تأسف عطا الله مراح، عضو المكتب الوطني للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، للأحداث الأخيرة التي وقعت ببعض الولايات خاصة ما حصل في بجاية، معتبرا أن تلك التصرفات غير الحضارية لا تمثل أبدا سكان المنطقة الأحرار، وهو عمل شاذ لا يقاس عليه، والخاسر الأكبر والوحيد في النهاية هو الشعب لا غير.
استبعد مراح أن تكون للأيادي الأجنبية ضلع في ذلك والكلام عن ذلك بعيد عن الواقع، مشيرا إلى أن كل ما في الأمر أن بعض الشباب خرج للشارع تعبيرا عن غضبه على بعض القرارات التي تم اتخاذها مؤخرا، معيبا عليهم تلك الطريقة الهمجية التي اتبعوها “فهي لا تعكس المستوى الحقيقي للمجتمع الجزائري والشاب على وجه الخصوص، فإذا كانت هناك ضرورة للاحتجاج فليكن احتجاجا حضاريا لإيصال المطالب والرسائل والانشغالات للسلطات المعنية، تجنبا لكل التأويلات وحتى لا تستغله أطراف معينة لا تحب الخير للوطن، فتلك الأحداث فتحت الباب على عدة احتمالات وتفسيرات، لذا جدير بنا كشباب مثقف عدم الوقوع في قبضة من يساومون على وطنهم، ويجب علينا أن نحتاط من أن نكون أداة في يد المخربين ومن لهم مصالح شخصية وأهداف قد تصل بالبلد إلى منعرج خطير نحن في غنى عنه”.
لأجل حل مثل هذا النوع من المشاكل، يقترح مراح فتح قنوات الحوار بين المسؤولين والشعب، حتى تلامس السلطات المعنية همومهم وتعرف جيدا مشاكلهم. وألّح مراح على أهمية تفعيل دور المجتمع المدني وإعطاء الفرصة للشباب الكفء من أجل تولي المناصب والمسؤوليات.
واستغل مراح الفرصة لدعوة هؤلاء الشباب من أجل المحافظة على الوطن، لأن بمثل تلك الأفعال والتجاوزات ستخرج الأمور عن السيطرة، وستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، ويأتي اليوم الذي يبكي فيه هؤلاء حالهم إن لم يحافظوا على البلد وأمنه واستقراره كالرجال الأبطال، وقال مراح “لابد على شبابنا الحيطة والحذر، لأن هناك من يحاول الاصطياد في المياه العكرة وتمرير مخططات لا تخدم مصالح بلدنا، فمثل تلك التصرفات الطائشة وغير المدروسة قد تعطي الفرصة لأعداء الوطن لممارسة مهامهم القدرة، ولا يخفى على أحد أن حدود بلدنا على فوهة بركان، والدول المجاورة تعاني الويلات جراء التصرفات الطائشة لشباب تم التغرير بهم”.
وألّح مراح على ضرورة أن يتذكر الشباب دائما بأن الجزائر، ارتوت بدماء الشهداء، الذين ضحوا بحياتهم “لننعم نحن اليوم بحريتنا وحياتنا الكريمة”، مستشهدا بالعشرية السوداء التي كادت أن تقضي على شعب برمته، ومازالت المعاناة من مخلفاتها إلى اليوم، فتلك الأزمة تسببت في رجوع البلد إلى الوراء سنين عديدة، وهو ما يجب على الجميع أن يضعه في الحسبان حتى لا تتكرر مثل تلك الأحداث المأساوية.