أعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من أن تكون السلطات الصينية تقاعست عن إعطاء كافة المعلومات إلى المحققين أو تدخلت بشكل أو بآخر، وشاطرت بريطانيا، أمريكا نفس المخاوف.
قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إنّ لديه مخاوف تتعلق بمستوى التيسيرات المتاحة لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية إلى الصين، مردّداً بذلك الانتقادات التي أبدتها الولايات المتحدة.
كما قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن من الضروري أن تحصل البعثة على التعاون الكامل وعلى الإجابات التي تحتاج إليها.
مخاوف عميقة
دعا البيت الأبيض الصين إلى إتاحة بيانات من الأيام الأولى لانتشار فيروس كورونا للبعثة، وقال إن لديه «مخاوف عميقة»، فيما يتعلق بالطريقة التي تمّ بها نقل ما توصّل إليه تقرير المنظمة عن مرض كوفيد-19.
وفي مقابلة أخرى مع «بي.بي.سي» أيضا، قال عضو بالبعثة إنه رغم أن السلطات الصينية لم تقدم كل البيانات الخام، فقد اطّلع الفريق على قدر كبير من المعلومات وبحث تحليل الحالات الأولى.
وقال جون واتسون، خبير علم الأوبئة الذي سافر إلى الصين ضمن وفد منظمة الصحة العالمية «سيكون أمرا غير معتاد أن يقدّموا البيانات الخام لكننا اطلعنا على قدر كبير من المعلومات بالتفصيل في النقاش مع النظراء الصينيين».
والسبت قال دومينيك دويار خبير الأمراض المعدية الأسترالي، وهو من أعضاء البعثة، إن الصين رفضت إطلاع الفريق على كل المعلومات المطلوبة.
منشأ الوباء
أتى ذلك، بعد أن كشف عدد من المحققين ضمن البعثة الأممية التي أرسلت إلى ووهان للتقصي حول منشأ الوباء الذي اجتاح العالم، منذ الإعلان عن ظهور أولى الحالات بالصين في ديسمبر 2019، أنّ حوالي 90 شخصًا نقلوا إلى المستشفى بأعراض تشبه إلى حد بعيد Covid-19 في أكتوبر، أي قبل شهرين من ظهور أولى الحالات الوبائية رسمياً.
كما أفاد هؤلاء بأنهم ضغطوا على بكين للسماح بإجراء مزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان الفيروس الجديد انتشر في وقت أبكر مما كان معروفًا في السابق.
إلا أن السلطات الصينية أكّدت أنها أجرت اختبارات الأجسام المضادة على حوالي ثلثي هؤلاء المرضى في الأشهر القليلة الماضية، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المحققين، ولم تعثر على أي أثر للفيروس.
كل أعضاء فريق التحقيق التابع لمنظمة الصحة العالمية أوضحوا أن أي أجسام مضادة يمكن أن تنحسر إلى مستويات غير قابلة للكشف بعد فترة طويلة نسبيا من العدوى والشفاء.
كما حثّوا الصين على إجراء اختبارات أوسع على عينات الدم التي تمّ جمعها في خريف 2019 من هوبي، المقاطعة التي تضم مدينة ووهان، للبحث عن أدلة حول وقت انتشار الفيروس لأول مرة.
بيانات أكثر
مؤخرا، أعرب خبير أممي عن إحباطه بسبب عدم إمكان الوصول إلى البيانات الأولية خلال التحقيق الذي أجراه فريقه في الصين لكشف مصدر الفيروس، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من المعلومات بشأن أولى الإصابات المحتملة. وقال بيتر بن مبارك، الذي ترأس فريق الخبراء الذي أوفدته الصحة العالمية إلى ووهان، لوكالة «فرانس برس»: «نريد مزيداً من البيانات، طلبنا بيانات أكثر» من الصين.
لعل هذا ما دفع الولايات المتحدة أمس أيضا إلى التعبير عن قلقها من عدم شفاشية أو تعاون الصين مع المنظمة العالمية حول الجائحة التي أطاحت بآلاف الأرواح منذ تفشيها، ولا تزال.
العربية نت