هـذا النوع من الرياضـة لم ينـل الاهتمـام
أكد ياسين عزوز، أن فوزه بأول بطولة وطنية لرياضة الفريستايل فتح له المجال للبروز والظهور، وشجّعه على مواصلة المشوار في هذه اللعبة، التي اعتبرها مهمشة في الجزائر ولا يجد ممارسوها الدعم والتشجيع والفضاءات لتطوير إمكانياتهم فيها، مشيرا في هذا الحوار مع “الشعب” إلى أنه يسعى لتمثيل الجزائر في مختلف التظاهرات والبطولات الإقليمية والدولية ولم لا التتويج بها.
-«الشعب”: نود التعرف عليكم ؟
ياسين عزوز: أنا طالب جامعي تخصص علوم اقتصادية، من مواليد 1 جانفي 1992 بالبويرة، لاعب الفريستايل منذ تقريبا ستّ سنوات، حائز على بطولة الصومام في هذه الرياضة صنف كرة القدم، وبطل الجزائر مرتين متتاليتين، وكنت ضمن الخمسة الأوائل في بطولة العرب بمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، مقيم بماليزيا منذ حوالي سنة ونصف، أشرف على تدريب تلاميذ المدارس الخاصة في كرة القدم والفريستايل.
- كيف كانت بدايتكم مع الفريستايل؟ هل هو حلم الطفولة أم كان للمحيط والعائلة دور في ممارستكم لهذه الرياضة؟
حبي وعشقي لكرة القدم منذ الصغر كان عاملا أساسيا في ممارستي لهذه الرياضة، رغم أني لم أكن أتوقع يوما أن أصبح لاعب الفريستايل، فقد كنت أنشط بنادي لكرة القدم بالبويرة في منصب وسط الميدان، لعبت به في جميع الأصناف إلى غاية الأكابر، لكني توقفت ولم أواصل المشوار لأن وضع الكرة ببلادنا مع الأسف جدّ متعفّن وغير محفز على بدل الجهد والنجاح، وتتحكم فيه أمورا غير رياضية. فقد تعرضت لإصابة على مستوى الرجل اليسرى لما كنت أدرس سنة أولى جامعي، حينها قررت رفقة الوالدين تطليق ممارسة كرة القدم، والتركيز فقط على رياضة الفريستايل التي وجدت فيها راحتي، بحكم امتلاكي لمؤهلات ومواصفات اللعبة وحركاتها القاعدية المختلفة.
- كنتم أول بطل للجزائر في الفريستايل صنف كرة القدم، ماهي الأشياء التي أضافها لكم هذا التتويج؟
مثل ما يقال عندما تغلق باب في وجهك تفتح باب أخرى أمامك، حيث لم يكتب لي مواصلة المشوار في كرة القدم، فوجدت نفسي بعد سنة تقريبا من بداية ممارستي للفريستايل مشاركا ومنافسا على أول بطولة وطنية لهذه الرياضة، ثم متوجا بالمرتبة الأولى، فكان فوزا مشجعا ورائعا، سمح لي البروز والظهور على الساحتين الوطنية والعربية وحتى الدولية، وأصبحت معروفا، ما فتح لي الأبواب للقيام بنشاطات واستعراضات مختلفة داخل وخارج الوطن، وتمّ استضافتي في حصص تلفزيونية وإذاعية في الجزائر والمغرب وتونس، وهو الأمر الذي ساعدني أكثر على العمل ومواصلة المشوار بثبات.
- ما هي طموحاتكم؟
هدفي الحالي هو التعلم أكثر وإبداع أسلوب خاص بي في رياضة الفريستايل، ومستقبلا أطمح لتمثيل بلدي في مختلف المنافسات الدولية.
- ما الأسباب التي جعلتكم تنتقلون للعيش بماليزيا ؟
اخترت العيش بعيدا عن بلدي لأني أردت نوعا ما التحرّر والسفر بحثا عن فرص أخرى واكتشاف العالم أكثر، وبالخصوص الاحتكاك بأشخاص ورياضيين في الفريستايل من دول أخرى، وهذا يدخل كله في السعي نحو تطوير موهبتي في هذه اللعبة. وقع اختياري على ماليزيا للعيش بها لأنه بلد متطور ومسلم، الحياة المعيشية فيه أقل غلاء، الناس هنا طيبون وليسوا عنصريين، والطقس جميل على مدار السنة، والأهم أنه بلد يتوفر على كل الوسائل والإمكانيات والفرص للنجاح والتطور.
- كيف ترون واقع رياضة الفريستايل بالجزائر؟
فيما يخصّ مستوى رياضة الفريستايل بالجزائر هناك تطور ملحوظ وظهور شباب لهم قدرات وإمكانيات هائلة، لكن فيما يخص التظاهرات والمنافسات مع الأسف يمكن القول إنها شبه منعدمة، عكس مثلا هنا بماليزيا المنافسات والتظاهرات والبطولات يومية، وفي بعض الأحيان يستدعونني لأكون ضمن طاقم لجنة التحكيم، لذلك نجد مستوى ممارسي هذه اللعبة بهذا البلد جدّ مرتفع.
بالمقابل في الجزائر من الصعوبة بمكان لرياضيي الفريستايل تطوير قدراتهم، لكثرة العراقيل التي يجدونها في مشوارهم، كما تنعدم مضامير وأمكنة التدريب والمنافسة، هذا إلى جانب أن أدوات ممارستها تباع بأسعار مرتفعة جدا خاصة الكرة والأحذية، بالإضافة إلى غياب التحفيز والتشجيع، فعلى سبيل المثال لما أفوز ببطولة لا تمنح لي هدايا وجوائز وشهادات.. ولا يوجد دعم لا من الهيئة الوصية ولا من السلطات المحلية، كل ما في الأمر أنها وعود كاذبة ولا يوجد شئ ملموس، فلم أجد إلا الدعم والتشجيع الذي ألقاه من طرف الوالدين والأصدقاء.
- ما النصيحة أو الرسالة التي توجهونها للشباب الذين يريدون النجاح في رياضة الفريستايل؟
النصيحة الوحيدة التي يمكنني تقديمها لهم هي التدرب والتدرب ثم التدرب، لأنها السرّ الوحيد للنجاح والتألق والتتويج بالبطولات، كما أنصحهم بعدم الاهتمام والاستماع لما يصدر عن الأشخاص السلبيين، وأن يضعوا الثقة في أنفسهم.