أصغر عضو هيئة تدريس بقسم الإعلام بجامعة قالمة خيروني مسلم لـ «شباب بلادي»:

النجـــــــاح يبدأ بالتكويـن الــذاتـي ومعــــه تتحقيـــق المزيــد من الإنجــازات والفــــرص

حوار: جلال بوطي

يرتبط اسمه بهيئة التدريس بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة، وسنه لا يتجاوز السادسة والعشرين من عمره، قضاه في طلب العلم والبحث عن المعرفة، مسلم خيروني هو واحد من الشباب الجزائري الطموح الذي رسم معالم نجاحه داخل أسوار الجامعة وهو أصغر أستاذ، فضلا عن انتخابه هذه السنة رئيسا للجنة شبكات التواصل الاجتماعي بالمنتدى الجزائري للإعلاميين الشباب يفتح قلبه لصفحة “شباب بلادي” في هذا الحوار.
يفتح الشاب مسلم خيروني 26 سنة قلبه في هذا الحوار مع “الشعب” ضمن صفحة شباب بلادي للحديث عن يومياته في الجامعة التي يدرس به حاليا وعن النشاطات التي يقوم بها ضمن لجنة شبكات التواصل الاجتماعي بالمنتدى الجزائري للإعلاميين الشباب المنزوي تحت لواء أكاديمية المجتمع المدني الجزائري.
 “الشعب”: حدثنا عن بدايتك قبيل الإنضمام لعالم التدريس في قسم الإعلام والاتصال بجامعة قالمة؟
خيروني مسلم: خطواتي الأولى كانت قبل الالتحاق بهيئة التدريس في الجامعة حينها كنت طالبا بقسم علوم العلام والاتصال بجامعة قالمة وكنت حينها شغوفا بعالم الصحافة والإعلام وكانت لدي رغبة كبيرة في خوض هذا الميدان، فالنجاح في اعتقادي يبدأ مع التكوين الذاتي لتحقيق المزيد من الإنجازات والفرص في حياة الإنسان بصفة عامة والشباب على وجه الخصوص.
تمتعي بمهارات عالية في الجانب التقني على غرار المونتاج والتصوير الفوتوغرافي، هو ما جعلني حسب الأصدقاء محل أنظار الأساتذة وكان ذلك منذ سنة 2010 حينها إلى غاية تخرجي من الجامعة في سنة 2013 بعد أن واصلت دراستي ما بعد التدرج في التعليم العالي ماستر2 تخصص تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمجتمع.
قلت أنك كنت معروفا في الساحة الجامعية بنشاطك اليومي، هل هذا ما ساهم في نجاحك؟
بالطبع انضمامي الأولي كان بعد طلب رئيس قسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة 08 ماي 1945 قالمة الذي أكن له احتراما كبيرا على تقدير مجهودي العلمي وهذا دليل على رد الجميل منه لما كنت أقوم به أثناء مرحلتي الدراسية.
كان لنشاطي الدائم مع الكلية في تنظيم الملتقيات العلمية الوطنية منها والدولية وحتى الأيام الدراسية دافعا قويا للإعجاب بي، ولم يكن هذا فقط، بل المستوى العلمي يبقى هو الدافع الوحيد الذي جعلني انضم إلى مجال التدريس، فالعلاقات اليومية مع الأساتذة وأهل العلم مكنني من ربط شبكة علاقات متميزة في بيئة علمية تسمح لك بمزيد من النجاح والتطلع إلى ما هو أرقى.
