الجائحة تواصل حصد الضحايا

العالم يقاوم بسلاح «الإغلاق»

تقترب حصيلة إصابات فيروس كورونا حول العالم من 46 مليون شخص، بينما لامست حصيلة الوفيات 1.2 مليون شخص، فيما تستعد إنجلترا لإعادة فرض حجر صحي حتى الثاني من ديسمبر، بينما تتخذ دول أوروبية إجراءات صارمة لمحاولة احتواء الموجة الثانية من تفشي وباء كوفيد-19.
في الوقت ذاته، تواجه الولايات المتحدة تسارعاً في انتشار الفيروس قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية مسجلة عددا قياسيا من الإصابات الجديدة، بينما تجاوز عدد الوفيات في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي الـ400 ألف.
وبحسب تعداد أجرته وكالة «فرانس برس»، استناداً إلى مصادر رسميّة، تسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة ما لا يقل عن 1,189,892 شخصا في العالم منذ أن أبلِغ عن ظهور المرض في الصين نهاية ديسمبر، فيما أصيب أكثر من 45,650,850 شخصا حول العالم بفيروس كورونا المستجد، تعافى 30,425,200 منهم حتى اليوم.
ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءا من العدد الفعلي للإصابات، إذ لا تجري دول عدة فحوصا إلا للحالات الأكثر خطورة، فيما تعطي دول أخرى أولوية في إجراء الفحوص لتتبع مخالطي المصابين، تضاف إلى ذلك محدودية إمكانات الفحص لدى عدد من الدول الفقيرة.
والدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات الجديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة هي الولايات المتحدة والهند وفرنسا. والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات.

إعادة الإغلاق

وعودة إلى إنجلترا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن إغلاق جديد لمدة شهر في إنجلترا بعد أن حذر من أن تفشي فيروس كورونا المستجد سوف يطغى على المستشفيات في أسابيع دون اتخاذ إجراءات صارمة.
وقال جونسون إن الإجراءات الجديدة تبدأ الخميس وتستمر حتى 2 ديسمبر، مضيفا أنه بدون التدابير الجديدة «يمكننا أن نرى عدد الوفيات في هذا البلد يصل إلى عدة آلاف في اليوم»، مؤكدا أن لديه آمالاً قوية في التوصل إلى لقاح العام المقبل.
يمكن للحانات والمطاعم تقديم وجبات سريعة فقط، ويجب إغلاق المتاجر غير الأساسية ولن يتمكن الأشخاص من مغادرة المنازل إلا لقائمة قصيرة من الأسباب بما فيها ممارسة الرياضة.
وفي السياق، قال كبير المستشارين العلميين للمملكة المتحدة، باتريك فالانس، إن عدد الوفيات في إنجلترا خلال الشتاء جراء كوفيد-19 قد يكون الضعف أو أكثر مقارنة بالموجة الأولى في الربيع.
وتجاوزت بريطانيا، السبت، عتبة مليون إصابة مسجلة بفيروس كورونا وسط ارتفاع حاد للوفيات جراء الجائحة في البلاد.
وفي أميركا، ووفقاً لإحصاء جامعة جونز هوبكنز، وقبل أيّام من الانتخابات الرئاسيّة، ارتفع إجمالي عدد الوفيات بكورونا في البلاد إلى 229 ألفا و544. أمّا العدد الإجمالي الرسمي للإصابات في هذا البلد الذي يعتبر الأكثر تضرّرًا في العالم من جرّاء الوباء، فبات يبلغ 9 ملايين و34 ألفا و295.
وقد تدهور الوضع الصحّي حاليّاً بشكل خاصّ في الولايات الشمالية وولايات الغرب الأوسط.
وفي القارة العجوز حيث دخلت تدابير أكثر صرامة حيز التنفيذ في فرنسا، ومنها الإغلاق العام، ارتفع عدد الإصابات الجديدة المسجلة بنسبة 41% في أسبوع واحد. وهذا يعادل نصف عدد الإصابات المسجلة خلال الأيام السبعة الماضية في العالم، بحسب تعداد «فرانس برس».
وتعد البلدان الأوروبية ثالث أكثر المناطق تضررا بعد أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وآسيا.
وشهدت 14 دولة أوروبية على الأقل هذا الأسبوع عددًا قياسيًا من الإصابات المرتبطة بالوباء والتي تتم معالجتها في المستشفيات.

فقر وعدم الاستقرار

وعلى خطى أيرلندا وويلز، أعيد فرض إغلاق تام في فرنسا التي تجاوز عدد الوفيات فيها 36 ألفا منذ بداية انتشار الوباء، للمرة الثانية.
لكن لن يكون هذا الإغلاق مشابها للحجر الصارم الذي فرض في فرنسا في الربيع لمدة شهرين خلال انتشار الموجة الاولى التي أودت بحياة 30 ألف شخص. ومن المقرر أن تبقى دور الحضانة والمدارس والمعاهد والمدارس الثانوية مفتوحة بتدابير صحية معزّزة من شأنها أن تسمح للعديد من الآباء بمواصلة أعمالهم. لكن سيتم إغلاق الأعمال «غير الأساسية» مجددا وكذلك المسارح وصالات الاحتفالات.

