ككثير من الشباب الموهوب، يملك كنزا بين يديه، بفنيات جميلة تتنوع تقنياتها التي تجذب كل عين تبصر حرفته، عشنا معه بعض اللحظات الشيقة، في مداعبة الأصداف بكل أحجامها التي يحظرها من شواطىء بجاية. حمزة 26 سنة، كأغلبية الشباب الذي صقل موهبته بالإبداع والممارسة - كما قال ـ «هذه الحرف تجعلنا نكسب رزقنا كون الكثير يقدر قيمة هذا العمل والجمال الذي يحتويه، فهو فن تدركه الأبصار ويخرق جماله القلوب. فنحن نستغل كثيرا موسم الصيف في عرض منتوجنا في الأماكن السياحية ليقل نوعا ما في الفصول الأخرى ما يجعلنا نقوم بعرضها وبيعها في الأسواق الأسبوعية. تركت الدراسة في سن مبكرة كوني أقطن منطقة جبلية بولاية سطيف، الأمر الذي جعلني أتأخر وأغيب أحيانا أخرى عن مقاعد الدراسة خاصة في فصل الشتاء، لكن والديّ لقناني أهم شيء في الدنيا، هو التربية الحسنة والأخلاق الفاضلة، وسفري المتكرر لمدينة بجاية وجيجل جعلني أكتشف هذه الحرفة وأحبها فكانت لدي إرادة جامحة في التمرن عليها واكتسبت تقنياتها على يد محترف من بجاية لم يبخل بمساعدته لي. حمزة لم يخف علينا أن هذه الحرفة أصبحت بالنسبة له متعة كبيرة وهواية جعلت أفكاره تتجسد في إبداعات تصنعها أنامل شاب يافع وتقوي عضلاته من خلال مزاولته عمله يوميا وبدون ملل أو كلل، لتعكس أجمل الأشكال والألوان المستمدة من الطبيعة الخلابة التي يستقي منها المادة الأولية.