الدكتور أسامة كروش:

التحاق الطفل بالمدرسة أوّل مرّة خطوة كبيرة في حياته

نضيرة نسيب

 التحضير النفسي والصّحي مهمّان من أجل اندماج إيجابي

 تطرّق الأستاذ الجامعي والباحث في الطب الشرعي، الدكتور أسامة كروش، في حديثه مع جريدة «الشعب» إلى أهمية إعداد الطفل الصغير الملتحق لأوّل مرّة بالمدرسة على كل المستويات النفسية والصحّية والاجتماعية، بغرض تسهيل اندماجه إيجابيا في محيطه الجديد، واعتبر تخطّي التلميذ الصّغير باب المدرسة، أوّل خطوة في حياته وأهمها، والدليل على ذلك اهتمام الأولياء بهذا الحدث المهم والعظيم في حياة ابنهم، بالنظر لما له من تأثير على مستقبله.

إشراك الطفل ذهنيًا ونفسيًا
أوضح الدكتور كروش بأن هناك هفوات يمكن تفاديها لمنح الطفل الصغير فرصة تقبّل كل التغييرات الجديدة والجميلة في نفس الوقت التي ستطرأ في حياته، وبإمكانها أن تمنحه دورا فعّالا في المجتمع مستقبلا. فبالنسبة للأطفال الذين سبق وأن عاشوا هذا الحدث مع إخوتهم الذين يكبرونهم سنًا، فإن تقبلّهم لفكرة الذهاب للمدرسة يكون أسهل، من خلال تقاسم بعضا من هذه التحضيرات معهم، ويقول إننا نجدهم أكثر حماسة للذهاب إلى المدرسة، لكن الحال ليس نفسه بالنسبة للطفل الأوّل في العائلة في كثير من الحالات ويفترض على الأولياء إتباع بعض الخطوات التحضيرية الهدف منها إشراك ابنهم في هذا الحدث وجعله عنصرا مهما فيه، فهو بإمكانه أن يفكر بما يحدث في حياته من تغييرات ويكون ذلك بالتقرب منه والتحدّث معه حول موضوع دخوله إلى المدرسة، والهدف من هذه العملية التواصلية بين الوالدين وابنهم مهم جدا، لأنها تُساهم في الإنقاص من حدّة الخوف والتوتّر لديه، لأن الحالة النفسية للطفل في غالب الأحيان تتحوّل إلى عوارض صحّية جسمية تظهر عليه في هذه الفترة بالذات من حياته، ولذلك ممكن أخذ الطفل في جولة مُسبقة للمدرسة ليتعرّف الطفل على محيطه الجديد، وهذا ما يساهم في إنقاص التوتّر لديه حتى لا يرفض الذهاب إليها في يومه الأوّل.
خطوات صحّية مهمة
ركّز الطبيب أسامة كروش، على أهمية التحضير النفسي والذهني الجيّدين للطفل، وهذا ما سبق وأن ذكره آنفا، وهو يدّعم طرحه بأن المحيط العائلي بإمكانه أن يجنبّه التعرّض لبعض العوارض الصحّية الناتجة عن تخوّفه من فكرة الذهاب للمدرسة، ومن بين الإصابات التي قد تظهر عليه، نتيجة ذلك، التبوّل لمرات عديدة، ويمكن أن يُحيي ذلك لديه عادة التبوّل في الفراش ليلا بعد أن تخلّص منها الطفل. كما يمكنه أن يتعرض للإحساس بالغثيان والتقيؤ أو المغص وألم شديد في البطن أو في الرأس، مع عسر في الهضم في بعض الحالات، وفي حالات أخرى يكون الشعور بألم وضيق في التنفس، كما يسّجل عند بعض الأطفال ما يشبه الصدمة النفسية التي تجعلهم يرفضون الذهاب إلى المدرسة، وهناك منهم من يخاف من المعلمة، بعدما كان يعيش في قوقعة العائلة، كونها تمثل بالنسبة إليه شخصا غريبا عنه، وهذا ما بإمكانه التأثير بصورة سلبية على مساره التعليمي ومستواه الدراسي.
من جهة أخرى، ينصح المختص الأوّلياء الحرص على المتابعة الصّحية، لابنهم وأن لا ينسوا أن يحملوا معهم، في اليوم الأوّل من الدخول المدرسي الدّفتر الصحّي الخاص بطفلهم مع إلزامية التفكير، في فترة سابقة لذلك بأيام، إجراء كل التلقيحات اللازمة لحمايته من الأمراض والفيروسات التي يمكنها أن تنتقل عن طريق العدوى في الوسط الدراسي، وهذا بهدف تجنيبه مشّقة التعرض لهذا النوع من الإصابات. ويضيف الدكتور كروش أيضا نقطة مهمة جدا تتمثل في الاهتمام بتنظيم نوم الطفل، وذلك بجعله ينام المدّة الزمنية اللازمة يوميا حتى يكون مساره الدراسي بدون أي اضطرابات.
غذاء الطفل يُساهم في إنجاح مساره
في نفس التوجّه الذي يولي الطفل الصغير أهمية خاصّة ـ كون كل كفيل له مسؤول عنه بالدرجة الأولى ـ وهذا ما تقرّه منظمة الـ»يونيسكو» وبالطبع هذا ما أبرزه الدكتور كروش من خلال أهمية توفير العناية الكافية بالطفل في كل مراحل حياته إلى غاية سن البلوغ، ليشتد عوده وأهم نقطة ركّز عليها هو مسؤولية منحه عادات غذائية صحّية والسهر على تناوله يوميا غذاءً صحّيًا يكون مكونًا، بحسبه، من البقوليات الجافة مثل العدس والفاصوليا مع الخضروات والفواكه الموسمية والمصادر النباتية للبروتينات، مثل البيض، ويحذّر الطبيب الوالدين من استعمال البيض المغلي والجبن كلمجة للطفل، لأنهما عبارة عن مادّتين غذائيتين تتأثران بالحرارة في هذه الفترة خاصّة، ويمكنهما أن تتفاعلا وتتحوّلا إلى مادّتين سامتين.
كما ينصح الدكتور أسامة كروش بالتركيز على التغذية الصحّية للطفل والانتظام في وجبات الأكل، على أساس تناول أغذية تحقّق التوازن في الجسم لديه مع إعطائه ما يأكله عامّة الناس بطريقة صحّية وتعويده على تناول وجباته اليومية بانتظام مع شرب الماء بكثرة، لأن الطفل يستهلك في المدرسة طاقة كبيرة، مما يتحتّم عليه استرجاعها بانتهاج عادات صحّية سليمة وأفضل فطور صباح يكون مكوّن من حليب وبسكويت وتمر، لإمداد أطفالنا بالطاقة من خلال فرض نظام غذائي صحيح يمنحهم فرصة كبيرة وقابلية للتعلم من أجل إنجاح مسارهم الدراسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024