إغلاق أشد صرامة

وأعلنت البرتغال أنّها ستفرض اعتبارًا من الأربعاء المقبل إغلاقًا جزئيًا في محاولة للحدّ من انتشار وباء كوفيد-19. وستكون القيود، كما هي الحال في دول أخرى مثل إنجلترا وفرنسا، أقلّ صرامةً من تلك التي فُرضت في وقت سابق هذا العام. لكنّ تأثيرها سيطال نحو 70% من السكّان.
وسيتمّ توسيع دائرة الإجراءات التي فُرضت منذ نحو أسبوعين في ثلاث بلديّات بشمال البرتغال لتشمل 121 بلديّة من أصل 308.
وقررت بلجيكا، التي تشهد الانتشار الأشد كثافة للفيروس بين دول أوروبا، من جانبها «إغلاقا أكثر صرامة»، في إشارة إلى «تدابير الفرصة الأخيرة» لمحاولة الحد من انتشار الوباء.
وتشمل التدابير لمدة «شهر ونصف على الأقل» إغلاق المتاجر «غير الضرورية» وفرض العمل عن بُعد عندما يكون ذلك ممكنا بالسنبة للشركات، بينما أغلقت المقاهي والمطاعم والمؤسسات الثقافية والأندية الرياضية بالفعل أبوابها.
وأعلن رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو حصر الدعوات المنزلية بشخص واحد. ويمكن التجول في الهواء الطلق في مجموعات تضم 4 أشخاص شرط احترام قواعد التباعد الاجتماعي.

موجة قاتلة ثانية

وبدون المرور بفرض الإغلاق، تنغلق الدول الأوروبية الأخرى على نفسها بالتتالي لمواجهة موجة قاتلة ثانية، مثل إسبانيا، حيث أغلقت 5 مناطق بما في ذلك منطقة مدريد حدودها الجمعة. واعتبر مئات الأشخاص أن هذه التدابير شديدة الصرامة وتظاهروا في إسبانيا وجرت صدامات مع الشرطة. وتصدت شرطة مكافحة الشغب لعشرات المحتجين الذين أضرموا النار في صناديق قمامة بطريق جران بيا الرئيسي في مدريد، وفي برشلونة ثاني أكبر مدن إسبانيا، رشق محتجون الشرطة بالحجارة ومقذوفات أخرى في ثاني ليلة من الاضطرابات.
وستتباطأ الحركة في ألمانيا أيضًا في نوفمبر، مع إغلاق الحانات والمطاعم والمرافق الثقافية والترفيهية أبوابها من يوم الاثنين حتى ديسمبر، كما سيتم حظر إقامة السياح في الفنادق. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن فرض حجر جزئي اعتبارا من الثلاثاء للتصدي للموجة الثانية من وباء كوفيد-19، يشمل منع تجول ليلي وإغلاق الحانات والمطاعم في أثينا ومدن أخرى.

إغلاق حدود

وفي كندا، أعلنت السلطات الجمعة تمديد إغلاق حدودها أمام الأجانب الذين لا يعتبر وجودهم ضروريًا لغاية نوفمبر، فضلاً عن إعفاءات من الحجر الصحي الإلزامي.
وأطلقت سلوفاكيا السبت برنامجا لإجراء فحوصات تشخيص الإصابة بكوفيد-19 لجميع مواطنيها في سابقة عالمية، بمشاركة نحو 45 ألفا من العاملين في مجال الصحة والجيش والشرطة في إجراء الفحوصات.
وسجلت إيطاليا، أول دولة تضررت في أوروبا من الوباء في فبراير، الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 38 ألف شخص، الجمعة رقما قياسيا من الإصابات اليومية الجديدة مع أكثر من 31 ألف.
وفي اليوم نفسه، صوت البرلمان التشيكي على تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى 20 نوفمبر. في موسكو، توفي قائد الأوركسترا الروسي ألكسندر فيديرنيكوف الذي قاد خصوصا لثماني سنوات مسرح بالولشوي الشهير في موسكو، عن 56 عاما جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد.
منبع الفيروس
وفي الصين، قالت اللجنة الوطنية للصحة، الأحد، إن البر الرئيسي سجل 24 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في 31 أكتوبر انخفاضا من 33 في اليوم السابق.
و21 من الحالات الجديدة إصابات قادمة من الخارج، وقالت اللجنة في بيان إنها سجلت ثلاث حالات إصابة محلية.
وارتفع العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة في البر الرئيسي الصيني إلى 85,997، بينما لا يزال عدد الوفيات دون تغيير عند 4634.
وكالات

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024