المخـرج الهاوي محــي الديــن سعـداني:

المواهب الشابة فـي حاجـة إلــى تكفـل أكـبر

محمد مغلاوي

هو مصور ومركب ومصمم ومخرج هاو، اقتحم الميدان مبكرا فأخرج عدة أفلام قصيرة في بادئ الأمر، ثم قام بإنشاء مؤسسة صغيرة سماها “بصمة الإشهارية للتصوير والتصميم والطباعة”، كانت له مشاركات في عدة تظاهرات وطنية ومحلية.
إنه محي الدين سعداني بن علي بن طاهر، من مواليد نوفمبر 1992 بمنطقة الدبيديبي بلدية الرباح ولاية الوادي، طالب جامعي سنة ثانية ماستر تخصص علوم حديث. يؤكد لـ«الشعب” أنه مازال في بداية الطريق ولم يبلغ درجة المخرجين لأنه مازال يتعلم، فهو يرى أن هذا الميدان علم قائم بحد ذاته وعالم واسع جدا.
 وقال سعداني، إنه اقتحم الإخراج والتصوير منذ الطفولة من خلال تصوير أفلام قصيرة. ففي بادئ الأمر كان يصور بالهاتف ثم يقوم بتركيبها عبر برمجيات عادية، إلى غاية سنة 2015 عندما حصل على ميزانية لينطلق في العمل بأجهزة وإمكانيات لابأس بها، حيث قام بإنشاء مؤسسة صغيرة سماها “بصمة الإشهارية للتصوير والتصميم والطباعة”.
 كانت لسعداني مشاركات في تظاهرات ونشاطات محلية سنة 2016، حيث حضر الأيام المحلية لأفلام الهواة التي نظمها نادي “وقفات ضوئية” بدار الثقافة ولاية الوادي بأفلام قصيرة في شكل حملات توعوية وتحسيسية، بالإضافة إلى ذلك لديه مشاركات في دورات تكوينية، من بينها دورة “أساسيات الإخراج التلفزيوني” للمخرج محمد البشير زميلي.
حول ما إذا كانت لديه مشاكل أكد محي الدين سعداني أنه في سنة 2015 عرف الكثير من العوائق، متمثلة في غياب الدورات التكوينية في مجال السينما وندرة المعلومات حول جانب الإخراج، إلى غاية 2016 حين تم فتح بالوادى أول نادي لصناعة الأفلام فالتحق به وتعلم خلالها الإخراج المحترف.
في سياق أخر، أشار سعداني إلى أن السينما في الجزائر ما تزال ضعيفة ولم تبلغ النضج الكافي، حيث بقيت حبيسة العوامل المادية ويقتصر وجودها ووجود المدارس التكوينية والتعليمية ببعض الولايات كالعاصمة ووهران وقسنطية وسطيف وبدرجة أقل عنابة، أما في الجنوب فهي منعدمة.
 وأضاف أن السينما في الجزائر تحتكرها فئة الكبار على حساب الشباب الذي يعاني التهميش وغياب الدعم، بالإضافة إلى عدم وجود تخصصات جامعية ومدارس تمكن هذه الفئة من الحصول على تكوين جيد، مشيرا إلى أن ولاية الوادى تمتلك مواهب وقدرات شبانية في مجال السينما لكنها تعاني في صمت من غياب المشاريع والدعم على غرار الكثير من الولايات، معتبرا أن دار الثقافة محمد الأمين العمودي بالوادي قامت بدور مهم في تشجيعه ومنحه فرصة البروز والظهور من خلال فتحها نادي “وقفات الضوئية” وتنظيمها فيما بعد الأيام المحلية لأفلام الهواة، كاشفا أن النادي قَبِلَ سيناريو فيلمه الجديد الذي سيشرع في تصويره قريبا.
 ودعا سعداني كل هواة السينما والإخراج لمواصلة المشوار وعدم الاستسلام من أجل تجسيد مشاريعهم وإبداعاتهم، لأن البروز والظهور يأتي بالتفاني في العمل والتعب وكل إبداع فيه الإخلاص والجهد سيحقق النجاح ويصل إلى قلوب الجمهور، ناصحا الشباب بالحرص على المشاركة في الدورات التكوينية للإخراج بهدف تطوير قدراتهم المختلفة في هذا المجال.
وتساءل المخرج سعداني عن سبب إلغاء العديد من المهرجانات التي تعنى بالمواهب في الفيلم القصير بالمسيلة والشلف وغيرها من الولايات، متمنيا أن يدعم مسؤولو الثقافة ميدان السينما الذي يعاني من عدة مشاكل خاصة فيما يتعلق بشح الأعمال، وإن وجدت فهي دون المستوى ولا ترتقي لمستوى سينما السبعينات والثمانينيات وحتى التسعينيات عندما كانت السينما الجزائرية رائجة على المستويين الإقليمي والدولي، وتصدرت السينما العربية بشكل لافت، كما كان لها حضور متميز بمختلف المهرجانات الدولية.
وفي الأخير وجه سعداني شكره لجريدة “الشعب” على منحه إياه فرصة إسماع صوته والتعبير عن طموحاته وأحلامه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024