أكّد بابا حامد الباي، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدولي الثالث للعلوم البيولوجية الذي نظم على مدار يومي 7 و8 ديسمبر بوهران، أنّ «كل مجموعة من البشر تتميز بجينات خاصة بها، والطب الجيني، هو المستقبل، وإذا لم نستطع التكفل بأنفسنا، سيتكفل بنا غيرنا».
قال البروفيسور بابا حامد في تصريح لـ «الشعب» على هامش فعاليات التظاهرة التي نظمت هذه السنة تحت عنوان «البيو تكنولوجيا والسرطان»، أنّ «الجزائر مدعوة للاستعداد والتحضر جيدا لمواكبة الثورة المعلوماتية، والتطور السريع في المجال الطبي باختلاف تخصصاته، باعتباره من القطاعات الإستراتيجية والحساسة، التي لها تأثير مباشر على حياة المواطن.»
وأوضح أنّ «برنامج مكافحة ﺍ في الجزائر، لا يتعدى الناحية الطبية، فيما لا تزال الجهود البحثية مبعثرة، غير منظمة وموحدة»، مؤكدا على ضرورة التنسيق والتعاون المشترك من أجل مواكبة التطورات الحاصلة في المجال المعلوماتي الطبي، مع مواكبة التقنيات الحديثة في الطب والعلاج، والإستراتيجيات الناجعة للوقاية من السرطان والاكتشاف المبكر.
ونوّه محدثنا في هذا الصدد إلى أنّ الهدف المنشود من تنظيم هذه الدورة المتخصصة، هو إنشاء تنسيقية للباحثين في السرطان بالجهة الغربية، وبالتالي تكوين بنك «دي. أن. أي» (DNA) لمرضى السرطان، والتركيز على تعزيز استخدامات الحمض النووي لتخزين المعلومات وتوليدها على أوسع نطاق، بما في ذلك التشخيص الجيني، وتزويد الباحثين والأطباء ببنك معلوماتي، ذو كفاءة وفعالية.
وتنطوي الاختبارات الجينية على فحص الحمض النووي، وهو قاعدة البيانات الكيميائية التي تحمل تعليمات وظائف الجسم، ويمكن أن تكشف الاختبارات الجينية التغييرات (الطفرات) في الجينات التي يمكن أن تتسبب في اضطراب ما أو المرض، وغيرها من المعلومات الهامة الكفيلة بتشخيص الاضطراب وعلاجه والوقاية منه، كما تلعب دورا حيويا في تحديد احتمالية الإصابة بأمراض معينة، وكذلك الفحوص وأحيانا العلاجات الطبية، وفق نفس المصدر.
وفي الختام دعا البروفيسور، بابا حامد الباي إلى التفكير الجدي في خلق تنسيقيات للباحثين في مجال السرطان عبر مختلف جهات الوطن والتحرك في اتجاه التعاون والتكامل، بغية تحقيق الأهداف المتوخاة ومواكبة الثورة الطبية، مبيّنا مرّة أخرى، أنّ «كل ناحية ومنطقة في العالم، تتميز بأصول وجينات وراثية وصفات فريدة، وغيرها من الخصوصيات والمعلومات الكفيلة بإحداث الفروقات والتمايزات».
كما ثمّن محدّثنا، باعتباره أستاذ بالمدرسة العليا للعلوم البيولوجية لوهران، مجهودات هذه المؤسسة الجامعية، نظرا لتمكّنها من تنظيم هذه التظاهرة الهامة في طبعته الثالثة، رغم حداثة تأسيسها والوضع الذي تمر به الجزائر، وذلك بالتعاون مع الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة وجمعية الأورام الطبية في وهران، وكذا جامعة وهران 1 ومجموع الباحثين والمختصين من البيولوجيين وأطباء الأورام وغيرهم.