منحت الهبات التضامنية التي تقوم بها الجمعيات ولجان القرى بتيزي وزو، جرعة أكسجين أعادت للمنطقة أنفاسها المتقطعة وأعطتهم أملا في تجاوز هذه الأزمة الصحية التي عصفت بالمنطقة منذ أسابيع.
حيث تعددت وتوالت المبادرات المثلجة للصدور من مختلف مناطق الولاية، التي دقت ناقوس الخطر وتحركت في الوقت بدل الضائع لمساعدة ونجدة المستشفيات والاستجابة لاستغاثة الأسرة الطبية المنهكة، بعد خروج الوضعية عن السيطرة وإثبات السلطات على مختلف مستوياتها بالولاية، إخفاقها في تسيير الأزمة مقابل، التحدي الذي راهنت عليه اللجان وخلايا الأزمة المشكلة في القرى.
توالت المبادرات الإنسانية والهبات التضامنية التي تمخضت وولدت من رحم الوباء المجتاح لمنطقة القبائل، لتكون حبل النجاة من الأزمة الصحية التي غرقت فيها مستشفيات الولاية وأودت بحياة العديد من المرضى الذين عجت بهم مختلف المراكز الصحية ومستشفيات تيزي وزو، حيث استفادت العديد منها من مولدات للأكسجين واللواحق المرتبطة بها، لإنقاذ عشرات الأرواح التي تعاني في اروقة المستشفيات وقاعاتها وحتى داخل الخيم المتواجدة بساحاتها للاكتظاظ المسجل داخلها.
فبعدما كان المواطنون في البداية يبحثون عن مكثفات الأكسجين والعبوات في الولايات المجاورة ولدى التجار والخواص، كما استنجدوا بالمؤسسات التربوية لدعم رصيد المستشفيات بها، أخذت عمليات التدعيم أشكالا أخرى، حيث تحولت بين ليلة وضحاها الى عمليات تضامن وتبرعات في سباق مع الزمن من اجل احتواء الوضعية التي خرجت عن السيطرة، لاقتناء مولدات الأكسجين ومراكز للأكسجين لتدعيم المستشفيات بها لوضع حد نهائي للنقص المسجل في هذه المادة، بعدما تنصلت السلطات من تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها، حيث تأخرت في عقد اجتماعاتها الى ان انفجر الوضع، لتخرج بقرارات على المدى البعيد، سبقتها حلول المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في رحلات بحث مضنية على عبوة أكسجين، رغم الخطر الذي تحملها في طياتها في حالة انفجارها، كون أغلب المواطنين يتجاهلون طريقة التعامل مع هذه المادة، وقد حذر المختصون من إخضاع المرضى للعملية في المنازل دون إشراف طبي، لأنه يعقد وضعية المريض ويصعب من تدخلات الأطباء لإنقاذه.
ومن بين المناطق السباقة لنجدة المستشفيات نجد أزفون التي رفعت التحدي عبر التنسيق بين مختلف الجمعيات الناشطة فيها والسلطات المحلية للبلديات الأربع التابعة لها، بمبادرة من جمعية «الرفق باليتيم»، لتتدعم هذه المبادرة بعدها من صاحب ملبنة صومام الذي أنهى معاناة المرضى، بعد دفع تكاليف مولد الأكسجين الذي اقتناه السكان من قسنطينة وقد دخل حيز الخدمة، ما فك وقلل الضغط عن المستشفى، لتتوالى صور التلاحم وجمع التبرعات في مختلف مناطق الولاية، خاصة المتضررة منها، وحتى أبناء المنطقة في المهجر الذي شرعوا بدورهم في عقد اجتماعات وجمع التبرعات الى جانب شراء مولدات الأكسجين وإرسالها الى الوطن من اجل دعم المستشفيات وإنقاذ المرضى. في انتظار تجسيد وتدعيم مستشفيات ذراع الميزان، تيزي وزو، عين الحمام، بوغني وواضية وغيرها من المناطق التي استيقظت على هبة تضامنية.
في الوقت الذي اكتفت فيه السلطات بالولاية بعقد اجتماع واحد، أين قررت تحويل جزء من ميزانياتها لاقتناء مولدات أكسجين خلال الأيام المقبلة، دون ان تكلف نفسها عناء التنقل الى المناطق الموبوءة والوقوف على خطورة الأوضاع والتحرك لتسيير أزمة الأكسجين التي وجد الجميع أنفسهم معنيين بها.