ماذا لو فقد الأبناء درس المحبّة في الأسرة؟

نضيرة نسيب

 تقدّم في ركن إستراحة نفسية، أنيسة معلم أخصائية نفسية مجموعة من النصائح للأولياء بخصوص كيفية التعامل مع أبنائهم، وتحث الوالدين على الحرص على عدم تضييع درس المحبة في الأسرة الخاص بأبنائهم في هذا الموضوع.

أنيسة معلم أخصائية نفسية تقول: «من الممكن جدا أن توفر لابنك أحسن الظروف المعيشية في سبيل تحقيق سعادته، وقد توّفق في ذلك فتسعد أو تقصر فيه فتشعر بالإحباط، وتبقى بين توفيق وخيبة تتقلب في متطلبات الحياة المادية وكأن ذلك هو مطلب التربية الوحيد!
عزيزي الولي، الأبناء عندما يكبرون في وسط من المحبة والتقبل يكبرون وهم أسوياء نفسيا واجتماعيا ولو كان بهم خصاصة!، ذلك لأن الاستقرار الأسري يعد أهم مطلب نفسي لهم بعد توفير احتياجاتهم المادية، وكلما كان الزوجان (الأب والأم) على وفاق ولو تظاهرا فقط أمام الأبناء كلما كانوا أكثر إقبالا على الحياة وتوافقا مع أنفسهم ومع المجتمع ككل، والعكس كذلك، فإذا كانت العلاقة بين الزوجين علاقة متوترة، مشحونة بالخلافات ومنفجرة أحيانا.. خاصة إذا كانت على مرأى ومسمع من الأبناء؛ فلا تتوقع أن يفقه الأبناء معنى الحب أو يشعروا بالانتماء لوسط مكهرب، بل على العكس من ذلك، غالبا ما تتسبب هذه المشاحنات في إحداث اضطرابات نفسية مختلفة لديهم، لإحساسهم بعدم الأمان وفقدان الثقة وضياع القدوة.
ومما يضيع أيضا هو تعلم الأدوار في الأسرة، فالبنت تتعلم من أمها دورها كحاضنة للأبناء وراعية لاحتياجاتهم وشريكة ايجابية للأب، كما يتعلم الفتى دوره كمسؤول عن أمن ورعاية أفراد أسرته وشريك إيجابي للأم، تحظى بوجوده بالإحساس بالأمان.
ولكن إن فقد الأبناء درس المحبة في الأسرة؛ كانوا مجرد أطراف سلبية في علاقة باهتة، تنفجر في وجهها المناوشات في كل حين. وبالتالي نعيد استنساخ الصورة السلبية نفسها وإعادة السيناريو نفسه من جديد.

 إعداد: الأخصائية النفسية أنيسة معلم

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024