نشرت الدكتورة ميس عبسي موضوعا مهما يعنى بأهمية اختيار نوعية المادة التي يصنع منها الخبز في الأيام الحالية، وتقول إنّ في الدول المتقدمة مثل السويد، وغيرها من الدول الاسكندنافية، لا تشاهد في أسواقها إلا خبز الشعير أو خبز الشوفان، والسويد هي الدولة المسؤولة عن الغذاء العالمي، يحتوي خبز الشعير فيها على مادة «اللايسين» التي تشد العظم وتطوله وتقويه، وهي موجودة بالشعير بأعلى نسبة. فلا أثر لعنصر «اللايسين» في الخبز الأبيض حتى في كل ما يطبخ من الدقيق (الطحين) الأبيض، ولهذا السبب، صغرت بنية الجسم في بلادنا لدى الأجيال الحديثة وخاصة البنات، إذ ظهرت عليهم حالة التقزم والانكماش لأنهم غفلوا عن فائدة الشعير والشوفان لدى أجدادنا.
وللعلم، تضيف الدكتورة ميس، فإنّ قوّة الحصان تعود بالدرجة الأولى لأكله الشعير، ولو كان علفه غير الشعير، لما كان بهذه القوة والتحمل. وما يلفت الانتباه إلى أنّ الأجسام لدى الأمريكان والألمان وبعض الدول الأوروبية طول مواطنيهم، وهذا ناتج عن كثرة شربهم المشروبات المصنوعة من الشعير. لقد دفعني لكتابة هذا المنشور، هو عند مشاهدتي أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا كأنّهن طالبات في المرحلة المتوسطة بينما يبدو على شبابنا ضيق الكتف وقصر القامة وضعف المناعة بسبب اعتيادهم على تناول الخبز والحلويات المصنوعة من الطحين الأبيض في وجبات غذائهم اليومي، تاركين القمح والشعير والشوفان الغنية بالألياف، وينكبون على شراء الطحين الأبيض المحرم في أوروبا.