فاز ببطولتي العرب للذّاكرة، راسين لـ «الشعب»:

التّتويج منحني ثقة انتزاع بطولة العالم مستقبلا

حاوره: محمد مغلاوي

أكّد يحيى نصر الدين راسين أنّ التّتويج ببطولتي العرب للذّاكرة 2015 و2016 منحاه ثقة غير عادية في النفس والحياة بصفة عامة، وجعلاه يحس بشعور خاص وهو يتفوق على عقول من مختلف الدول، موضحا أن هدفه المستقبلي هو الحصول على البطولة العالمية ومساعدة الغير على تقوية ذاكرتهم، مشيرا في هذا الحوار مع «الشعب» إلى أنّ الذاكرة هي تقنيات أكثر منها معلومات، يتعلّمها الفرد ويبدع فيها، فتتطوّر مع مرور الوقت عبر تمرين يومي لتصبح لديه منهجية خاصة به.
الشعب: نود التعرف عليكم؟
❊❊ يحيى نصر الدين راسين: أنا من مواليد 28 سبتمبر 1٩91، بمدينة مهدية ولاية تيارت، بطل الجزائر والعرب في الذاكرة عامي 2015 و2016، ممثل الجزائر في بطولتي العالم 2014 و2015، حائز على المرتبة الثامنة عالميا وماستر بطولة العالم بالصين، مدرب في التنمية البشرية والذاكرة، ومدرب برنامج تعلم اللغة الإنجليزية في ستة أيام بحفظ 1000 كلمة في اليوم، درست أدب عربي بالمدرسة العليا للأساتذة، وحاليا أنا أستاذ الأدب العربي بثانوية المهدية.
❊ ماذا يعني لكم الفوز ببطولتين عربيتين متتاليتين للذّاكرة ؟
❊❊ فعلا، فقد منحني التّتويج بالبطولتين ثقة غير عادية، لأنّ مجال الذاكرة مجال عقلي وليس رياضي، فلما تجد نفسك في مسابقة عربية وعالمية تتنافس مع عقول من مختلف البلدان يجعلك تشعر بشعور خاص غير طبيعي، فما بالك لمّا تتوّج، فقد أعطاني الفوز بالدورتين ثقة كبيرة في النفس والحياة بصفة عامة.
❊ ما هي طموحاتكم في بطولة العالم للذاكرة 2016؟
❊❊ هدفي الفوز بالبطولة، فبعد تجربة أولى بالصين حصدت فيها المركز الثامن، سأحاول هذا العام التتويج بالبطولة العالمية التي ستمنحني أشياء كثيرة وقوة أخرى، وأصبح قدوة للشباب حتى يستطيعوا التسابق في مجال العقل وليس في الرياضة فقط، وحتى يقتنعوا بأنهم قادرون للوصول إلى أهداف أسمى في العلم والتعلم، كما أن التتويج ببطولة العالم ــ إذا حصل ــ سيساعدني أكثر على إعانة الناس في مجال الذاكرة وحفظ القرآن الكريم والدروس واللغات..إلخ.
❊ من خلال احتكاككم بمشاركين من أجناس أخرى، كيف ترون الفرق بين الشباب الجزائري ونظيره في باقي الدول في مجال الذاكرة؟
❊❊ الجزائريون أقوياء في الذاكرة على الصعيد العربي، وهذا ما لاحظته مؤخرا، حيث يملكون قوة غير عادية وأحسن من نظرائهم في العديد من البلدان، يحتاجون فقط إلى تنميتها وتطويرها بشكل مستمر.
