أكدت الدكتورة ماريانغيلا سيماو، خبيرة منظمة الصحة العالمية، أن حالات عدم المساواة في حصول بعض البلدان ولبعض الفئات ذات الأولوية في تلقي التطعيم، تؤثر بشكل سلبي على المعركة العالمية ضد وباء كورونا، مشيرة إلى أن التكافل والتكاتف لتوزيع اللّقاحات حول العالم سيساعد بشكل مؤثر على تخطي الجائحة والحد من انتشار العدوى وإبطاء سرعة وتيرة تحوّر الفيروس المُستجد.
جاء تصريح الدكتورة ماريانغيلا سيماو، خلال لقاء أجرته معها فيسميتا جوبتا سميث، في الحلقة رقم 32 من المجلة المتلفزة «العلوم في خمس»، التي تبثها منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي ناقشت بشكل خاص عدالة توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 وتأثيرها على الحملات العالمية لمكافحة الوباء.
مشاكل الأوكسجين والرعاية السريرية
قالت الدكتورة ماريانغيلا، إننا نتحدث عن شيء قابل للتنفيذ للغاية، وهو الإنصاف في الرعاية الصّحية، وهو ليس بالأمر الجديد ولكن نتيجة لجائحة كورونا تطور الأحوال من سيئ إلى أسوأ. وشرحت دكتورة ماريانغيلا أن العالم يشهد تفاوت هائل في الحصول على الرعاية الصحية في العديد من البلدان، وداخل بعض البلدان نفسها في جميع أنحاء العالم. كما تفاقمت بعض المشاكل المزمنة في بعض البلدان، مثل توفير الأكسجين لمرضى الالتهاب الرئوي، على سبيل المثال، وهي المشكلة التي أصبحت أكثر حدة في الوقت الحالي بسبب زيادة عدد الحالات بشكل كبير. أضافت ماريانغيلا أن هناك مشكلات تفاقمت بشكل غير مسبوق فيما يتعلق بالرعاية السريرية، إلى جانب عدم توافر بعض الأدوية، من بينها التي لا تخضع لبراءة اختراع أو التي يمكن الحصول عليها بأسعار زهيدة للغاية، في بعض البلدان.
أشارت دكتورة ماريانغيلا إلى أن مثل هذه العناصر تحدث فارقًا كبيرًا عندما يكون هناك حالة شديدة من كوفيد-19. لذلك، فإن هناك الكثير الذي يمكن القيام به، لأن المساواة في الرعاية الصّحية، قبل كل شيء، توفر الوقاية للجميع من الإصابة بالأمراض علاوة على أنها خطوة قابلة للتنفيذ.
الأولوية للفرق الطبية وكبار السن والمرضى
استطردت الدكتورة ماريانغيلا سيماو قائلة، إن هناك بالفعل مشاكل في الإمدادات للقاحات، خلال عام2021، وبالتالي فإنه لا توجد لقاحات كافية لكل شخص في العالم. لذا فإن ما تدعو إليه منظمة الصحّة العالمية وشركائها الدوليون، ويسعون إليه بقوة، هو أنه لإنهاء هذه المرحلة الحادة من هذا الوباء، لابد من توصيل اللقاحات في جميع البلدان إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، لأنه بدون العاملين في مجال الرعاية الصّحية، لا يمكن الحصول على رعاية صحية، وهو ركن مهم للغاية، جنبًا إلى جنب والحد من أعداد الوفيات بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حرجة. إن أفضل وضع للعالم الآن هو منع الوفيات بين الأشخاص المعرضين لخطر الموت بدرجة أكبر وحماية طواقم الرعاية الصحية حتى تتمكن جميع البلدان من التعامل مع هذه الجائحة.
المصلحة الذاتية
ومضت دكتورة ماريانغيلا شارحة أن هناك أيضًا قضية أخرى مهمة للغاية يجب طرحها عند التحدث عن الوصول العادل للقاحات، إذ لا يقتصر الأمر على التضامن، الذي يعد شيئًا جيدًا في حد ذاته، لكن ينسحب الأمر، في الوقت نفسه، إلى المصلحة الذاتية للبلدان، لأنه كلما زاد انتشار العدوى في المجتمعات وحول العالم، زادت فرص ظهور متغيرات ناشئة يمكن أن تتسبب يومًا ما في عدم إمكان الوصول إلى إنتاج لقاحات فعالة. ولهذا، فإنه من المهم للغاية في هذه المرحلة أن نضمن حصول جميع البلدان في جميع أنحاء العالم على اللقاحات الآمنة والفعالة والمتوفرة في السوق الآن.
التأهيل لتطعيم البالغين
وتطرقت دكتورة ماريانغيلا إلى الجهود التي تبذلها المنظمة العالمية بالتعاون من شركائها من الهيئات الدولية والمنظمات الإقليمية والمحلية لمساعدة البلدان، التي لا تتمتع بخبرات لتطعيم البالغين، مشيرة إلى أن المسألة تكون روتينية فيما يتعلق بتطعيم الأطفال، على سبيل المثال، حيث تعرف الدول كيفية القيام بذلك، ولكن كيفية جلب البالغين إلى الرعاية الصحية وكيفية الوصول إلى البالغين وضمان حصولهم على جرعتي اللقاحات، التي تستلزم ذلك. إن هناك الكثير من التحضير والعديد من البلدان تستجيب بشكل استباقي للغاية لمثل هذه الترتيبات والإجراءات، من خلال إعداد نظام الرعاية الصحية وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية بالإضافة إلى التواصل مع الفئات ذات الأولوية في الحصول أولاً على اللقاحات في المستقبل، لكي يتم تطعيمهم في الوقت المناسب. يُذكر أن إحصاء لرويترز أظهر أن أكثر من 130.5 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و980848.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.
العربية نت