 35٪ من احتياجات الجسم اليومية منه. بينما يحتوي كوب الحليب المجفّف على 227 ملغ من المعدن. تبين الفروق والتشابهات أن استخدام الحليب المجفّف يشبه تناول الفاكهة المجمّدة؛ توجد فروق قليلة في القيمة الغذائية، بينما يتركز الفرق الأساسي في النكهة.
ما هي نسبة الكالسيوم في الحليب؟
كما يذكر بخصوص هذا السؤال أخصائي جراحة العظام والمفاصل، أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن نسبة الكالسيوم في الحليب خالي الدسم يحتوي على أعلى نسبة من الكالسيوم، وبمعدل 260 ملغ في الكوب الواحد، مقارنة بنسبة 248 ملغ في كوب من الحليب قليل الدسم و243 ملغ في كوب من الحليب كامل الدسم وفقا لمجمل التحاليل الغذائية لأنواع مختلفة من الحليب.
وفيما يخص نسبة احتياج الجسم للكالسيوم، قالت الجمعية الألمانية للتغذية إن الكالسيوم يتمتع بأهمية كبيرة لصحة العظام والأسنان، مشيرة إلى أن جسم الشخص البالغ يحتاج للكالسيوم بكمية تبلغ ألف ملغ يوميا.
وأوضحت الجمعية، أن الحليب البقري يعد أهم وأشهر مصادر الكالسيوم، حيث تحتوي مئة غرام من هذا الحليب على 120 ملغ من الكالسيوم.
ـ هل تناول الحليب بكثرة يضرّ بالصحة؟
جاء في نص البحث المقدم من طرف الدكتور قرزي، أن تناول الحليب يوميا بكمية كبيرة يمكنه أن يتسبب في عدة أعراض صحية نذكر من بينها:
1ـ زيادة الوزن: وجد أن الأطفال الذين يشربون الكثير من الحليب يزيد وزنهم أكثر. لكن المفاجأة الرئيسة كانت أنه وجد بأن الأطفال الذين يشربون الحليب الخالي من الدسم أي مع 0-1٪ من الدهون كانوا أكثر سمنة من الذين يشربون الحليب كامل الدسم أي مع 3٪ من الدهون. وذلك على الرغم من أن كل كوب الحليب قليل الدسم يحتوي على 100 سعرة حرارية، وكل كوب من الحليب الخالي من الدسم يحتوي فقط على 85 سعرة حرارية. ولكن الباحثين يرجعون ذلك إلى أن الأشخاص الذين يشربون الحليب الخالي من الدسم بحرية أكبر، ولذلك فإن الأثر التراكمي كان أكثر ضررًا من الشرب المعتدل للحليب كامل الدسم.
2 ـ ظهور حب الشباب: من أضرار الحليب أيضًا أنه يسبب ظهور حب الشباب، حيث وجدت دراسة علاقة ذات دلالة إحصائية بين استهلاك الحليب وتفاقم حالة حب الشباب لدى المراهقين. كما أثبتت تأثير تناول الحليب الخالي الدسم أو القليل الدسم على ظهور حب الشباب، ويعود ذلك إلى تأثير الحليب على بعض الهرمونات ومنها الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1).
3 ـ الإصابة بهشاشة العظام: يدّعي البعض وخاصة في مجال الطب البديل، أن استهلاك الحليب قد يؤدي إلى ترقق العظام (Osteoporosis) وهشاشتها، ويعود ذلك بسبب سكر الغالكتوز الموجود في الحليب وخاصة لدى النساء في سن اليأس وبعده، لكن لا يزال هناك الحاجة إلى الكثير من الأبحاث لإثبات ذلك.
في دراسة أخرى، أثبت أن كسور العظام لدى كبار السن تكون أعلى عند الأشخاص الذين يستهلكون منتجات الحليب والألبان والبروتين الحيواني بشكل عام. ومن أهم مخاطر تناول الكالسيوم بكثرة فرط كالسيوم الدم الذي يتسبب في الإصابة باضطراب المعدة والغثيان والقيء والإمساك، مشاكل في العظام والعضلات. وفي معظم الحالات، تفرز العظام الكالسيوم الزائد في الدم، ما يتسبب في ضعفها، وهو ما قد ينتج عنه آلام العظام وضعف العضلات.
