أكدت الدكتورة سهام لحرش، طبيبة عامة بالعيادة متعددة الخدمات «العاشور» في تصريح لـ«الشعب» أن غياب الأمن بمؤسسات الصحة الجوارية يجعل الأطباء والممرضين ومختلف العاملين بها عرضة لخطر الاعتداء خاصة وأن أعوان الاستقبال لا يمكنهم توفير الحماية للطاقم الطبي وشبه الطبي مشيرة إلى أن الأطباء غير محميين قانونيا من الاعتداءات التي تحدث كل مرة.
قالت الدكتورة لحرش إن المواطنين ينتقدون نقص الإمكانيات من أدوية وضمادات ويحملون كامل المسؤولية للطبيب المعالج ولكنهم لا يدركون بأن الجهات المعنية هي من تتولى مهمة التسيير وتوفير وسائل العلاج وتوزيع المواد الصيدلانية وإذا سجل نقص فإنه عام ولا يتعلق بمؤسسة جوارية واحدة، حيث يجد الطاقم الطبي صعوبة في التواصل مع المواطنين، مضيفة أن الطبيب من المفروض أن لا يتحمل النقص الحاصل بل يفرض عليه ضمان التكفل الجيد بالمريض حسب الإمكانيات المتاحة لديه.
ومن بين الصعوبات التي تواجه الطبيبة سهام لحرش يوميا خلال أداء مهامها، ذكرت أن الكثير من المرضى لا يتفهمون الحالات الاستعجالية ويدخلون في شجار لفظي مع الطاقم الطبي ما يؤكد غياب ثقافة صحية وعدم استيعابهم بأن هناك حالة استعجالية وأخرى غير استعجالية، خاصة وأن بعض الحالات الخطيرة كنوبات الربو تستوجب تكفلا استعجاليا وفوريا، مضيفة أن الطبيب يعيش معاناة يومية ويجد نفسه أمام ضغط كبير بسبب ظروف العمل الصعبة ومشاكل إدارية وغياب الأمن، وهو ما يؤثر على أدائه في تقديم خدمة صحية نوعية.
وتشهد العيادة متعددة الخدمات» العاشور» حسب الدكتورة «لحرش» ضغطا كبيرا بسبب عدد المرضى الذين يتوافدون يوميا على المؤسسة الصحية، مشيرة إلى أنها تقوم بفحص من 80 إلى 100 مريض في يوم واحد خلال فترة مداومتها ويرتفع العدد أكثر خلال شهر رمضان وفي فصل الصيف، في ظل تسجيل نقص في عدد الأطباء ما يؤدي -على حد قولها- إلى حدوث العديد من المشاكل بين المرضى والأطباء.
وانتقدت بعض وسائل الإعلام التي لا تنقل الواقع بموضوعية ومصداقية وإنما تركز فقط على السلبيات التي تؤثر على المواطن وتجعله يفقد الثقة في الأطباء والمؤسسات الصحية ويأتي إليها وهو مشحون بأفكار سلبية مثل اعتقاده أن جميع المراكز الصحية تعاني من الإهمال الطبي ونقص في الخدمات الصحية ولكن الأمر غير صحيح ولا ينطبق ذلك على الجميع، قائلة إن غياب التوعية الإيجابية تسبب في تنامي ظاهرة الاعتداء على الطواقم الطبية.