شركة «ريجينيرون» للأدوية أعلنت أن مراقبين مستقلين أوصوا بتعليق تسجيل الأشخاص شديدي المرض - أولئك الذين يحتاجون إلى علاج مكثف بالأكسجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي - بسبب مشكلة أمان محتملة وتوازن غير ملائم للمخاطر والفوائد
فيما ينتظر العالم أجمع على «أحر من الجمر» لقاحاً للقضاء على فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب حتى الآن أكثر من 45 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من مليون حول العالم، أوقفت دراسة للمرة الثانية كانت تختبر لقاحاً تجريبياً للأجسام المضادة لكوفيد-19، مؤقتاً من أجل التحقيق في مشكلة سلامة محتملة لمرضى بمستشفى.
وأعلنت شركة «ريجينيرون» للأدوية، الجمعة، أن مراقبين مستقلين أوصوا بتعليق تسجيل الأشخاص شديدي المرض - أولئك الذين يحتاجون إلى علاج مكثف بالأكسجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي - بسبب مشكلة أمان محتملة وتوازن غير ملائم للمخاطر والفوائد.
إلى ذلك قال المراقبون إن الدراسة يمكن أن تستمر في اختبار مجموعة الأدوية المكونة من جسمين مضادين على المرضى في المستشفى الذين يحتاجون إلى القليل من الأكسجين الإضافي أو لا يحتاجون إليه. كما تستمر دراسات أخرى على الأشخاص المصابين بأعراض خفيفة أو متوسطة.
يشار إلى أن الأجسام المضادة هي بروتينات يصنعها الجسم عند حدوث العدوى وتعلق على الفيروس وتساعد في القضاء عليه، ولكن قد يستغرق تكوين أكثرها فاعلية عدة أسابيع.
وتهدف الأدوية التجريبية إلى المساعدة في ذلك على الفور، من خلال توفير نسخ مركزة من واحد أو اثنين من الأجسام المضادة التي تعمل بشكل أفضل ضد كورونا في الاختبارات المعملية والحيوانية.
يذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أوصت مجموعة مختلفة من المراقبين بإيقاف التسجيل مؤقتاً في دراسة لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية لاختبار عقار «إيلي ليلي» للأجسام المضادة، من أجل التحقيق في مشكلة سلامة محتملة للمرضى في المستشفى.
كما أوضحت المعاهد الوطنية للصحة أنه لم يتم التحقق من أي مشكلة تتعلق بالسلامة، غير أنهم أوقفوا الدراسة لأن العقار لا يبدو أنه يعمل في هذا الموقف.
توقيت الفائدة
في السياق، قال الدكتور مايرون كوهين، عالم الفيروسات بجامعة نورث كارولينا، الذي يقدم المشورة للحكومة بشأن علاجات كوفيد-19، إن «هذه الأنواع من النتائج تخبرنا عن توقيت الفائدة»، مضيفاً أن «الاختبارات التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أن عقاقير الأجسام المضادة تعمل بشكل أفضل عندما تعطى في وقت مبكر من العدوى لتقليل كمية الفيروس».
إلى ذلك أكد كوهين أنه بمجرد أن يمرض شخص ما بشدة، قد لا تساعد هذه الأدوية، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الأمر كذلك، لافتاً إلى أن الاختبارات التي أجريت على الحيوانات تظهر أن عقاقير الأجسام المضادة تعمل بشكل أفضل عندما تعطى في وقت مبكر من العدوى لتقليل كمية الفيروس.
تقليل خطر الوفاة
أشار إلى أنه بمجرد أن يمرض شخص ما بشدة، قد لا تساعد الأدوية، غير أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الأمر كذلك. ويعرف الأطباء بالفعل أن التوقيت يمكن أن يكون مهماً عندما يتعلق الأمر بعلاجات كوفيد-19.
كما تظهر الدراسات أن «ديكساميثازون» والمنشطات الأخرى يمكن أن تقلل من خطر الوفاة عند إعطائها للمرضى المصابين بشدة لتثبيط جهاز المناعة المفرط النشاط، إلا أنها قد تكون ضارة لأولئك الذين يعانون من مرض خفيف.
وقالت «ريجينيرون» إنها تعتزم مشاركة نصيحة الجمعة من مراقبين مستقلين مع إدارة الغذاء والدواء الأميركية وقادة دراسة منفصلة في المملكة المتحدة تختبر دواءها على مرضى في مستشفيات أيضاً.
العربية نت