نسبــة الشفـاء 100 % فــي حالـــــة التشخيــص المبكــر
دعت الدكتورة، راضية مزياني، مختصة في تشخيص الخلايا السرطانية في حوار مع «الشعب «النساء إلى ضرورة القيام بالمسح أو ما يسمى «فروتي» بعد عام من الزواج للوقاية والحماية من سرطان عنق الرحم، موضحة أنه النوع الوحيد من السرطان الذي يمكن كشفه وتشخيصه في مرحلة مبكرة، خلافا لبعض الأمراض السرطانية الأخرى وتصل نسبة الشفاء في هذه الحالات إلى 100 بالمائة.
- ماهو المسح أو ما يسمى «فروتي» ولماذا تحتاج المرأة للقيام به بعد عام من الزواج؟
المسح يعد فحصا يقوم به الطبيب المختص، يسمح له بإزالة الخلايا من على سطح عنق الرحم، ليتم فحصها تحت المجهر، وهو اختبار فعال للكشف عن سرطان عنق الرحم في مراحله الأولى وأعراضه قبل عدة سنوات، حيث تظهر في المسح ويثبتها الطبيب بعد قراءة نتيجة الفحص، كما أنّ هذا النوع من السرطانات يمسّ المتزوجات فقط، كونه ناتجا عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي ينقل عن طريق العلاقة الجنسية، ولهذا السبب تحتاج المرأة المتزوجة للقيام بالتشخيص لتعزيز الوقاية من المرض واكتشافه في مرحلة مبكرة.
- ما هي أعراض سرطان عنق الرحم؟
لا توجد أعراض خارجية محددة تمكننا من التأكد بأن المرأة تعاني من سرطان عنق الرحم إلاّ في بعض الحالات التي تصاب فيها المرأة بالتهابات مهبلية وسيلان الدم بعد العلاقة الجنسية، وهي الأعراض التي تساهم في توجيه الطبيب ويكون فيها المرض قد انتشر ووصل إلى مرحلة السرطان.
أما المسح فإنه يبين أعراض سرطان عنق الرحم ويجعل الطبيب يتنبأ بأنّ المرأة معرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم قبل ظهوره، وهو السرطان الوحيد الذي يمكن من معرفة علامات المرض قبل عدة سنوات وقبل وصول المرأة لمرحلة السرطان، لذلك نسعى إلى توعية النساء في كل مكان بضرورة القيام بالفحص لحماية أنفسهن من المرض، علما أنه سهل ولا يؤلم وغير مكلف.
- من هنّ النساء المعنيات أكثر بمسح عنق الرحم؟ وهل توجد شروط تتبع قبل القيام به؟
النساء المعنيات بفحص المسح هن اللواتي يعشن مرحلة الشباب أي في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، وهنّ المتزوجات كون سرطان عنق الرحم يأتي بعد ممارسة العلاقة الجنسية، في حين أن المرأة التي تعدى سنها الستين غير مطالبة بالفحص، إلا في حالة عدم القيام به من قبل.
أكيد، توجد شروط على المرأة اتباعها قبل القيام بتشخيص المسح، حيث ينصح بعدم ممارسة العلاقة الجنسية لمدة 72 ساعة على الأقل، وأن تكون المرأة خارج فترات الحيض أو سيلان الدم، بالإضافة إلى عدم خضوعها لأي علاج موضعي.
- في حال اكتشاف سرطان عنق الرحم في وقت مبكر، ما هي نسبة الشفاء ؟
الوسيلة الوحيدة والمثلى لاكتشاف سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة، تتم عن طريق القيام بالتشخيص عبر المسح الذي يساهم في الكشف عن السرطان، حتى قبل ظهوره، وتتم عن طريق أخذ عيّنات بواسطة فرشاة مكيّفة خصيصا لأبعاد ومظهر عنق الرحم والتي من خلالها يكشط عنق الرحم خاصة المنطقة المتضررة والأكثر تطورا للتشوهات أو الفيروسات وتقع معظمها بين فوهة عنق الرحم والجزء الخارجي منه، ومن ثم توضع الخلايا فوق شريحة زجاجية ويتم إرسالها إلى المختبر للفحص.
وفي حال اكتشف المرض في مرحلة مبكرة قبل السرطان، تكون فرص الشفاء منه كبيرة تصل إلى 100 بالمئة، لذلك فعلى المرأة أن لا تهمل الفحص إذا كانت تريد أن تكون محمية، والأمر لا يتعلق بصغيرات السنّ فقط، وإنّما جميع النساء اللولتي يمارسن العلاقة الجنسية وحتى بعد فترة الطمث، يجب الاستمرار في القيام بالمسح للوقاية والتقليل من خطر الإصابة.
- هل هناك إجراءات وقائية تحمي المرأة من الإصابة بالداء ؟
الإجراءات الإحتياطية اللازم اتباعها للوقاية من سرطان عنق الرحم، تتمثل في ضرورة التوعية والتحسيس بأهمية الفحص والمتابعة الدورية مع الطبيب، لأخذ مسحة من عنق الرحم لفحصها والتأكد من وجود التهابات في عنق الرحم من عدمه، كون المسح يساعد في ملاحظة أي تغيرات في عنق الرحم أو اكتشاف أي قرح من الممكن أن يؤدي إلى تغيرات في الخلايا تتحول مع الوقت لسرطان، وبالتالي يمكن تفاديها وعلاجها قبل وصول المرأة إلى مرحلة السرطان.
وفي السنوات الأخيرة، لاحظنا ارتفاع نسبة الوعي لدى النساء الجزائريات، نظرا للإقبال الكبير على المؤسسات الصحية، من أجل القيام بتشخيص المسح وهو ما من شأنه أن يساهم في حمايتهنّ من مخاطر الداء.