باعتبارك أصغر أستاذ ضمن هيئة التدريس بقسم الإعلام، هل واجهتك صعوبات أثناء أداء مهامك في البداية؟
الصعوبات هي طريق النجاح في كثير من الأحيان، فتقارب سني مع أغلبية الطلبة كان هو العائق الوحيد لاسيما وأن هناك طلبة يفوقونني سنا وهذا يتطلب عملا كبيرا في كيفية التعامل معهم في بداية الأمر، لكن الصعوبات التي واجهتها أنا لم تكن صعوبات بالمعني الحقيقي، فبالنسبة لي كانت تلك المشكلة بمثابة خطوات لبذل جهد اكبر لمواجهتها وحافز قوي لمعرفة رغبات الطلبة الذين هم شباب مثلي في كل حال، فالتواصل الجيد معهم والخبرة التي اكتسبتها ضمن مشواري الدراسي في فن التعامل مع الآخر مكنني من تجاوز هذا العائق، بل أصبحت أفضل قضاء يومي في الجامعة أكثر من أي مكان آخر.
فبقدر ما يكون فهمك لما يجول في خاطر الطلبة يمكنك ذلك من بلورة منهجية تدريس تمكنك فيما بعد من التعامل الجيد معهم خاصة مع صغر سني مقارنة بالأساتذة الآخرين، عامل السن لم يعد حائلا بيني وبين الطلبة الذين يحترمونني ويقدرونني أكثر ما خلق جوا علميا رائعا كانت نتائجه واضحة على نتائج الطلبة.
ما هي المقاييس التي تدرسها وكيف تتعامل مع الطلبة؟
درست خلال مشواري عدة مقاييس تناسب تخصصي وموهبتي في نفس الوقت، فحاليا ادرس طلبة السنة الأولى بقسم العلوم الإنسانية ضمن مقاييس علاقات عامة والإشهار، والسنة الثالثة تخصص سمعي بصري مقاييس فن التعامل مع الصورة،
فضلا أنني درست عدة مقاييس منذ التحاقي بهيئة التدريس عام 2014 منها الإعلام الآلي والفوتوشوب وهي مقاييس تتلاءم وموهبتي في ذلك وبخصوص سؤالك عن التعامل مع الطلبة فالأمر بالنسبة لي متعة كبيرة أقضيها معهم يوميا في قاعة التدريس خاصة وأن الأسلوب الذي انتهجه مغاير في حقيقة الواقع الذي يدرس به اليوم أغلب الأساتذة وهذا الانطباع التمسه يوميا مع طلبتي خلال التعامل معهم.
هل تقصد أنك تتعامل بأسلوب تعليم الواقع الذي يغلب عليه التطبيق أثناء تدريسك؟
هو بالذات فاليوم الطلبة يفضلون أسلوب محاكاة الواقع في تلقي التدريس، فعلى سبيل المثال هل يمكن أن تدرس مقياس الإخراج الإذاعي والتلفزيوني أو تقديم الأخبار دون أن يكون هناك أستوديو يتم فيه تطبيق الأعمال، هذا غير واقعي ولا يقبل به الطلبة إطلاقا، الأمر الذي أصبحت أتجنبه وأركز على دروسي في التطبيق أكثر من النظري وهو ما لقي إعجابا كبيرا من طرف الطلبة وحقق نتائج ايجابية
وأود الإشارة هنا أنني تلقيت معلومات ومعارفي العلمية عن طريق التعليم الذاتي بنسبة مئة بالمائة من خلال المجهود الذي كنت ابذله وهو ما مكنني في فهم مكنونات الطلبة ومويلاتهم إلى الجانب التطبيقي أكثر من النظري واعتقد انه الأسلوب الأمثل في تلقي الدروس، فواقع التعليم اليوم لابد أن يتغير وفق المستجدات التي يشهدها عالم الإعلام الذي يعرف حركية هائلة لاسيما صحافة المواطن التي باتت اليوم مجالا كبيرا تخوض فيه كبرى وسائل الإعلام العالمية، ذلك لابد تلقين الطالب جانبا تطبيقيا أكثر من النظري.
فالكثير من الطلبة الذين أدرسهم يلحون علي في اعتماد أسلوب التطبيق أكثر النظري كون الأسلوب يتناسب ومتطلبات العمل الإعلامي الذي يحتاج إلى التكوين أكثر من النظري.
