الديوان الوطني للخدمات الجامعية لا يؤدّي دوره وإصلاحه ضرورة حتمية
اعتبر عطا الله مراح، عضو المكتب الوطني للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، أنّ الدخول الجامعي جرى في ظروف جيدة، مرجعا ذلك إلى التحضيرات المكثّفة التي سبقته ومعالجة كل كبيرة وصغيرة، وهي تحضيرات حرصت عليها الهيئة التنفيذية وجسّدت في الميدان، وزاد في هذه الديناميكية ما قام به وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، الذي أقحم الشركاء الاجتماعيين في هذه العملية. ودعا مراح في هذا الحوار مع “الشعب” إلى رفع منحة الطالب وتحسين الخدمات الجامعية، خاصة فيما يتعلق بظروف الطلبة داخل الإقامات التي يوجد البعض منها في حالة سيئة ولا تنتظر المزيد.
❊ الشعب: كيف تقيّمون الدخول الجامعي هذه السنة؟
❊❊ عطا الله مراح: سجّلنا ارتياحا كبيرا في العديد من الجامعات، وهذا راجع إلى التحضيرات المكثّفة وما قام به الوزير الطاهر حجار من جهود لتجاوز اختلالات الأعوام السابقة، مقحما الشركاء الاجتماعيين في العملية ومرافقتهم الإدارة والتسهيل لهم أثناء الدخول الجامعي، لكن بعض رؤساء الجامعات لم يؤدوا واجبهم وضربوا التعليمات عرض الحائط، ممّا أدى إلى نوع من الفوضى داخل بعض الجامعات، كما أن الطريقة الإلكترونية في التسجيلات عكّرت نوعا ما صفو الأجواء، حيث واجه الطلبة الجدد في اليومين الأولين للتسجيلات العديد من الصعوبات خاصة فيما يتعلق بالولوج للموقع المخصص، وهذا ما أدى إلى التأخر في التسجيلات لكن سرعان ما تمّ تدارك الأمر، هذه الطريقة في التسجيل لها إيجابيات، حيث ستقضي على المحسوبية وضمان لكل ذي حق حقه.
❊ ستعقد في الأيام القادمة ندوة خاصة بالخدمات الاجتماعية، ما هي مقترحاتكم؟
❊❊ من وجهة نظرنا نعتقد أنه من الأنسب حل الديوان الوطني للخدمات الجامعية، طالبنا وما زلنا نطالب بهذا ونتمسّك به في الندوة الوطنية التي تنظم الأيام المقبلة، وسنعقد اجتماعا لرؤساء المكاتب الولائية تحضيرا لها، لأن اقتراحاتنا مبنية على ما تتمخض عنه اللقاءات والحوارات مع قاعدة التنظيم الطلابي الذي نمثله.
❊ المشكل الذي يؤرق الطالب كل موسم هو حال الكثير من الإقامات الجامعية السيء، هل تعتقدون أن الحل يكمن في حل الديوان أم أن هناك أمورا أخرى يجب تغييرها؟
❊❊ حسب اعتقادنا أن الديوان الوطني للخدمات الجامعية أثبت فشله، فمنذ إنشائه وهو يستنزف الأموال الطائلة دون أن يحدث تحسّنا في الخدمات، لذا طالبنا ونطالب دوما بحلّه وجعله قِسما تابعا للوزارة أو إرجاعه إلى عهده السابق لتسهل مراقبته.
نحن نعمل حسب قاعدة مكان جيد يساوي عطاء جيد، وعليه إذا وجد الطالب الجو الملائم والمناسب للدراسة سيتمكن من تحصيل علمي جيد والعكس صحيح. وكقيادة وطنية أرسلنا تعليمة للمكاتب الولائية، مفادها تشكيل خلايا ولجان لمراقبة الدخول الجامعي سواء في الشق البيداغوجي أو الاجتماعي، حيث وصلتنا تقارير سوداء عن كثير من الإقامات التي تعاني من الإهتراء ولا تصلح للعيش الكريم، ومن بين هذه الإقامات التي تصدرت المشهد على الساحة الوطنية وصنفت الأولى ضمن قائمة الخطر، الإقامة الجامعية بوشريط لشخم بالأغواط، التي قمنا بزيارتها فوجدناها في حالة سيئة، وقد قمنا بتقرير مصوّر وهو اليوم بين يدي الوزير.
