يمكن أن تستمر أعراض فيروس كورونا لأسابيع، إن لم يكن لشهور، وهي ظاهرة يشار إليها عادة باسم «كوفيد طويل الأمد».
تقدم دراسة جديدة المزيد من الأدلة الملموسة على مزاعم «كوفيد طويل الأمد»، وحددت ثلاثة أعراض تدعمها، ولم يتصرف «كوفيد-19» - المرض الفيروسي الذي نشأ عن أحدث فيروس كورونا - بطرق نموذجية لأمراض الجهاز التنفسي. وتمثل أحد المجالات التي حيرت الباحثين في استمرار الأعراض، والتي أطلق عليها بشكل غير رسمي اسم «كوفيد طويل الأمد».
ولتقديم المزيد من الأدلة لدعم الادعاءات، تابع فريق من الأطباء وعلماء الأوبئة من جامعة جنيف (UNIGE) والمستشفيات الجامعية في جنيف (HUG) ومديرية الصحة العامة لولاية جنيف، ما يقرب من 700 شخص أثبتت إصابتهم بـ SARS-COV2، لم يضطروا لدخول المستشفى.
وبعد ستة أسابيع من التشخيص، أفاد 33 % منهم أنهم يعانون من التعب أو فقدان حاسة الشم أو التذوق أو ضيق التنفس أو السعال.
وأشار باحثو الدراسة إلى أن هذه النتائج، المنشورة في مجلة Annals of Internal Medicine، تتطلب رسائل واضحة، خاصة مع المرضى والأطباء الذين يتابعونها، وإلى رسائل مستمرة إلى عامة الناس.
وقال البروفيسور إدريس غيسوس، طبيب الأوبئة في قسم صحة المجتمع والطب في كلية الطب بجامعة UNIGE، ورئيس الأطباء لقسم الرعاية الأولية في جامعة HUG الذي أدار هذا العمل: «في مارس، وُضع برنامج COVICARE لتقديم المراقبة عن بعد للمرضى الذين يمكن متابعتهم في العيادات الخارجية، عندما لا يمكن لطبيب الرعاية الأولية إجراء هذه المتابعة».
وأضاف غيسوس: «مكننا ذلك من فهم تطور المرض بشكل أفضل لدى الأشخاص الذين لا يعانون بشكل عام من عوامل خطر محددة ولا من شكل خطير من المرض».
وتمت متابعة ما مجموعه 669 شخصا (متوسط العمر 43 عاما، 60 % إناث، 25 % من المتخصصين في الرعاية الصحية و69 % من دون عوامل الخطر الكامنة التي يمكن أن تكون مرتبطة بمضاعفات «كوفيد-19»).
وبعد ستة أسابيع من التشخيص، كان ما يقرب من ثلث المشاركين يعانون من واحد أو أكثر من الأعراض المتعلقة بـ «كوفيد-19»، وخاصة التعب (14%) وضيق التنفس (9%) وفقدان التذوق أو الشم (12%).
وبالإضافة إلى ذلك، أبلغ 6 % عن سعال مستمر و3 % عن صداع.
كما أوضحت الدكتورة ميسم نعمة، كبيرة المقيمين في فريق البروفيسور غيسوس، والمعدة الأولى لهذا العمل، كيف شعر هؤلاء المرضى: «بالإضافة إلى الضائقة الجسدية لأعراضهم، كان الكثيرون قلقين للغاية: «إلى متى سيستمر ذلك؟ هل كانت بعض الآثار اللاحقة غير قابلة للاسترداد؟ حتى من دون إجابة طبية واضحة، في حالة المعرفة الحالية، من المهم مرافقة المرضى المعنيين والاستماع إليهم».
وتضيف: «مع وضع ذلك في الاعتبار، أقامت HUG استشارة محددة لمرضى «كوفيد طويل الأمد»، من أجل تحسين رعايتهم وتوجيههم من خلال النظام الصحي».
إكسبريس