رسالــة الشهداء.. حصانة للهويّــــة وحفـظ للمستقبل

تتجدّد، اليوم، ذكرى يوم الشهيد الوطني المصادف لـ18 فيفري من كل عام، ويتعاظم ويعلو شأنه أكثر بعودة الجزائر إلى مكانتها الإقليمية ووجاهتها الدولية المستمدة من تاريخها الملحمي المجيد الذي صنعه أبطال وشهداء ثورة أول نوفمبر المظفرة، وأشاوس المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وغطرسة الاستعمار الفرنسي منذ سنة 1830م إلى غاية نيل الاستقلال والسيادة الوطنية عام 1962م.
يقول الباحث المختص في التاريخ، محمد عبد العزيز، أنّ مناسبة يوم الشهيد 18 فيفري اُتخذت لاستذكار بطولات وملاحم شهداء الجزائر، عرفاناً بما منحوه من تضحيات جسام في سبيل أنْ يَحيَا الوطن عزيزاً مكرماً شامخاً بين الأمم.
وأضاف محمد عبد العزيز لـ«الشعب”، أنّ ذكرى الشهيد تحمل مغزى ورسائل لجيل الاستقلال لاستخلاص العبر والدروس التي قدمها الشهداء بتضحياتهم من أجل الظفر بالاستقلال والسيادة والحرية، بدءاً بمآثر رجال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال منذ سنة 1830م وعبر كل الثورات الملحمية التي قادها رجال وبواسل الجزائر العظماء مثل الأمير عبد القادر والمقراني والشيخ بوعمامة وغيرهم من الأبطال المقاومين، ثم مرحلة اندلاع ثورة أول نوفمبر 1954م المجيدة وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية في 5 جويلية 1962م.
وعلى ضوء الظروف الدولية الراهنة، ربط الباحث، مسألة تحصين شباب الجزائر وأجيالها المتعاقبة من أي تأثيرات خارجية، بالمحافظة على الذاكرة الوطنية وتحصين الهوية، معتبراً ذلك صمام الأمان والحاضن الفعال القائم على المبادئ والقيم والمواطنة الإيجابية.
يوم الشهيد سيبقى ذكرى أبدية حاملة لمعاني ورسائل الوفاء لأولئك الشهداء البواسل الذين قدَّموا للعالم وللإنسانية جمعاء دروساً في التضحيات وصنيعاً تحررياً مهيباً من أجل أنْ تحيا الجزائر جزائرية بمبادئها الأصيلة والراسخة في التاريخ.