يعاني عدد كبير من الجزائريين من مرض القولون العصبي، ومع دخول شهر رمضان يجد مرضى القولون صعوبة في اختيار نوعية الأكل ونمط الغذاء الصحي الذي يمكّنهم من ضمان حماية ضد الأعراض المزعجة والمؤلمة، وتفادي حالات تهيج القولون طيلة شهر الصيام، هذا ما أكّدته دكتورة طبيبة عامة لـ «الشعب».
في هذا الإطار، أوضحت الطبيبة العامة أنّ للصيام عدة فوائد لمرضى القولون العصبي في حال اتباع نظام غدائي صحي لا يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، وحتى السكريات التي يزيد الإقبال عليها في شهر رمضان ولكن ينصح لمرضى القولون بالتقليل منها قدر الإمكان نظرا للمخاطر الصحية التي يمكن أن تنتج عن استهلاكها المتكرر.
وبحسب المختصة فإن الإفراط في تناول المأكولات الدسمة يتسبب في تفاقم أعراض القولون العصبي بشكل مزعج، خاصة ما تعلق بانتفاخ البطن والغازات التي يعاني منها أكبر عدد من المصابين بالقولون، زيادة على الألم القولوني في البطن ومغص شديد مع الإصابة بالإمساك، وهو ما يجعل المرضى يصابون بقلق وانزعاج من هذه الحالة.
وأضافت الدكتورة أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي يشعرون بتحسّن وارتياح طيلة ساعات الصيام، ولكن سرعان ما تعود الأعراض للظهور مرة أخرى مع الإفطار، وتزداد أعراض اضطرابات القولون بشكل كبير مع الطعام الذي يتسم باحتوائه كميات كبيرة من الدهون والكميات الكبيرة في الوجبة الواحدة.
ومن أجل صيام آمن وأكثر راحة، ينصح مرضى القولون العصبي في رمضان بالحرص على تقسيم الوجبات إلى 3 وجبات رئيسة بأحجام صغيرة، ويمكن إضافة وجبة خفيفة إضافية مع خفض محتوى الدهون في الطعام، بالإضافة إلى تناول الطعام بهدوء والحرص على مضغ الطعام جيدا خلال الإفطار والسحور.
كما يجب تنظيم مواعيد الوجبات في فترة ما بعد الإفطار، بحيث تكون ثابتة كل يوم لأن انتظام مواعيد دخول الطعام للجهاز الهضمي يساعد بشكل كبير على تخفيف الأعراض زيادة على ضرورة الجلوس في وضعية مريحة أثناء تناول الطعام وعدم تناول الطعام أثناء الوقوف أو في وضعية استعجال.
وفيا يخص ممارسة الرياضة فإنّه من المستحسن أن يقوم بها الصائم المصاب بالقولون بانتظام في مواعيد متناسبة مع مواعيد الوجبات المختلفة، مع الحرص على عدم التعرض لتوتر أو شد عصبي زائد لما له من دور في تفاقم الأعراض، خاصة مع زيادة التوتر مع الصيام في الأيام الأولى من رمضان على وجه الخصوص.