التشخيـص المبكــر يسـاهم في زيـــــادة فـرص الشفــاء
سرطان العظام في الجزائر غير معروف كثيرا مقارنة بأنواع أخرى من السرطانات التي تعرف انتشارا واسعا، كسرطان الثدي لدى النساء وسرطان القولون، بالرغم من تسجيل إصابات بسرطان العظام تصل إلى 3٪. علما أن حالات الإصابة بالمرض تتزايد كل سنة وأغلبها تكون في مرحلة متقدمة بسبب عدم القيام بالتشخيص المبكر، هذا ما أكده المختص في جراحة العظام بمستشفى مصطفى باشا الدكتور بوغريرا محمد الفاتح في حوار مع «الشعب».
«الشعب»: حدثنا عن سرطان العظام وما مدى انتشاره في الجزائر؟
الدكتور بوغريرا: سرطان العظام هو مرض خبيث يعمل على تدمير خلايا العظم السليمة وليست كلّ الأورام التي تُصيب العظم سرطانيّة، بل منها ما هو حميد وهو النّوع الأكثر انتشارا. ويشترك النّوعان في نموّهما وإحداثهما ضغطا على أنسجة العظم المُحيطة، إلّا أنّ الأورام الحميدة لا تنتشر ولا تعمل على تدمير الخلايا السّليمة، وبالتّالي لا تُشكّل خطرا كبيرا على حياة المريض، على عكس الأورام السرطانية.
هناك نوعان من سرطان العظم: سرطان أولي، أي أنه ينشأ من خلايا العظم نفسه. وثانوي، يصل إلى العظم بعد انتشاره من أعضاء أخرى أصابها السّرطان كالثدي أو البروستات. وتعتبر الأورام الأولية أقل شيوعا وبشكل كبير من الأورام الثانوية.
فيما يخص مدى انتشار سرطان العظام في الجزائرو فهو من السرطانات قليلة الانتشار مقارنة بسرطان الثدي والقولون والبروستات وأنواع أخرى. لكن هذا لا يعني عدم تسجيل إصابات، إذ يستقبل مستشفى مصطفى باشا الجامعي العديد من المرضى القادمين من مختلف الولايات والذين يعانون من سرطان العظام. والتكفل بهذه الحالات صعب ويتطلب إمكانات كبيرة، علما نسبة تفشي المرض على المستوى الوطني تصل إلى 3٪ والإصابات تعرف ارتفاعا أكبر كل سنة.
- من هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة؟
يمس سرطان العظام في أغلب الحالات التي تم تشخيصها في الجزائر، الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و20 سنة وكبار السن، الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة. لكن هذا لايعني أن الآخرين لا يصابون به، إذ يمكن أن يكون أي شخص عرضة للإصابة بسرطان العظام.
الأشخاص الذين يصابون بالمرض في سن صغيرة في أغلب الحالات يبدأ السرطان لديهم في العظام، لكن الفئات التي تصاب به في سن متقدمة قد يكون ناتجا عن انتشار المرض من عضو معين إلى العظام.
- هل التشخيص المبكر للمرض يساهم في الشفاء منه؟
أكيد، التشخيص المبكر يساهم بشكل كبير في شفاء المصاب والعيش لمدة أطول ولكن في الجزائر للأسف أغلبية الحالات تصل إلى المستشفى في مرحلة متقدمة من المرض وهذا ما يجعل العلاج صعبا وفرص الشفاء تقل، ويحصل ذلك خاصة في المناطق النائية الريفية عكس المدن الكبرى الذي يكون فيهم نسبة الوعي مرتفعة نوعا ما، سبق وأن شخصنا حالات يكون فيها الشخص مصاب بسرطان العظام لمدة تزيد عن 5 سنوات دون علمه أو القيام بالفحص .
- ماهي أعراض سرطان العظام، وهل تظهر في مراحل مبكرة من المرض؟
يمكن أن تظهر علامات سرطان العظام عند بداية المرض، حيث يشعر المصاب بآلام وبعدها يحصل انتفاخ في المنطقة المصابة، ومن العلامات أيضا، إضعاف العظام وهشاشتها بحيث تصبح سهلة الكسر وكذا الإرهاق وفقدان الوزن غير المتعمد.
كما أن تطور المرض في بعض الأحيان يكون سريعا، وهنا تكمن خطورته ولكن في حالات أخرى يكون تطور السرطان بصفة بطيئة. فمثلا، شخّصنا حالة امرأة عانت من سرطان العظام منذ 2014 ولم تتوجه إلى المستشفى للتشخيص إلا بعد 6 سنوات بالرغم من ظهور الأعراض.
ويمس المرض العظام أو العضلات الأخرى وأكثر الحالات التي ينتشر فيها السرطان إلى العظام ويمس مختلف العظام كالقفص الصدري سرطان الثدي والبروستات.
- ما أسباب وعوامل الإصابة وكيف يتم الوقاية منه؟
لا توجد أسباب محددة للإصابة بسرطان العظام، إنما هي مجرد نظريات تبقى معلوماتها غير مؤكدة إلى حد الآن. لكن الوقاية لازمة لمحاولة تجنب الإصابة بمختلف أنواع السرطانات من خلال إتباع حياة صحية والابتعاد عن التدخين واستهلاك أكل صحي نظيف وممارسة الرياضة.
كما ينصح بالكشف المبكر عندما يشعر الشخص بآلام في العظام حتى لو كانت خفيفة، إذ يجب التوجه مباشرة إلى الطبيب للقيام بالفحص وعدم اللجوء إلى الطرق التقليدية التي تؤخر العلاج وبالتالي تقل فرصة الشفاء من المرض.
-ماهي الطرق الفعالة لعلاجه؟
أول مرحلة يتم التأكد من الإصابة بالقيام بالخزعة «بيوبسي» التي تتم بأخذ عينة من خلايا أو أنسجة، ليتم فحصها ومعرفة طبيعة المرض ونوعه والمرحلة التي وصل إليها وبعدها يتم مباشرة العلاج حسب الحالة ممكن أن نبدأ بالعلاج الكيميائي وبعدها نقوم بالعملية وفي بعض الحالات تسبق العملية العلاج الكيميائي الذي يقدم للمريض حسب حالته.
بعض الإصابات تكون في مرحلة متقدمة ويكون السرطان انتشر ليصل من العظم إلى البطن، هنا لا يستطيع الأطباء اللجوء إلى العملية الجراحية، بل يقوم المريض بالعلاج الإشعاعي مباشرة.
وتعد الإزالة الجراحية العلاج الأكثر شيوعا، لكن يمكن استخدام العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي ويعتمد قرار استخدام الجراحة أو العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي على نوع سرطان العظام الذي يتم معالجته.