الناشط الجمعوي عبد الكريم أوعابد، لـ ”الشعب”:

على الشبـاب الاستلهام من نضـال الثـوار

محمد مغلاوي

 معرفة التاريخ الوطني يجعل الجيل الحالي أكثر اعتزازا بوطنه

اعتبر الناشط الجمعوي، عبد الكريم أوعابد، أن دراسة التاريخ الوطني يجعل الشباب أكثر اعتزازا بوطنه وماضيه، ويفهم حاضره ويستعد لمستقبله، داعيا هذه الفئة إلى تعلم ومعرفة وتقصي الحقائق التاريخية التي عاشتها الجزائر، لإكمال مهمة النهوض بالوطن وإتمام ما قام به المجاهدون، الذين كان جلهم شباب على قدر من الوعي بالواجب الوطني التحرري.
قال أوعابد لـ«الشعب”، أن يوم المجاهد الموافق لـ20 أوت، هو رمز ومحطة بارزة، من الأيام الخالدة في تاريخ الجزائر “نعتز به كشباب كونه من أهم الأحداث التي عاشتها الثورة وكان أحد أسباب نجاحها”، مشيرا إلى أن ذكرى هجومات الشمال القسنطيني تعود بنا إلى أحد أهم إنجازات الثورة التي كسرت شوكة فرنسا، وأعطت للقضية الجزائرية بعدا دوليا، كما غيّرت نظرة فرنسا تجاه الثوار، فهذه الهجومات بقيادة البطل زيغود يوسف ومجموعة من المجاهدين ـ يقول أوعابد ـ كان هدفها كسر الحصار عن منطقة الأوراس ونشر الثورة في ربوع الوطن، وإشراك الشعب في المعركة، تجسيدا لمقولة الشهيد زيغود الشهيرة “أرموا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب”.
وذكر أوعابد خريج جامعة مولود معمري بتيزي وزو، تخصص بنوك وأسواق مالية، أن ذكرى انعقاد مؤتمر الصومام سنة  1956”نستذكرها أيضا باعتزاز وفخر فهي التي جاءت بعد سنتين من اندلاع الثورة، حين اجتمع قادة الثورة لتقييم وضع الثورة بعد الهجوم الذي وقع سنة 1955، الذي أعطاها نفسا جديدا”. كما أوضح أوعابد أنه من الأهمية بمكان إبراز ذلك الاجتماع، الذي كان يهدف إلى تنظيم صفوف الثورة عسكريا وسياسيا وتوصيل القضية الوطنية إلى الرأي العام العالمي، وهو ما تحقق بالفعل، حيث تم برمجة القضية في أشغال هيئة الأمم المتحدة.
وحول اهتمام الشباب بالتاريخ الوطني، أكد أوعابد ابن مدينة برج منايل، أنه “في زمن التكنولوجيا والتطور الذي نعيشه، أصبح التاريخ من الأمور المنسية، فشباب اليوم إن وجهت له سؤالا في الرياضة أو في التكنولوجيا سيجيبك قبل أن تنهي سؤالك، وقد يدخل معك في نقاش في جميع المجالات، لكن للأسف إن وجهت له سؤالا في تاريخ الجزائر فإنه يجهل الإجابة عنه، فأغلب الشباب لا يعرف من التاريخ إلا اندلاع الثورة واستقلال الجزائر، وهذا أمر مؤسف لأنه من واجب الشباب اليوم أن يتقصى ويبحث عن حقائق تاريخ الجزائر الكاملة، خاصة بعدما ترددت مطالب من هنا وهناك من أجل تصحيح التاريخ الوطني”.
ووجه أوعابد بالمناسبة رسالة إلى الشباب، حيث قال “أوصيهم ونفسي بالتعلم ومعرفة وقائع وأحداث تاريخ الجزائر، وعلينا ألا ننشغل فقط بحاضرنا ونهمل الماضي، وفي المقابل لا نكتفي فقط بالتفاخر بما فعله أجدادنا، بل علينا كتابة قسطنا من التاريخ، حيث لا يخفى على أحد أن جل المجاهدين كانوا من الشباب على قدر من الوعي بالمسؤولية الوطنية، فأتموا واجبهم التحرري، لذا علينا مواصلة مهمة النهوض بهذا الوطن وهذا لا يكون إلا بالوعي، الذي لن يتأتى إلا بالعلم والتعلم”.
واعتبر أوعابد أن من بين أسباب عدم اهتمام الشباب بتاريخ وطنه تضارب الروايات عن الأحداث التي وقعت، “فمثلا نجد رواية في المقرر الدراسي لا تتطابق مع الروايات الني يقصها المجاهدون الذين عايشوا تلك الأحداث، هذا التضارب جعل بعض الشباب مع الأسف يشك في بعض الوقائع التاريخية، لذا على المؤرخين والمجاهدين تحمل مسؤولياتهم تجاه الشباب، المطالب بتقصي وتحري ما جرى وعدم الاكتفاء بما هو موجود”.
واستغل أوعابد الفرصة للترحم على أرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا النفس والنفيس من أجل أن تعيش الجزائر حرة أبية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024