ما هي أهم الأطعمة الغنية بالكالسيوم؟
من بين الأطعمة الغنية بالكالسيوم يمكن ذكر:
1 ـ فول الصويا: عند تناول نصف كوب من فول الصويا يحصل الجسم على 230 ملغ من الكالسيوم، ما يجعله من البدائل المناسبة لمنتجات الألبان، بما في ذلك الحليب، للأشخاص الذين يتبعون النظام النباتي.
2ـ اللوز: يعتبر اللوز من المكسرات الغنية بمعدن الكالسيوم، حيث يوفر للجسم 200 ملغ عند تناول نصف كوب فقط منه، فضلًا عن محتواه العالي من أحماض أوميجا 3.
ومع ذلك، يجب تناول اللوز بكمية معتدلة، لأن الإفراط فيه يؤدي إلى زيادة الوزن، بسبب سعراته الحرارية المرتفعة وغناه بالدهون.
3ـ الخضروات الخضراء: تشمل كلا من: البروكلي والسبانخ والكرنب والجرجير، التي تتميز باحتوائها على مستويات عالية من الكالسيوم والألياف ومضادات الأكسدة والمغنزيوم والبوتاسيوم والحديد.
على سبيل المثال، يحتوي نصف كوب من الملفوف على 175 ملغ من الكالسيوم.
4- الحبوب الكاملة: مثل القمح والشوفان، تلعب دورًا كبيرًا في تقوية العظام وحمايتها من الكسور، لأنها تمد الجسم عند تناولها بجرعة جيدة من الاحتياج اليومي لمعدن الكالسيوم.
5ـ بذور الكتان: من أفضل المصادر النباتية الغنية بالكالسيوم، تحتوي 5 ملاعق منها على ما يقرب من 90 ملغ من هذا المعدن الضروري لصحة العظام والأسنان والمفاصل.
7ـ السردين: يشتهر السردين باحتوائه على أحماض أوميجا 3، لكنه غني أيضًا بعناصر غذائية أخرى، مثل الكالسيوم والحديد والماغنسيوم وفيتامين د.
8- حليب الشوفان: هناك طريقة أخرى لتناول الشوفان والاستفادة من محتواه العالي من الكالسيوم، وهي تحويله إلى حليب.
فيما تتمثل فوائد الكالسيوم؟
جسم الإنسان لا يقوم بإنتاج الكالسيوم، وهذا يعني أنه من المهم الحصول عليه من خلال الطعام بشكل أساسي أو المكملات الغذائية في حال وجود داعٍ لذلك.
وتتمثل أهمية الكالسيوم للعظام في الآتي:
• تصبح العظام ضعيفة وهشة في حال عدم حصول الجسم على مستويات مناسبة من الكالسيوم أو عدم قدرته على امتصاص الكالسيوم بالكفاءة المطلوبة، حيث تعد العظام المخزن الرئيسي للكالسيوم في الجسم.
ـ يتم تجديد خلايا عظام الإنسان كل عشر سنوات تقريبًا، وهذا يعني أن جسمك يحتاج إلى مستويات جيدة من الكالسيوم، سواء خلال مرحلة الطفولة أو لدى البالغين.
ـ تنبع أهمية الكالسيوم للعظام من خلال كثافتها، والتي تكون في أوجها بين 25 - 35 من العمر، ولكن مع التقدم بالعمر تنخفض كثافة العظام، مما يسبب ضعف وهشاشة العظام وتكون أكثر عرضة للإصابة والتكسر.
للأسف، فإن الجهاز الهضمي لا يعمل على امتصاص الكالسيوم بالشكل الكبير، حيث يمتص من 15 - 20% فقط من الكالسيوم الموجود في الطعام، وهنا يأتي دور فيتامين “د” الذي يساعد في تعزيز هذه العملية.
ولكن في حال عدم احتواء نظامك الغذائي على مستويات كافية من الكالسيوم، يقوم جسمك باستخدام ذاك الموجود في المخزن، أي في العظام.
