المواهب الشابة تعاني التّهميش والإقصاء
أدعـو الجيـل الحـالي لحمـل الأمل وعـدم السّقوط في اليـــأس
سيد علي رازيباون سيناريست وروائي وكاتب خواطر وممثل مسرحي وسينمائي، يبلغ من العمر 20 سنة، يقيم ببومرداس، يدرس سنة أولى تخصص حقوق بجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس. يتحدّث لـ«الشعب” عن أعماله ومشاركاته وطموحاته المختلفة، وغيرها من الأمور تكتشفونها في هذا الحوار.
❊ الشعب: كيف اقتحمت ميدان المسرح؟
❊❊ سيد علي رازيباون: المسرح هو حلم الطفولة، كان للمحيط الذي عشت فيه دورا في ولوجي هذا الميدان، فقد اقتحمت هذا المجال مبكّرا لما كان عمري 4 سنوات بدار الثقافة ودار الشباب ببومرداس. الانطلاقة الحقيقية لي كانت بفيلم قصير “وجع الدنيا”، حيث كنت أبلغ حينها 11 سنة وتمّ إنتاج العمل من طرف جمعية مسرحية بالعاصمة التي أقامت “كاستينغ”، حيث شاركت فيه وتمّ اختياري كممثل لدور بسيط في العمل. بعدها بسنة بدأ إلهام التأليف والكتابة يدق كيان موهبتي، فكتبت أول عمل لي بعنوان “تذكرة عودة” عبارة عن فيلم قصير. بعدها فيلم قصير آخر بعنوان “ضمائر مجرّدة” إلى أن تكوّنت في المجال ودرست التخصص لأنطلق في كتابة مسلسلات وأفلام طويلة، منها مسلسل “صدى الحب” من 30 حلقة، مسلسل “خيانة مشروعة” من 32 حلقة، وفيلم “يا الغلطان في حقّي” من ساعتين.
❊ ما هي الأعمال التي شاركت فيها والجوائز التي تحصّلت عليها؟
❊❊ شاركت في عدة مسرحيات بمهرجان مسرح الطفل بولاية بومرداس ومسرحيات للكبار من بينها: “أحلم وأزيد”، “مرارة الدنيا”، “عاند ولا تحسد” و«ثأر كفيف” سنة 2015. تحصّلت على جائزة أحسن ممثل في مسرحية “المجتهد” لمسرح الطفل ببومرداس سنة 2011 وجائزة أحسن ممثل عن دوري في مسرحية “مرارة الدنيا” بمهرجان الهواة الذي أقيم سنة 2012 بتلمسان، وجائزة أحسن نص عن مسرحية كتبتها لمسرح الطفل ببومرداس سنة 2014 بعنوان “ماما”.
❊ ما هي العوائق والمشاكل التي اعترضت مسارك الفنّي؟
❊❊ هنا تحديدا سأكون جريئا في كلامي، فقد واجهتني مشاكل عديدة في هذا الميدان لدرجة أنّي صدمت بوجود كتّاب معروفين في ميدان الكتابة السينمائية يعملون على إبعادي وإزاحتي من السّاحة، محاولين تحطيمي وتدمير موهبتي، ولا أدري إن كنت مصدر اهتمام أم مصدر خطر بالنسبة لهم؟ لأنّ ما أكتبه يشهد عليه كبار المخرجين في الجزائر من بينهم مسعود العايب، الذي كان من المفروض أن يجمعني معه عمل، ولكن لم أصل معه إلى أي اتفاق ولست أدري لحد الساعة ما السبب تحديدا، حيث لا يرد على اتّصالاتي بخصوص مسلسل “صدى الحب” مع كل احتراماتي وتحياتي لهذا المخرج المبدع العملاق. أذكر أيضا المخرج نزيم قايدي، الذي هو الآخر حدث معه نفس الشيء وعدة منتجين أعجبوا بما أكتبه، ولكن حين يصل الأمر للجدية يختفون وتنقطع أخبارهم ولا يتواصلون معي بالرغم من إعجابهم بكتاباتي، ثمّة من يقول ما تكتبه مكلّف وضخم في ميزانيته وهذا الكلام في الأصل مجرّد حجة، لن أذكر أسماءهم جميعا ولكن بالنسبة لي تصرفات كهذه وقاحة بدرجة أولى، ومن يتلاعب بالناس لا أخلاق له.
❊ وكيف تنظر لواقع السينما في الجزائر بصفة عامة وواقع السينمائيين الشباب بصفة خاصة؟
❊❊ السينما في الجزائر لا بأس بها، لدينا مخرجين لهم قدرات مبهرة أمثال: مرزاق علواش ولطفي بوشوشي، هذا الأخير الذي كاد أن يدفع بالسينما الجزائرية إلى العالمية عن فيلمه “البئر”. أما عن الدراما الجزائرية فيبقى المستوى ضعيفا بسبب الوساطة ودخول بعض المتطفلين على الميدان.
أما سينما الشباب فلدينا مواهب كبيرة في الجزائر تكتب أعمال جميلة ومشوّقة ذات مستوى جيد، لكن ما هو مثير للدهشة والتذمر هو التهميش والإقصاء الذي نتعرض له للأسف.
❊ هل بومرداس تتوفّر على الإمكانيات التي تجعل الشباب السينمائيين يفجّرون طاقاتهم ومواهبهم؟
❊❊ بومرداس كغيرها من ولايات الوطن لا تتوفّر على إمكانيات في هذا المجال، فلو وجدت لما بقي مستوى الفن في بلادنا في الحضيض يحتضر.
❊ أهدافك وطموحاتك المستقبلية؟
❊❊ أسعى للنجاح في دراستي الجامعية وإنهاء كتابة روايتي الرومانسية الاجتماعية الجديدة التي سأحوّلها إلى فيلم سينمائي مستقبلا، وهذا بعد التفرغ من تجسيد دور البطولة في مسلسل “رماد العمر” لمنتج شاب مبتدئ في هذا الميدان كتب السيناريو أسامة خالدي، نعمل بكل تفان دون اتفاق مع أي قناة، حيث نقوم بتصويره بولاية بومرداس. سنجتهد في هذا العمل وعند الانتهاء منه يتّضح مصيره.
سأعمل جاهدا دائما وأبدا على كتابة الأفضل والمميز لرفع ولو قليلا بمستوى الدراما في الجزائر إن شاء الله.
❊ رسالتك للشباب والمسؤولين على السّينما الجزائرية؟
❊❊ أدعو الشباب الجزائري لحمل الأمل في قلوبهم، وأن يصبروا ويبدعوا أكثر في أي مجال كان، فيوما ما لا بد أن تزهر حديقة الأحلام وتبعث بعطرها بعيدا.
أما رسالتي للمسؤولين على ميدان السينما أقول لهم اتّقوا الله في عملكم، فالفن رسالة نبيلة وأمانة شريفة وليس وساطة ورداءة، وأدعوهم لأن يتمعّنوا في معنى كلمة فن لعل وعسى ينقذوه ويخرجوه من النفق المظلم الذي يعيشه، ويبعثوا الأمل في نفوس أهله وأبنائه.
❊ كلمة أخيرة؟
❊❊ شكرا لجريدة “الشعب” على هذه الالتفاتة وعلى تشجيعها للشباب والمواهب.