لكن التعليم التطبيقي يحتاج إلى مرافقة نظرية أم لك توجه آخر؟
فعلا التعليم التطبيقي يحتاج إلى تعليم نظري ولكن هذا لا يعني الاعتماد بنسبة كبيرة على الجانب النظري فقط، فوجهة نظري تختلف تماما مع هذا الطرح كون ما تعلمته على أرض الواقع كان أغلبه نابع من مكتسبات تطبيقية من خلال التكوين الذاتي والاعتماد على الخبرات العلمية سواء في التحصيل أو الممارسة التي تزيد المتعلم مهارات إبداع تمكنه من فهم الواقع ومسايرته، ورأي كان أذكر أن الكثير من الطرق المتبعة في التعليم الجامعي اليوم تعتمد على منهجيات قديمة وأغلب المراجع المتبعة هي قديمة لا تناسب المستجدات الحاصلة، أما في الجانب المتعلق بالتكنولوجيا فمجال الإعلام يحتاج إلى مواكبة التكنولوجيات الحديثة في العمل الإعلامي وانتم تتابعون يوميا الطرق الحديثة المتبعة في ذلك وهذا ما لامسناه في الطلبة أثناء التدريس حيث يفضلون الجديد كونه سهل التلقين والحفظ بعيدا عن الطرق الكلاسيكية التي يمل منه الطالب، أما الجانب النظري فهو شق لابد منه في هذا السياق فإنه يمكن الطالب من التحكم الجيد فيما يتلقاه تطبيقيا يمكن القول أن كلا الطريقتين ناجحتين في كل الأحوال.
على ذكرك صحافة المواطن،تم انتخابك منذ أسابيع قليلة على رأس لجنة شبكات التواصل الاجتماعي بالمنتدى الجزائري للإعلاميين الشباب، هل لك أن تحدثنا عن المشروع؟
أول الأهداف المسطرة هو التعريف بالمنتدى الجزائري للإعلاميين الشباب الذي يضم حاليا أكثر من ألفين معجب على الصفحة الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”،وهذا بفضل الاتصال الدائم مع المعجبين والمنخرطين على حد سواء، ونقوم كذلك بالتعريف باللجنة الهامة كونها مرتبطة بصحافة المواطن وأنت تعلم ما لهذا المجال من أهمية في الوقت الحالي
ونحن نشتغل حاليا ضمن فريق عمل على كل موافق التواصل الاجتماعي بما فيها تويتر وفايسبوك وغوغل بلاس ويوتيوب، هذا الأخير الذي أنشانا عبره قناة إعلامية تحت مسمى “أبعاد تيفي”، حيث نقوم بنشر الأفلام الوثائقية التي ينتجها المنخرطون في المنتدى الإعلامي فضلا عن بث فيدويهات تروج للمنتدى والأحداث اليومية، فنحن نتلقى يوميا عشرات الرسائل من الشباب أغلبهم طلبة إعلام في الجامعة يرغبون بالانضمام إلى المنتدى والمشاركة في أنشطته.
كيف يتجاوب الشباب مع هذا الفضاء الإعلامي، وما هي نصيحتك لكل شاب طموح؟
الشباب الجزائري له رغبة كبيرة في النجاح ويملك قدرات هائلة في مختلف المجالات وبحكم منصبي في الجامعة والمنتدى الجزائري للإعلاميين الشباب فأرى أن هناك مؤهلات كبيرة يمتلكها الشباب إذا أحسنا تقديرهم والاهتمام بهم، فمعاملتي على سبيل المثال في بداية مشواري التعليمي كان سر نجاحها هو الاحترام المتبادل مع الطلبة.
فالشباب اليوم يحتاج إلى مرافقة في كل المجالات ولا أريد الخروج عن سياق عملي فتجربتي برهنت على نجاح أسلوب التعامل في الاتصال البيني مع الأشخاص، وهو ما يعتبر جسرا للوصول نحو تحقيق الأهداف.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024