أكّد البروفيسور أحمد بن ديب، رئيس مصلحة سرطان الثدي بمستشفى مصطفى باشا في حوار أجريناه معه، أنّ استعمال حبوب منع الحمل في سن مبكر ولمدة طويلة يشكّل خطرا كبيرا على صحة المرأة ويعرّضها الى الإصابة بسرطان الثدي، مشيرا إلى أنّ 50 ٪ من الجزائريات يتناولن الحبوب بكثرة في السنوات الأخيرة،عكس الأعوام الماضية حيث كانت النسبة لا تتجاوز 15 ٪.
❊ الشعب: ما هو سرطان الثدي؟
❊❊ البروفيسور أحمد بن ديب: سرطان الثدي هو نوع من الأمراض الأكثر انتشارا لدى النساء في الجزائر الذي يجعل الخلايا المصابة به تنمو وتتغير، وتتضاعف بصورة خارجة عن نطاق السيطرة. وتصاب المرأة بالداء نتيجة عدم انتظام نمو وتكاثر وانتشار الخلايا التي تنشأ في أنسجة الثدي وعدم استجابتها إلى الموت المبرمج لحصول خلل في مراقبة الخلايا على مستوى الحمض النووي، كما تنقسم وتتضاعف الخلايا المصابة بسرعة ويمكن أن تشكل قطعة أو كتلة من الأنسجة الإضافية. وتختلف الأورام إمّا أن تكون سرطانية خبيثة تعمل على تدمير أنسجة الجسم السليمة أو غير سرطانية حميدة، هذه الأخيرة التي تشكّل 13 ٪ من الإصابات، وهو النوع الذي تكون فيه نسبة الشفاء 100 بالمائة، أما أغلبية الحالات المشخّصة تظهر على شكل سرطان خبيث.
❊ ما هي أهم أسباب وعوامل الإصابة؟
❊❊ من بين أسباب الإصابة بسرطان الثدي الزواج المبكر وغياب ثقافة التشخيص المبكر لدى النساء الجزائريات، لا سيما في السنوات الماضية حين كانت المرأة تتزوج عن عمر يناهز 14 وتقوم بإرضاع طفلها لفترة طويلة، أما الآن تغيّر نمط معيشتها وأصبحت المرأة الجزائرية تتزوّج في سن 26 فأكثر.
ويصيب سرطان الثدي النساء في كل الأعمار إلاّ أنّه أكثر شيوعا عند النساء اللّواتي تزيد أعمارهن عن 40 سنة، لأنّ تقدّم العمر يعدّ من عوامل خطورة الإصابة بالداء، بالإضافة إلى عامل الوراثة الذي يزيد من احتمال المرض،كما أنّ النساء اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية تقلّ خطر الإصابة لديهن.
❊ هل توجد وسائل يمكن أن تقي المرأة من الإصابة بسرطان الثدي؟
❊❊ لا توجد أي وسيلة يمكن أن تقي المرأة من الإصابة بسرطان الثدي، كما لا توجد أي وصفة تكون بمثابة معجزة تجعل المريض يشفى من هذا الداء الخطير. وفي أغلب الحالات يكون سرطان الثدي ظاهرا ولكن يمكن ان يصبح صامتا مع مرور الوقت، لذلك ننصح المرأة بالقيام بتشخيص مبكر كأحسن حلّ، لأنّه في حال اكتشاف إصابتها في مرحلة مبكرة كان الأمل في شفائها كبيرا يصل إلى نسبة 100 ٪، أما إذا تقدم المرض ظهرت المضاعفات الخطيرة وبالتالي الوفاة.
وننصح المرأة بالكشف عن السرطان الصامت في سن 35 سنة لا سيما بالنسبة للنساء الأكثر عرضة واللواتي لديهن قابلية وراثية، فمثلا إذا سبق وأن أصيبت والدة امرأة ما بالمرض في سن الـ 40، في هذه الحالة يتوجب عليها القيام بالتشخيص في سن مبكر وذلك مرة في السنة لتفادي المضاعفات الخطيرة، أما بالنسبة للنساء غير المعرضات لخطر الاصابة ينصح القيام بالفحص مرة واحدة خلال السنتين، لأنه كلما تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة كلما زادت فرصة الشفاء الكامل.
كما تستطيع المرأة أن تساهم في تسهيل مهمة الطبيب من خلال قيامها بالفحص الذاتي للثدي، باعتباره يساعد على معرفة التغيرات غير الطبيعية التي قد تحدث بالإضافة إلى اكتشاف أي ورم في مراحل مبكرة.