❊ بطولة الجزائر للذاكرة كانت مبادرة شخصية من الأستاذ رياض بن صوشة، وحقّقت نجاحا، كيف يمكن لمثل هذه المبادرات أن نعمّمها على باقي المجالات تشجيعا للكفاءات الشبانية؟
❊❊ ينقصنا شيئين هما المبادرة والدعم، فالشباب لابد أن تكون لديه أفكار ومبادرات جديدة، فمثلا الأستاذ رياض بن صوشة أطلق مبادرة بطولة الجزائر والعرب للذاكرة ونجحت رغم نقص الإمكانيات، لذلك نحتاج إلى مبادرات جديدة وأيضا إلى دعم، فعندما يغيب الدعم أكيد الوصول إلى الهدف يكون بشكل أبطء، لكن لو يتوفر الدعم من مختلف الجهات فالوصول إلى الهدف يصبح بشكل أسرع ويعطي نتائج مباشرة. فالشاب عليه أن يترك تأثيرات الظروف والبيئة التي تحيط به جانبا، ويسعى ويبادر إلى إنجاح فكرته، وتجسيد مبادراته المختلفة، ويستغل الفرص حتى يصنع لنفسه اسما، وبالتالي سيحصل على الدعم لاحقا، فبمجهود شخصي وإمكانيات بسيطة جدا، يستطيع أن يصبح مميزا في أي مجال، وهو ما يجلب له لاحقا التشجيع والدعم اللازمين.
❊ بودّنا معرفة سرّ نجاحكم في مجال الذّاكرة؟
❊❊ الذّاكرة هي تقنيات أكثر منها معلومات، يقبل الراغب في تقوية ذاكرته على تعلّمها، ثم يبدع فيها فتتطوّر مع مرور الوقت عبر تمرين يومي، لتصبح لديه منهجية خاصة به.
بالنسبة لي الفضول كان دافعي لهذا المجال، وتعرّفت على مسابقة الذاكرة في 2013، ومنذ ذلك الحين تغيّرت نظرتي للأشياء وأصبحت الذاكرة جزء من حياتي، فهي أعطتني نظرة خاصة للحياة بصفة عامة. ففي مجال الدراسة قوة الذاكرة جعلتني أرى التعلم بشكل أخر وبطريقة مختلفة، وحفظت القرآن الكريم واللغات والأرقام والمعلومات بشكل خارق للعادة، وبالتالي حياتي كلها أصبحت تختلف عما كانت عليه في السابق، وتملكت نمط حياة خاص بي. هذا هو السر الذي جعلني أتفوق فيها نوعا ما.
❊ ما هي في رأيكم شروط تقوية الذّاكرة؟
❊❊ قوة الذاكرة هي مفتاح كل العلوم، نحتاجها في كل المجالات لتخزين المعلومة، فكل مهارة يراد إدخالها للعقل الذاكرة مسؤولة عنها. وأي إنسان مهما كان سنّه ومستواه بإمكانه تعلم تقنيات الذاكرة، فهو يحتاج فقط إلى التخلي عن بعض القناعات الخاطئة، منها على وجه الخصوص تكسير النظرية التي تقول أن الحفظ يعتمد على التكرار أو قراءة الأشياء مرات عديدة، لأن قوة الذاكرة كما قلت هي تدريب يومي لمدة معينة، يجعل الشخص أكثر قوة على حفظ الأشياء، وبالتالي تصبح لديه ذاكرة قوية.
❊ تقومون بدورات في تعلّم اللغة الإنجليزية في 6 أيام وحفظ 1000 كلمة في اليوم، ما هي أنجع الطرق لإتقان أي لغة في رأيكم؟
❊❊ أولا الإرادة هي أهم شيء في حفظ وتعلم أي لغة، ثم لابد من سلك المسار الصحيح لإتقانها بالشكل الجيد، دون اللجوء إلى طرق معوجة وملتوية كما يفعل البعض، فمعرفة الطريق والمنهج الصحيح لتعلمها هو نصف نجاح، يبقى في الأخير عامل اللجوء إلى معرفة الأصل في تلك اللغة والذهاب إلى المصدر الحقيقي حتى يكون الحفظ أكثر قوة.
❊ هل من نشاطات ستبادرون إليها في المستقبل؟
❊❊ أقوم بدورات ومحاضرات مستمرة في أغلب الولايات وفي مختلف الهياكل والمؤسسات التعليمية والثقافية، وأنا في الخدمة لكل مبادرة أو نشاط في مجالي الذاكرة والتنمية البشرية، وبمدينة الأغواط سأشرف على دورة الذاكرة الخارقة يومي 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2016 تقدم فيها أكثر الاستراتيجيات فعالية في مجال الذاكرة (الكلمات، الأرقام، الأسماء، الوجوه..).
