الدكتور محمد سكفالـي لـ «الشعـب»:

طوارئ أيام العيد سببها عـادات غذائية غير سليمة

حوار: نضيرة نسيب

في أيام العيد، بعد الإفطار مباشرة، يشتكي عدد كبير من الأشخاص من مشاكل صحّية أسبابها بسيطة، لكن عواقبها قد توصل من يتعرض إليها مباشرة إلى الاستعجالات، ويؤكد الطبيب العام، الدكتور محمد سكفالي، أنه من خلال إتباع خطوات صحّية بسيطة بإمكان هؤلاء تفادي مثل هذه الطوارئ. 

الشعب:  فيما تتمثل أهم المشاكل الصّحية التي يتعرض لها الأشخاص بعد انتهاء شهر رمضان؟
  الدكتور محمد سكفالي: في أوّل أيام العيد، ينتقل معظم الأشخاص من صوم لشهر كامل دون إتباع نظام غذائي صحّي إلى نظام آخر أكثر تعقيدا. فتناول كميات كبيرة من الأغذية والحلويات، بالخصوص في اليومين الأولّين من الإفطار ينجم عنه مضاعفة عمل أعضاء الجسم، وهذا ما يتعبه، ولعلمكم الأكل غير المنظم وبكميات كبيرة يعتبر غير صحّي إطلاقا ويتسبب في مشاكل صحّية يتعرض لها الشخص مباشرة في الأسبوع الأول من عيد الفطر، نذكر منها عسر الهضم الذي يكون في أغلب الأحيان مشكلا مقلقا بالنسبة للمصاب حيث ينجم عنه حالة من القلق والتوتر والفشل جراء تناول الأكل بسرعة وبكميات كبيرة ولا يرتاح الشخص، إلا إذا قام بالتقيّء والإستفراغ  ليتخلص من كميات الأكل غير المهضومة والمحتجزة على مستوى المعدة، كما أن هناك من يشتكون من احتباس للغازات جراء الإصابة بالقولون العصبي، ويعاني في هذه الحالة المصاب من ضغط على الرئتين وتكون أعراضه في شكل تسارع ضربات القلب مع الشعور أيضا بالقلق جراء الإحساس بالألم في عدّة مناطق في الجسم لا سيما على مستوى الجهاز الهضمي، فكلما زاد الألم تضاعفت معه حالة القلق، كما يشكل ضغط الغازات على المستوى السفلي للجهاز البولي الشعور بحاجة ملحة إلى التبول المتكرر وعلى مستوى علوي يكون الإحساس بالضغط على القلب والرئتين وقد يؤدي ذلك إلى الإحساس بالغثيان والدوخة جراء عسر الهضم والتخمة.
كيف يمكن الانتقال من صيام شهر كامل إلى إفطار صحّي؟
إن الصوم عملية صحّية مئة بالمائة يتخلص من خلالها الجسم من المواد السّامة والضارة، كما يحث عليه ديننا الحنيف «صوموا تصّحوا».  تقوم كل من الكلى والكبد بدور مهم يتمثل في تصفية الدم من الشوائب والسموم التي تحويها الكميات الهائلة من المواد الغذائية التي يتناولها الأفراد فالصوم يريح الجسم من هذا العمل المستمر، لأن عمل المصفاة ينخفض أمام نقص تناول مواد غير صحية، رغم أنه تفسد فوائده، خلال السهرات الرمضانية التي تعرض فيها أطباق مختلفة يتراوح مذاقها بين الحلو والمالح لتكتمل البقية في يومي العيد، مما يتعب الكلى والرئتين، من خلال مضاعفة عملها وبدل تحقيق الفائدة من الصوم يصبح الجسم في هذه الوضعية منهكا، علما أن فترات الأكل في رمضان تكون ليلا مما يسبب قلة النوم وفي نهاية المطاف حالة من الأرق ومع أيام عيد الفطر يدخل الأشخاص في دوامة الإحساس بالتعب غير المنتهي بدل أن يكون الصائم قد حقق الاستفادة من صيامه يكون قد أنهك جسمه عن طريق سلوكيات غير صحّية على الإطلاق، لا يمكنه التخلص من أثرها إلا بالعودة أيضا بالتدريج إلى نمط معيشي وغذائي صحي.
 ما هي أهم النصائح التي تقدّمونها لعامة الناس للاستفادة من أيام الصيام ؟
 من العادات التي نلاحظها في أيام الإفطار لدى فئة من الناس هو شرب كميات كبيرة من الماء، وأوّل ما أنصح به الابتعاد عن هذه العادة غير الصحية فمن الأحسن شرب كأس أو كأسين من الماء في أوّل اليوم وتوزيع الكمية على باقي ساعات اليوم بالتدريج للاستفادة من كمية الماء اللازمة للجسم، وهي تصل إلى ثلاث لترات في اليوم على أقصى حد.
وهذا ما نسميه الدخول التدريجي في الريتم العادي للإفطار وينطبق أيضا ذلك على كيفية توزيع بقية الوجبات على مختلف فترات اليوم، وهذا ما يمكن تشبيهه بالتحضير المسبق للصيام في شهر شعبان بتعويد الجسم على الصيام أيضا، وهو نفس الشيء بالنسبة للإفطار الذي يكون في أيام العيد بطريقة تدريجية ويحضر له لعدم إحداث صدمة وكما هو الشأن بالنسبة للصيام فتعويد الجسم عليه مثل تعويده وترويضه عن طريق الرياضة لأنه يحتاج إلى تدريب يكون بتعويده على الانتقال من مرحلة إلى أخرى بطريقة سلسة لا تضرّ بصّحة الأفراد.

