أكد سهيل مناصر طالب جامعي بكلية الاقتصاد جامعة الجزائر 3 وناشط جمعوي، أن احتكاكه بشباب مختلف الدول العربية سمح له ملاحظة أن هناك وعيا لديهم بالتحديات التي يواجهها الوطن العربي في مختلف المجالات، لاسيما المخططات الجهنمية التي تهدف لإضعاف دوله وتفتيت مجتمعاته عبر ضرب هويته وإفساد أخلاقه الأصيلة وعاداته الحميدة ومكارمه المتعارفة والمتوارثة عبر الأجيال، من أجل استنزاف ثرواته واستقطاب كفاءاته العلمية، مستغلة تذمرها من واقعها الاجتماعي الضعيف.
وقال مناصر أنه لاحظ خلال ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي ببيروت أن العديد من الشباب العربي شغوف ومتطلع للنظر إلى التحديات التي تواجه الأمة العربية في مختلف المجالات، بنظرة الشاب المنفتح الذي يعيش عصره ويفكر في المستقبل ويملك تصورا معقولا له متطلعا إليه بروح شخصيته المحافظة الضاربة عبر جذور تاريخه المجيد مشيرا أن التعاطي مع مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية ونزع القابلية لنفاذها فيه لابد أن يكون بأساليب وطرق مبتكرة وعلمية حديثة تزاحم ما يستهدفها من مخططات وتدفع نحو بناء إنسان يعلم جيدا جواب أسئلة “من هو” و«أين هو” و«إلى أين” هو، هذا الإنسان، يريد التّوجه.
وأضاف مناصر أن رؤية التحديات التي تواجه الأمة تكمن في النظرة الواقعية المتعلقة بالسير العام لحياة الشباب ومدى الاستجابة لمتطلباتهم اليومية وتحسين ظروفهم وإيجاد أكثر فرص لهم في الحياة العامة وإشراكهم في اتخاذ القرار والعمل على تنمية قدراتهم.
ويعتقد مناصر أن الخطوة الأولى التي يجب مراعاتها في مسألة الدور الذي ينبغي أن تقوم به فئة الشباب لتحقيق طموحات الشعوب العربية في الوحدة والتصدي لكل محاولات التشتيت والتفتيت، هي تكثيف حركة الوعيّ في أوساط الشباب والناشئة بما يلبّي الإجابة حول العديد من الأسئلة التي قد تدور بخلد أي فرد ومعرفة “حقيقة قوتنا وعظمتنا والعمل على استنهاض ذلك العملاق النائم بداخلنا في وسط مجتمع طغت فيه السلبية والأفكار القاتلة، فلا يعقل لنا، على سبيل المثال، كشباب جزائري أن نتناسى تاريخ ثورة مجيدة وتضحيات مليون ونصف مليون شهيد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل عزة وسؤدد وعلياء هذا الوطن ليأتي اليوم أيّ شاب من المجتمع وبكل بساطة ليضرب كل ذلك التاريخ عرض الحائط ويسب وطنه ويتذمّر منه ويتشاءم وينشر السلبية والإحباط في نفوس أقرانه بدل أن يكون إيجابيا وينخرط في العمل ويبدأ بإصلاح نفسه ويستنهض العملاق النائم بداخله لينفع بلده ويساند الجهود الخيرة لدولته في مختلف المجالات عبر الجمعيات والمجتمع المدني”.
أما على المستوى العربي فأشار مناصر أنه لابد للشباب أن يحمل همّ المجتمعات ويكون إيجابيا، حاملا آمال وطموحات أوطانه وشعوبه ومنخرطا في الحياة العامة على مستوى الدول، الذي من شأنه ـ حسب مناصر ـ خلق حركية إيجابية على مستوى الوطن العربي وتسهيل تقريب وجهات النظر وتشبيك الجهود وخلق جوّ حوار حقيقي للتكاتف والتعاون لنزع أي قابلية لتشتيته وتفتيت مجتمعاته ودوله المصونة بفضل وعيّ شبابها.