عفــاف عساس لــ «الشعب»:

برنــــامج «توجيـــه» يهـــــدف إلى بنــــاء جســــر بـــين أصحاب الخـــبرة و الشباب

حاورها: محمد مغلاوي

قالت عساس، التي نزلت ضيفة على «الشعب»، أن «توجيه» هو أول برنامج من نوعه في التوجيه الفردي بالجزائر، يمتد على فترة زمنية بين الطرف الأول وهو المؤطر صاحب الخبرة والطرف الثاني المستفيد من التوجيه، فهو لا يقدم حلولاً جاهزةً، بل يقتصر دوره على تقديم شروحات وإيضاحات حول المسائل التي تصادف المستفيد من التوجيه، إذا يسعى البرنامج إلى بناء جسر بين الخبرة والشباب من خلال تبادل المعارف والعلوم. يدخل في إطار تعزيز تطور وتحسين قدرات الشباب في ميادين عدة كل حسب اهتماماته.
وأضافت عساس، صاحبة الـ22 سنة طالبة سنة أولى ماستر بجامعة الجزائر 3، أنه بعد الافتتاح الرسمي لهذه المبادرة يوم 22 أكتوبر الماضي، تم اختيار 30 شابا سيحصلون على توجيه من طرف 30 مؤطرا، موضحة أن الاختيار جاء بعد أن قام المرشحون بملأ استمارة تسمح للمشرفين على البرنامج بالتعرف على قدرات وإمكانيات الطلبة، وكذا طموحاتهم المهنية ومحفزاتهم المختلفة، وكل ما يتعلّق بحياتهم الخاصة، مشيرة إلى أن المؤطرين لا يقتصرون على مجال معين، بحيث تمّ استقدام موجهين في مجالات عدة كمختصين نفسانيين وإطارات ومقاولين وخبراء في الغاز والبترول... هذا بالإضافة إلى خبراء جزائريين يقطنون خارج الوطن لهم كفاءة ومستوى عال، يرغبون في تقديم خبرتهم للشباب الجزائري، فتح لهم برنامج «توجيه» المجال ليستفيد الطلبة أكثر.
وذكرت عساس، أن هذا النوع من البرامج معمل به في الشركات الأجنبية، التي تمنح لعمالها فرص تطوير مستواهم وتحسين قدراتهم المعرفية والمهنية. وبما أن مروان أوديع صاحب مبادرة «توجيه» له تجربة في هذا الشأن، ويملك خبرة مهنية طويلة في شركات أجنبية، فكر في تجسيد البرنامج بوطنه حتى يساعد الشباب الجزائري على أخذ معارف جديدة، تمكنهم من النجاح والوصول إلى أهدافهم الحياتية والمهنية عبر سلسلة من اللقاءات، التي من مميزاتها أنها طويلة المدة، حيث تدوم ستة أشهر يشرف عليها مؤطرون ممتازون، مشيرة إلى أن الدفعة القادمة سيتم اختيارها في ديسمبر الداخل، أي أن برنامج «توجيه» يقوم كل شهرين باختيار دفعات جديدة من الطلبة، حتى يُعطي الفرصة لجميع المترشحين من أجل الحصول على تأطير جيد.

اقتحمت العمـل التطوعـي والنشاط الشبابي منذ 4 سنوات
الإشـــــــــــراف عــــــــلى خـــــــــلايا الاتصــــــال مسؤوليــــة كبــــيرة
كشفت عفاف عساس، أن أول برنامج شباني انضمت إليه كان «نموذج الأمم المتحدة الجزائر». حدث ذلك قبل سنتين لما تم تنظيم مؤتمره الأول بالجزائر العاصمة، موضحة أنها تعرفت على البرنامج من خلال موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، حين اطلعت على منشور بصفحته الخاصة يبحث عن منخرطين جدد وشاهدت مختلف الفيديوهات المتعلقة به، فأعجبتها هذه المبادرة الشبابية الجديدة.
 وتقدمت بطلب للأمانة العامة من أجل الإشراف على خلية الاتصال والعلاقات العامة، بما أنها تدرس ميدان الإعلام في الجامعة وتتقن اللغات الأجنبية، خاصة الانجليزية التي يتم التعامل بها في البرنامج، وفي النهاية تم قبول طلبها، وقالت في هذا الشأن «كان شرفا كبيرا تحميلي هذه المسؤولية الكبيرة التي جاءت في فترة كنت فيها أدرس سنة أولى جامعي، وهو ما جعل البعض يتعجب لما تقدمت بذاك الطلب، لأنهم رأوا في ترأس خلية الاتصال والعلاقات العامة عمل يتطلب جهدا كبيرا على مدار السنة، لكني رفعت التحدي وقدمت كل ما لدي من أجل إنجاح المؤتمر وتنظيمه في أحسن الظروف وجلب الممولين والشركاء»، مضيفة أن هذه المسؤولية الملقاة على عاتقها في نموذج الأمم المتحدة الجزائر، ستسمح لها باكتساب خبرة وتجربة مهنية ميدانية في أكبر مبادرة تجمع الشباب في الجزائر، مشيرة إلى أنها تقوم حاليا رفقة أعضاء البرنامج بالتحضيرات للطبعة الثالثة التي ستكون شهر ديسمبر الداخل.

