الخبراء يحذرون من تداخل الأعراض

دخان الحرائق السام يسبب أعراضا مشابهة لـ«كوفيد-19» ويثير القلق

حذر الخبراء من تداخل الأعراض المبكرة لفيروس كورونا وتلك الخاصة باستنشاق الدخان الناتج عن حرائق الغابات، ما قد يجعل الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية.
تسبب تداخل جائحة فيروس كورونا واندلاع حرائق الغابات المستعرة على طول الساحل الغربي في الولايات المتحدة، في خلق مشاكل في التنفس لدى الكثيرين. ويقول الخبراء إن استنشاق أعمدة الدخان السامة والرماد الناتج عن حرائق الغابات يمكن أن يضر بالرئتين والأوعية الدموية ويضعف جهاز المناعة، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل «كوفيد-19».
وتشعر السلطات بالقلق من ازدحام الملاجئ والفنادق والمساحات ذات الهواء النظيف حيث يبحث النازحون بسبب الحرائق عن الأمان، ما يجعل التباعد الاجتماعي مستحيلا.
وإضافة إلى ذلك، حيث تضطر ولايات مثل كاليفورنيا وأوريغون إلى تحويل مواردها لمكافحة الحرائق وفرار المواطنين منها، يمكن أن ينخفض عدد الأشخاص الذين يتم اختبارهم بحثا عن فيروس كورونا إلى مستويات منخفضة لم نشهدها منذ الأيام الأولى للوباء.
وقال الدكتور فيجاي ليماي، زميل تغير المناخ في مجلس الدفاع عن الموارد الوطنية (NRDC)، لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «ما نراه بوضوح، للأسف، هو دخان حرائق الغابات الذي يتصاعد بعيدا عن المنطقة المتأثرة باللهب».
ويولد الدخان جميع أنواع المركبات السامة. ويوضح ليماي أن أخطر المخاوف الصحية المحيطة بحرائق الغابات هو حرق الجسيمات الدقيقة، أو PM2.5. ونظرا لأن جسيمات PM2.5 صغيرة جدا، بعرض أصغر بنحو ثلاثين مرة من شعر الإنسان، تبقى جزيئات PM2.5 في الهواء لفترة أطول من الجزيئات الثقيلة، مما يزيد من خطر الاستنشاق.
وهذا يسمح لها بالدخول من خلال الأنف والفم ودفن أنفسها في عمق الرئتين ومجرى الدم.
وأوضح الدكتور آن نجوين، المدير الطبي الأول في بروفيدنس لعيادات الرعاية الفورية في أوريغون: «يمكن أن يسبب التعرض للدخان التهابا في الرئتين ويؤثر على كيفية استجابة جهاز المناعة لدينا للعدوى، وبالتالي يزيد من التعرض لأمراض الجهاز التنفسي مثل كوفيد-19».
ويحتوي دخان حرائق الغابات أيضا على ملوثات أخرى مثل سيانيد الهيدروجين، وهو غاز عديم اللون يمكن أن يحرم الأعضاء من الأكسجين الحيوي.
ودفعت هذه السموم خبراء الصحة العامة والسلطات إلى القلق من أن التعرض للهواء الضار الآن يمكن أن يؤدي إلى حالات أكثر خطورة من «كوفيد-19» في الخريف.
وقال ليماي: «هناك عدد من المخاطر التي تتبادر إلى الذهن. الرئتان ملتهبتان بالفعل من التعرض إلى المركبات السامة. وهذا يضر بقدرتك الأساسية على محاربة العدوى. رأينا أن التعرض لتلوث الأوزون يؤثر في قدرة الرئة على مكافحة العدوى».
ووجد بحث جديد صلة بين المستويات المرتفعة لتلوث الهواء وزيادة خطر الوفاة من «كوفيد-19».
وفي أبريل، وجدت دراسة من كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة أن شخصا يعيش في منطقة بها تلوث عالي الجسيمات أكثر عرضة للوفاة من الفيروس بنسبة 8% مقارنة بشخص يعيش في منطقة بها وحدة واحدة أقل من التلوث.
وخلص الباحثون إلى أن «الزيادة الطفيفة في التعرض طويل الأمد لـ PM2.5 تؤدي إلى زيادة كبيرة في معدل الوفيات بـ»كوفيد-19».
ويرتبط التعرض للدخان أيضا بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لأن PM2.5 يدخل مجرى الدم، ما يؤدي إلى الالتهاب والتخثر.
ولاحظ الأطباء تزايد عدد مرضى فيروس كورونا المصابين بجلطات دموية، والتي يمكن أن تحدث بسهولة أكبر إذا كانوا يتنفسون في الهواء الخطر.
وقال ليماي: «نحن قلقون بشأن تعرض الأشخاص لأضرار من التعرض المزمن ... حتى الزيادات الطفيفة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية للسكان».
كما يشعر الخبراء بالقلق إزاء عدم القدرة على التباعد الاجتماعي بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم، حيث أشار الدكتور جيه راندال كورتيس، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة واشنطن، إلى أن «هذه مشكلة كبيرة».
ويشعر الأطباء بالقلق أيضا من دخول المزيد من الأشخاص إلى غرف الطوارئ المزدحمة بأعراض تشبه عدوى فيروس كورونا ولكنها في الحقيقة ناتجة عن استنشاق الدخان.
وأوضح الدكتور جون بالميز، الأستاذ في أقسام الطب المهني والبيئي وطب الرئة والرعاية الحرجة في مستشفى زوكربيرج سان فرانسيسكو العام (ZSFG): «بالنسبة للأفراد الأصحاء، يمكن أن يتسبب التعرض لدخان حرائق الغابات في حدوث تهيج في العينين والأنف والحنجرة مع السعال كأعراض تنفسية أساسية. ويمكن أن يسبب مرض كوفيد-19 أيضا السعال، مع ضيق في التنفس غالبا».
وتابع: «الحمى هي العارض الرئيسي الذي لا يسببه دخان حرائق الغابات». مشيرا إلى أن فقدان حاسة الشم والتذوق أمر محدد للغاية بالنسبة لـ»كوفيد-19»، بينما يمكن لدخان حرائق الغابات أن يسبب الصداع.
وقالت الدكتورة ستيفاني كريستنسون، الأستاذة المساعدة في قسم أمراض الرئة والرعاية الحرجة والحساسية وطب النوم بقسم الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أيضا: «يمكن أن يسبب لك كل من دخان حرائق الغابات وعدوى كوفيد-19 المبكرة أو الخفيفة أعراض التعب وآلام الجسم وضيق التنفس والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف أو احتقانه».
ديلي ميل

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024