نصيحة الطبيب

أنصح الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة عدم المساهمة في إحداث مضاعفات لحالاتهم المرضية والتسبب في تعقيدها من خلال الدخول في أنماط غذائية غير صحية وإتباع التوجيهات التي يقدّمها لهم الطبيب المعالج باستمرار، وهي وسيلة تقيهم خطورة بعض التعقيدات الصّحية التي توصلهم حتما إلى عواقب لا يجب أبدا تناسيها والابتعاد عن الوجبات الغنية بالسكريات والدسم  بالخصوص لدى مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي وأمراض كثيرة أخرى تستدعي الحرص من الإفراط في الأكل. وأنصح الأشخاص الذين يستأنفون الصيام بعد أيام العيد تناول وجبات خفيفة ليسهل عليهم الصيام بعد الإفطار، يومي العيد، علما أن تعويد الجسم على الصيام يساعد الجسم ويمنحه القدرة الكافية للصوم كما سبق وأن ذكرت.

أخطاء شائعة

  إن الأفكار الشائعة والأكثر ضررا هي عدم وعي الأشخاص بخطورة تناول كميات كبيرة من الأغذية، كونها في الحقيقة لا تفيد الجسم بقدر ما تستنزف قدراته حيث تتعب أعضاء الجسم خاصة الكلى والكبد اللذان يعملان على تصفية الدم من السموم ويبقيان في عمل مستمر بالنظر لكميات الفضلات التي تحويها الأغذية المستهلكة والتي ضررها أكثر من نفعها، وهذا ما يجعل مجتمعنا يلتحق بالمجتمعات الاستهلاكية وهو نتيجة طرح الأسواق لمواد استهلاكية تدفع بالأفراد إلى الدخول في أنماط استهلاكية غير صحية من خلال الدفع بهم لاقتناء مفرط لكل شيء وعلى رأسها المأكولات غير الصحية، وهي كلها لا تفيد الجسم بل تتعبه على كل المستويات وتتحول وظائف الجسم إلى وضعية عكسية بعدما كان دورها تنظيف الجسم وتجديد خلاياه دوريا، مما ينهكه ويستنزف قواه على كل المستويات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024