الإسعافات الأولية قبل أربع ساعات تنقذ المريض من موت مؤكّد
تعرف حالات الإصابة بالسكتات الدماغية تزايدا كبيرا لدى الجزائريين خاصة في السنوات الأخيرة، حيث يتم إحصاء أكثر من 50 ألف حالة جديدة سنويا لعدة أسباب وعوامل، من بينها الإفراط في التدخين، تناول الكحول، زيادة الوزن، ارتفاع الكولسترول في الدم، الضغط الدموي وكذا أمراض القلب والشرايين.
وحسب الأطباء المختصين، فإن معظم المصابين بالسكتات الدماغية لا يتنقلون إلى المستشفى في الوقت المناسب ما يتسبب في تعقيدات لحالتهم الصحية لان الإسعافات الأولية ضرورية لإنقاذ المريض، كما يجب توفير عناية صحية للمرضى قبل الأربع ساعات الأولى من التعرض للسكتة الدماغية أي قبل حدوث أعراضها الأولى على غرار الشلل النصفي وفقدان النطق والرؤية.
ويشخص الأطباء الحالة بأنها موت مؤقت لخلايا المخ خلال دقائق قليلة بسبب تمزق أو انسداد في وعاء دموي دماغي،ما يقطع جريان الدم في الدماغ ويتسبب بالتالي في موت الشخص أو إصابته بإعاقات مؤقتة أو دائمة حسب حدة أو درجة الإصابة، وهو ما يتطلب علاجا مستعجلا لانقاذ المريض من الإعاقة أو الموت، بالإضافة إلى السيطرة على معظم عوامل خطر الإصابة كارتفاع ضغط الدم والتدخين وزيادة الكولسترول في الدم.
ويشار إلى أن التكفل الطبي بهذه الحالات خلال الثلاث ساعات الأولى التي تلي الإصابة مفيد، حيث يتولى الطبيب المشرف على الحالة التخلص من التخثر الدموي الناجم عن الجلطة، وهو العلاج المتبع عبر مختلف دول العالم والذي اعتمده فريق طبي على مستوى المستشفى الجامعي فرانس فانون في البليدة.
وحذّر المختصّون من بعض العلامات المبكرة التي تنبئ بالإصابة بالسكتة الدماغية من بينها صعوبات في المشي،حيث انه إذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية فقد يتعثر، يشعر بدوخة، ويفقد توازنه أو يفقد قدرة التنسيق بين الحواس، الحركة والكلام، زيادة على صعوبات في التكلم،ويصبح كلام المصاب ثقيلا وقد يفقد القدرة على إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما يحدث له ومعه، وفي بعض الأحيان تصل الحالة إلى حد فقدان القدرة على النطق وتوضيح الكلام واللغة، وصعوبة تكرار جملة بسيطة.
كما يمكن أن يصاب الشخص بشلل في جانب واحد من الجسم، فإذا أصيب شخص بالسكتة الدماغية قد يفقد الإحساس، أو يشعر بشلل نصفي أي شلل في جانب واحد من الجسم، حيث ينصح الأطباء المريض بمحاولة رفع كلتا ذراعيه فوق الرأس في الوقت نفسه، وإذا بدأت إحداهما بالهبوط، فمن المحتمل انه مصاب بالسكتة الدماغية.
وتظهر علامات على شكل صعوبات في الرؤية، حيث أنه في حال أصيب شخص بالسكتة الدماغية، يعاني من تشوش الرؤية بشكل فجائي قد يفقد الرؤية للحظات قليلة أو قد يعاني من الشفَع أو ازدواج الرؤية، بالإضافة إلى الصداع الذي يظهر فجأة ودون سابق إنذار، أو الصداع غير العادي، الذي قد يكون مصحوبا بتشنج في الرقبة، آلام في الوجه، آلام بين العينين، تقيؤ فجائي أو تغيرات في الحالة الإدراكية، قد تدل في بعض الأحيان على الإصابة بالسكتة الدماغية.
ولدى معظم الأشخاص الذين يصابون بالسكتة الدماغية،العلامة الأولى التي تشير إلى إصابة محتملة بالسكتة الدماغية تتمثل في نوبةٌ إِقفارِيةٌ عابِرة والنوبة الإِقـفارِيّةٌ العابِـرَة هي خلل مؤقت في إيصال الدم إلى جزء واحد من الدماغ.
وتعد أعراض النوبة الاقفارية العابِـرَة هي ذاتها أعراض السكتة الدماغية، لكنها تستمر لفترة زمنية أقصر - من بضع دقائق إلى 24 ساعة - ثم تتلاشى وتزول دون أن تخلّف أي ضرر مستديم. وقد يصاب شخص ما بأكثر من نوبة إقفاريّة عابرة واحدة، وقد تكون العلامات والأعراض المصاحبة لكل منها متماثلة أو مختلفة.
وحسب مختصين فإن حدوث النوبة الاقفارية العابرة لدى شخص معين قد يدل على أن هذا الشخص معرض لخطر الإصابة بسكتة دماغية قوية، كما أن من تعرّض لنوبة إقفاريّة عابرة هو أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية، ممّن لم يتعرض لها من قبل، وتبعا لطول المدة الزمنية التي عانى الدماغ خلالها من نقص في تزويد الدم، يمكن للسكتة الدماغية أن تسبب مجموعة متنوعة من الإعاقات التي قد تكون مؤقتة، أو قد تكون مستديمة.
وفيما يخص المضاعفات المحتملة نتيجة للسكتة الدماغية تختلف باختلاف الجزء المتضرر من الدماغ، وتتمثل في شلل أو فقدان القدرة على تحريك العضلات وصعوبات في الكلام أو البلع، وفقدان الذاكرة أو مشاكل في الفهم العام وأوجاع.
كما ان الأشخاص الذين يصابون بسكتة دماغية، احيانا، يصبحون انطوائيين وأقل اختلاطا ومشاركة في الحياة الاجتماعية، قد يفقدون القدرة على الاعتناء بأنفسهم، وقد يحتاجون إلى رعاية تمريضية لمساعدتهم في المهام اليومية، مثل النظافة الشخصية وغيرها.
وفي معظم الحالات التي يصيب فيها الدماغ أي ضرر، كذلك الأمر بالنسبة لمضاعفات السكتة الدماغية، إذ يتفاوت نجاح علاجها من شخص إلى آخر.
وعن أساليب الوقاية ذكر مختصون أنها تتم عن طريق معرفة عوامل الخطر، واعتماد نمط حياة صحي والخطوات الصحيحة التي يمكن اتخاذها لتلافي الإصابة بسكتة دماغية من خلال علاج ارتفاع ضغط الدم وتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالكولسترول والدهنيات وتجنّب التدخين ومعالجة السكري، والمحافظة على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام ومعالجة الضغوط النفسية، وتجنّب المشروبات الكحولية، تجنّب المخدرات والمحافظة على نظام غذائي متوازن وصحي.