إتفاقيات إيفيان تكرّس حقّ الشعب الجزائري في السيادة الكاملة ووحدته الترابية

جمهورية كوبا - السلطة التنفيذية
هافانا في 18 أفريل 1962

معالي الرئيس بن يوسف بن خدة، الوزير الأول للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، نتوجّه إلى معاليكم باسم شعب كوبا، بصفتنا ممثليه وممثلي الحكومة الثورية، بتهانينا القلبية نظير سلم إيفيان الذي يتوّج سنوات طوال من الكفاح المرير، ضحى خلالها الشعب الجزائري بنخبة من خيرة أبنائه في سبيل إستعادة الحرية والإستقلال.
لقد تابع الشعب الكوبي هذه المعركة البطولية باهتمام فائق، والتي اتخذت طابع الملحمة الحقيقية، ومنذ أن أصبح الشعب الكوبي يتحكّم في مصيره بنفسه منذ جانفي 1959، فإنه لم يترك مناسبة إلا وعبّر فيها عن تضامنه مع الشعب الجزائري، وأن هذا التضامن لا ينبع فقط من حب العدل، الذي يحرّك شعبنا، بل نابع أيضا من ذكريات كفاحه العريق في سبيل الإستقلال وهو نابع كذلك من الإيمان بأن التصفية النهائية للإستعمار، والإستعمار الجديد والإمبريالية، بكل أشكالها ومظاهرها، تشكل شرطا مسبقا لا غنى عنه لإقامة سلم مثمر ودائم.
إن إتفاقيات إيفيان، التي تكرّس حق الشعب الجزائري المكتسب بعد تقرير المصير الوطني والاستقلال السياسي، والسيادة الكاملة ووحدته الترابية، إن هذه الإتفاقيات تتوّج المرحلة الأولى من مشروعكم الملحمي.
ويتعين على الهيئة التنفيذية المؤقتة، أن تتمكن من الإحتفال بالإستفتاء المتفق عليه في جو ملائم وبالضمانات المطلوبة، لكي يشرع الشعب الجزائري النبيل والكريم والمقدام، بل قيد أو شرط، في بناء النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي وفقا لتطلعاته وحاجاته.
وأما بالنسبة لكوبا، التي تحتل الصدارة في جبهة الكفاح المناهض للإستعمار والإستعمار الجديد والإمبريالية، فإن إنتصار الجزائر هو إنتصار لها أيضا. علاوة على هذه التهاني القلبية، تفضلوا بقبول فائق احتراماتنا الشخصية.
أوسفالد دورتيكوس طورادو رئيس الجمهورية
فيدال كاسترو الوزير الأول للحكومة الثورية.