❊ ما هي طموحاتكم الشّخصية؟
❊❊ كل إنسان يريد أن يكون متفوّقا في مجال معين، وأنا اخترت أن أكون متفوّقا في مجال الذاكرة، حتى أبقى مركّزا طوال الوقت نحو هدف واضح، وألاّ تكون أفكاري عائمة كأحلام. وكما قلت سابقا أطمح لأن أكون بطلا للعالم، وهدفي الأسمى هو مساعدة الغير في هذا المجال متى كانت حاجتهم لذلك.
❊ ما هي الرّسالة التي توجّهونها للمسؤولين؟
❊❊ كغيري من الشباب المتفوّقين في عدة مجالات، نحتاج من المسؤولين الدعم والالتفاتة، فلما نجد من يقدّر جهودنا ويعير اهتمامه للمقدرة التي نمتلكها، والتعب الذي ينال منا من أجل العلم والدراسة ورفع الراية الوطنية في المحافل العالمية، هذا يشجّعنا ويساعدنا في الوصول إلى الأهداف بسرعة.
❊ كم من لغة تتقنونها؟
❊❊ أتقن اللغتين العربية والإنجليزية، وهدفي أن أكون متعدد اللغات.
❊ بعيدا عن الذّاكرة والتّعليم، ما هي الهوايات التي تمارسونها؟
❊❊ كنت من هواة الرسم، حيث شاركت في عدة مسابقات محلية للرسم، كما أملك ديوان شعري قصير في 2008. أمارس رياضة فوفينام فيات فوداو وتحصّلت على المرتبة الثانية وطنيا في هذه الرياضة القتالية، هذا إلى جانب أني أشارك في مسابقات حفظ القرآن وتجويده.
❊ كأستاذ ثانوي، كيف تنظرون إلى واقع التّربية ومستوى التّلميذ ببلادنا؟
❊❊ لابد أن نعترف بأنّ هناك أمورا إيجابية وأخرى سلبية في قطاع التربية، فالمعلومات مع الأسف تصل بشكل خاطئ للتلميذ، الذي أصبح يطلع على العالم الخارجي بشكل كبير من خلال الوسائط المختلفة خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تغريه كثيرا السرعة والتطور الحاصل في مجال التعليم بتلك الدول، فتجده يقارن بين المقررات والمناهج الدراسية الموجودة هناك وبما هو موجود في الجزائر، فيحصل تناقضا، ويصبح يرى طرق التعليم ببلادنا على أنها لا توافق السرعة الحاصلة في العالم وأنها قديمة جدا. لذلك نحتاج إلى تغيير في وسائل التعليم، ومن الضروري أن نطورها بشكل يوافق السرعة والإبهار والحداثة. فالتلميذ أو الطالب يملك طاقة غير عادية، يحتاج فقط إلى من يسير تلك الطاقة بشكل جيد، وإلى من يوجّهها ويستغلها حتى تعطي ثمارها.
❊ هناك من يدعو إلى جعل الإنجليزية لغة أجنبية أولى في الجزائر، ما رأيكم؟
❊❊ هي مجرّد شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، لأن تعلم اللغات الأجنبية لا يحتاج إلى تصنيف أو ترتيب، فكل الوسائل متوفرة لتعلم أي لغة في العالم، وكل شخص له الحرية في إتقان لغة على حساب لغة أخرى، ضروري أن نبتعد عن مثل هذه النقاشات الجوفاء التي لا تفيد، لأن لا أحد يمكنه فرض تعلم لغة معينة على الناس، فكل فرد حر وليس هناك عائق يمنعه من تعلم لغة معينة في ظل توفر كل الوسائل لذلك.
❊ هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ أشكر جريدة «الشعب» على هذه الالتفاتة الطيّبة، أنا جد مسرور بهذا اللّقاء الذي سيشجّعني فعلا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024