عندما نتحدّث عن إقامة جامعية بأنّها تشكّل خطرا على حياة الطالب، فنحن نعي جيدا ما نقول، حيث أخذنا هذه الإقامة على سبيل المثال لا الحصر، لذا وجب غلق مثل هذه الإقامات وإعادة ترميمها دون أن يكون الطالب مقيما بها، تجنّبا للفوضى والهلع أوساط الطلبة.
❊ البعض خرج علينا بتصريحات تدعو إلى إصلاحات بقطاع التّعليم العالي، منها فتح المجال لإنشاء جامعات خاصة، وخوصصة الخدمات الاجتماعية، ما هو موقف اتحادكم؟
❊❊ يجب علينا أن نكون على دراية شاملة وكاملة لمفهوم الخوصصة. نحن لم نطالب يوما بخوصصة القطاع، ولم نشعر بأنّ هناك إرادة سياسية لذلك، كل ما في الأمر أنّنا طالبنا بتغيير طريقة دعم الطالب، لأنه لا يخفى على أحد الكم الهائل من الأموال المخصّصة للطالب التي لا يستفيد منها على أكمل وجه، حيث لا تتجاوز نسبة الاستفادة الـ 10 %، رغم أن هناك عدة طرق للقيام بذلك مثل زيادة المنحة للطالب وغيرها من المتطلبات والحاجات الجامعية.
❊ بالنّسبة للمنحة الجامعية، هل ترون أنّها تستجيب لتطلّعات الطّالب أم يجب رفعها؟
❊❊ طبعا هي غير كافية مقارنة بالميزانية المخصّصة للطالب، لذا نرى أنه من الواجب جعلها تمنح بصفة شهرية أو على الأقل رفعها.
❊ ما هي أولويات الاتحاد هذا الموسم ؟ وهل ترون أن التّنظيمات الطلابية تقوم بدورها المنوط بها؟
❊❊ بالنسبة للاتحاد، من أهم أهدافه هذا الموسم المحافظة على بعض المكتسبات التي قام بتحقيقها كالماستر عن بعد وغيرها. أما عن سؤالكم حول دور التنظيمات، هناك من هي في المستوى المطلوب، وهناك من لا تمت بصفة لأخلاقيات التنظيم. كاتحاد نسعى دوما لغرس روح الوطنية وتكوين جيل قادر على مجابهة التحديات، ولا نشجّع على احتكار المناصب مثل ما هو معمول به في تنظيمات أخرى، حيث يوجد من هم مازالوا في المكتب الوطني 10 سنوات، وهؤلاء لا يمكن أن نطلق عليهم حتى اسم طلبة، غاياتهم وأهدافهم معروفة.
وكقيادة وطنية نحثّ دائما المناضلين على المحافظة على سمعة تنظيمنا، الذي ورثناه على يد مجاهدين شرفاء وقيادات ذاع صيتها عبر التاريخ، فالاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين الذي أخذ اعتماده بدم الشهداء، لا نقبل أن يمثّلنا أي أحد يحيد عن الخط الأصيل. لدينا نظام داخلي، أول ما يشد الانتباه فيه عند قراءته، الحث على المحافظة على صورة الاتحاد الجيدة.
❊ ما هي الرّسالة التي يمكن أن توجّهونها للطّالب الجامعي؟
❊❊ على الطالب وضع نصب عينيه شهادته، وألاّ يتخرّج من الجامعة خالي الوفاض، ويتحلّى بالصبر لأنه سيصادف عقبات في طريقه، خاصة بالنسبة للطلبة الجدد الذين سيقتحمون عالما جديدا مليئا بالتحديات. كما أنصحهم بالانخراط في صفوف الاتحاد لضمان تكوين جيد.