البروفيسور أرادا: الأطباء الجزائريّون في حاجة إلى تكوين لعلاج الوضعية
حذّرت البروفيسور زكية أرادا من انتشار زواج الأقارب في الجزائر كاشفة عن أضراره السلبية على صحة الجنين، موضحة أنه يتسبّب في الإصابة بالعديد من الأمراض الوراثية التي يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض المفاجئ، وفاة المولود أو إصابة الطفل بعجز حركي وعقلي.
أكّدت البروفيسور زكية أنّ الأمراض الوراثية يمكن الوقاية منها من خلال تحسيس المواطنين بالابتعاد عن زواج الأقارب وعدم الإنجاب في سن متأخرة، بالإضافة إلى القيام بالتشخيص المبكر وتشخيص الجنين عند الازدياد لإنقاذه من مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى الإصابة بإلاعاقة الحركية أو الذهنية مدى الحياة.
وبلغة الأرقام كشفت البروفيسور أرادا عن تسجيل نسبة تتراوح ما بين 22 و26 بالمائة من زواج الأقارب في الجزائر، منتشرة بصفة أكبر في بعض الولايات، منها تبسة، غرداية، وهران والجزائر العاصمة، وهو ما يجعل نسبة الوفيات بين الأطفال تشهد ارتفاعا مستمرا، بالإضافة إلى زيادة الإصابة بالأمراض الوراثية والإعاقة الفكرية والحركية.
عن الأسباب الشائعة للإصابة بالأمراض الوراثية، أوضحت البروفيسور أنه توجد عوامل متعددة من بينها زواج الأقارب الذي يؤثر على إنجاب أطفال مصابين بالتشوهات والعيوب الخلقية، وولادة الأم في سن يتعدى 40 سنة، وكذا التاريخ الطبي للمريض وعوامل وراثية وعمر الطفل، مشيرة إلى بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالأمراض الوراثية.
وبحسب البروفيسور يمكن أن ترتبط الأمراض الوراثية بالعوامل الغذائية كنقص بعض الفيتامينات في الجسم وتناول السموم كتدخين السجائر وتعاطي المخدرات والكحول واستهلاك الأدوية المضرة بالصحة، مؤكدة أن الأمراض الوراثية لها أثر كبير على الأفراد وعائلاتهم وحتى المنظومة الصحية كونها تتطلب تكفلا جيدا بالمرضى من خلال تخصيص ميزانية لضمان علاجهم.
ومن أكثر الأمراض الوراثية انتشارا في الجزائر تريزوميا 21 وأمراض الدم خاصة التلاسيميا وفقر الدم المنجلي “دريبانوسيتوز” والهيموفيليا، زيادة على الأمراض العصبية والعضلية والفنيلسيتونوري، ومرض الاضطرابات الهضمية والتضخم الخلقي للغدة الكظرية.
وبحسب البروفيسور فإنّ الأطباء الجزائريّين بحاجة إلى تكوين كون أغلبية الأمراض الوراثية مجهولة من قبل المختصين في الجزائر، زيادة على غياب مخابر متخصصة تسمح باكتشاف نوع المرض.
1500 شخص يصابون بالتريزوميا 21 سنويا في الجزائر
كشفت المختصة في طب الأطفال البروفيسور زكية أرادا أن التريزوميا 21 أو متلازمة داون مرض وراثي يمس 1500 شخص كل سنة على المستوى الوطني، وهو عبارة عن اضطراب خلقي يحدث نتيجة وجود كروموزوم زائد في خلايا الجسم، ويتسبب في مستويات متفاوتة من الإعاقة العقلية الاختلالات الجسدية.
ومن أكثر الأسباب شيوعا في الإصابة بالتريزوميا 21،أكدت البروفيسور أنّها تكمن في إنجاب الأم في سن متأخر يتعدى الـ 38 سنة، حيث يزداد قدم البويضات بالتزامن مع تقدم عمر المرأة، مما يزيد من احتمالية حدوث خلل أثناء انقسامها.
المصابون بالتلاسيميا بحاجة متكرّرة لنقل الدم
وفيما يخص التلاسيميا، أوضحت المختصة أنها مرض في الدم يصيب كريات الدم الحمراء بشكل أساسي ويظهر أعراضه في شكل فقر الدم الانحلالي، مشيرة إلى أنّه ينتشر بكثرة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لذلك سمي بفقر دم حوض البحر المتوسط.
وأضافت أن المصابين بالتلاسيميا بحاجة إلى عمليات متكررة لنقل الدم، وهو من الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال في مراحل عمرهم المبكرة، وذلك بسبب إصابة أحد الوالدين بهذا المرض الذي يحدث بسبب اضطراب في الجينات، ومادة الهيموغلبين التي تصبح غير قادرة على تأدية وظائفها بشكلٍ فعال.
وتشمل أعراض التلاسيميا تغير لون البشرة، إذ تصبح مائلة للسواد وعدم الرغبة بتناول الطعام وتغير لون البول حيث يصبح داكنا، وكذا بطء نمو الطفل وتحول لون بؤبؤ العين إلى الأبيض، بالإضافة إلى انتفاخ في الكبد والطحال والإصابة ببعض أمراض الجهاز العظمي.
«فنيلستونوري” مرض وراثي سببه نقص في إنزيم كبدي
أما مرض فنيلستونوري فهو مرض وراثي - حسب البروفيسور - سببه عجز ونقص في إنزيم كبدي يسمى «فينيل الانين ايدروكسيلاز”، الذي يسمح بتحويل الحمض الاميني المتمثل في “فينيل الانين” لأحماض أمينية أخرى مثل “لاتيروزين”، وهذا التحول يساعد الجسم على النمو السليم.
وأوضحت أن الاختلال الانزيمي يؤدي إلى حدوث تراكم في البلازما والدماغ بالفينيل الانين، ما يتسبب في إصابة الشخص باضطرابات عصبية وتأخر عقلي، وتحدث إصابة الأطفال بمرض فينيلسيتونوري في حال كان الوالدان من رجل وامرأة يحملان الجين المريضة لأن الأطفال الذين يحملون الجين من فرد واحد كالأم فقط لا يمكن أن تحدث لديهم الإصابة، علما أن الوقاية من مضاعفات المرض التي تصل إلى حد إعاقة ذهنية مدى الحياة وحتى الوفاة تتم من خلال القيام بالتشخيص عند الازدياد.
ولا يوجد أي علاج لهذا الداء إلا حمية غذائية يتبعها الطفل طوال حياته لتفادي المضاعفات الخطيرة من خلال أخد نظام غدائي يرتكز على حمية تفتقر إلى الفينيل الانين، ولهذا من الضروري أن يتناول المريض حليب خاص، بالإضافة إلى التنويع في الأحماض الأمنية المختلفة وضمان أغذية أساسية مطحونة وخالية تماما من الفينيل الانين كالسميد والكسكس والأرز والعجائن، وكذا استبدال البيض باللحوم والأسماك وأخذ السكر من نوع “ديكسترين”.