 ستكــــون ضمــــن طـــــاقم مشــــــروع "إليت برس"

عســــــــــــاس: الثقـــــة في النفس واكتســــــاب الخــــــــبرة سلاحـــــــي مــــــن أجــــــل النجـــــاح

ذكرت عساس، أن الدراسة الجامعية لم تمنعها من ولوج العمل التطوعي والنشاط الشبابي، موضحة أنها استطاعت التوفيق بين البرنامج الدراسي ونشاطها خارج الجامعة، حيث أشارت إلى أنها تولي أهمية كبيرة للعمل التطبيقي في مجال الاتصال والعلاقات العامة من أجل اكتساب الخبرة والتجربة، وهو ما جعلها تضحي بفترة الراحة والعطلة من أجل تحقيق ذلك، إيمانا منها أن الدراسة الأكاديمية لا تكفي للوصول إلى الأهداف وولوج عالم الشغل بنجاح، وعليه سعت عساس إلى الانضمام لمختلف البرامج التي تعنى بالشباب، كما كانت لها فرصة تدريس اللغة الإنجليزية في بعض المدارس الخاصة، وهي الآن بصدد المشاركة في إطلاق مشروع موقع «إليت براس» كرئيسة تحرير.
وكشفت عساس، أنها كانت تحلم بأن تصبح أستاذة لما كانت طفلة صغيرة، لكن في السنّ العاشرة لاحظت أنها كثيرة الفضول والكلام وتحب التعبير عن آرائها في مختلف المواضيع دون عقدة، فأصبحت تميل أكثر لمجال الإعلام والاتصال، وشعرت بأن هذا الميدان يلائم شخصيتها وطموحاتها، فتحقّق الحلم بالتحاقها بكلية الإعلام والاتصال، وهي الآن تدرس ماستر تخصص إذاعة وتلفزيون، وقالت عساس «لا أعلم ماذا يخبئه لي المستقبل، فأنا أسير خطوة خطوة وأترك الأيام هي التي تحدّد لي وجهة عملي، حاملة سلاح الثقة في النفس والتعلم اليومي، الذي سيزيدني دون شك تطورا، ويفتح لي الأبواب لولوج عالم الشغل بنجاح».
وفيما إن كان قد اعترضتها مشاكل، أفادت عساس أن العائق الوحيد كان نفسيا أكثر منه مادي أو شيء أخر، وقد تمكنت من التغلب عليه بالإرادة القوية والتسلح بالثقة العالية في النفس، وهو أساس نجاح أي فرد ـ حسبها ـ لأن الأمور المادية تأتي بعد ذلك.

الممارســـــــــة اليوميــــــة سرّ اتقـــاني للغـــــات الأجنبيـــــــة
اعتبرت عفاف عساس، أن سرّ إتقانها للغات الأجنبية خاصة الانجليزية يعود للممارسة المستمرة والمحيط الذي ساعدها على التحدث الدائم بها، مشيرة إلى أنها لم تأخذ دروسا ولم تسافر إلى الخارج، فمن خلال الاحتكاك والتواصل مع الجزائريين والأجانب في السفارات وداخل مختلف الفضاءات، والنقاش مع أعضاء برنامج نموذج الأمم المتحدة، تمكنت من التحكم في اللغة الانجليزية بشكل جيد. وتعتقد عساس أنه من خلال احتكاكها بالشباب الجزائري توصلت إلى نتيجة مفادها أن هذه الفئة تتقن جيدا اللغة الانجليزية ومتمكنة منها رغم أن الكثير منهم لم يقتحموا مدارس متخصصة أو تنقلوا للخارج، لكن بحب هذه اللغة والممارسة المتواصلة، استطاعوا أن يتعلموها وينطقوها بشكل سليم، مؤكدة أن الشاب الذي يريد تطوير قدراته في هذه اللغة عليه إيجاد محيط يتحدث الانجليزية فقط.

علــــــــى الشبــــــــــاب استغــــــــــلال الفــــــــرص لتحقيـــــــــــق طمــــــوحاتهم
ترى عفاف عساس، أن أفضل نصيحة تقدمها للشباب هي أن يثقوا في أنفسهم وقدراتهم، واستغلال مختلف الفرص التي تسمح لهم بتطوير معارفهم وصقل مواهبهم والحصول على خبرات وتجارب مهنية جيدة، مشيرة إلى أن الفرص تأتي لكن الشباب في بعض الأحيان لا يستغلها ولا يعيرها أي اهتمام، فتضيع منه وقد يفرط حينها في خطوة قد تساعده على تحقيق الطموحات، داعية الشباب إلى أن يشغل وقته في الحصول على معارف تطبيقية خارج المنزل والجامعة، ستفتح له لا محال أبواب النجاح وسيشعر مع مرور الوقت بأن حياته تغيرت نحو الأفضل والأحسن، وأنه اكتسب تجارب وأشياء لم يتخيلها، ملحة على ضرورة تجنب الاختفاء وراء مبررات واهية كعدم وجود الوقت مثلا أو التعب، لأن البحث عن النجاح وتحقيق الأهداف يتطلب التضحية والجهد المتواصل والثقة في النفس وتنظيم الوقت.

الجامعــــة الجزائرية لا تعـــــــــــــير اهتمامــــــــــــــــــا للجانـــــــب التطبيقــــــي
أشارت عفاف عساس، إلى أن الجامعة الجزائرية تهمل الجانب التطبيقي، وتركز فقط على الجانب النظري، وهو ما يؤثر سلبا على الطالب بعد تخرجه، وعند اقتحامه لعالم الشغل يجد صعوبة كبيرة في ممارسة مهنته ويشعر مع مرور الوقت بأنه محدود الإمكانيات والقدرات، وكل هذا يعود إلى غياب التأطير والتوجيه التطبيقي في الجامعة الجزائرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024